تسعى مؤسسة «الأزهر» لمواجهة مشكلة زيادة معدل الطلاق بين الأزواج في مصر، عبر مبادرات وزيارات ميدانية. ودخلت، أول من أمس، مبادرة «وعاشروهن بالمعروف» حيز التنفيذ، لتلحق بـ«وحدة لمّ الشمل» التي دشنها الأزهر قبل 5 أشهر، للتوعية للحد من الطلاق داخل الأسر.
وحملة «وعاشروهن بالمعروف» أطلقها المركز الإعلامي للأزهر، بالتعاون مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أخيراً، للتوعية بأسباب الطلاق ومخاطره، وتوضيح الأسس السليمة لبناء أسرة سعيدة ومتماسكة.
وقال الدكتور أسامة الحديدي، مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن حملة «وعاشروهن بالمعروف» جاءت ضمن الجهود التي يقوم بها الأزهر لدعم الأسرة المصرية وحل مشكلاتها. مضيفاً: «تمكنّا من جمع شمل 600 أسرة في 5 أشهر عبر (وحدة لمّ الشمل)، ونستهدف تحقيق نجاحات كثيرة للصلح بين الأزواج خلال فترة وجيزة».
وتسلط حملة «وعاشروهن بالمعروف» الضوء على أهم أسباب الطلاق، وطرق علاجه، بهدف الحد من ارتفاع معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة، وذلك في إطار الدور الدعوي والاجتماعي الذي يضطلع به الأزهر، ويتضافر مع دوره التعليمي والديني.
وأضاف الحديدي، أن حملة «وعاشروهن بالمعروف» عبارة مجموعة من الفيديوهات القصيرة مدتها لا تتعدى دقيقتين أو ثلاثاً لأعضاء الفتوى بالأزهر، تتحدث عن حل المشكلة التي تواجه الزوجين... مثلاً لو افترضنا أن «الروتين الحياتي» هو السبب في الطلاق، أو أن «مواقع التواصل الاجتماعي» هي السبب، يدخل عضو الفتوى ويصور مقطع فيديو، ويشرح كيف يتم حل هذه المشكلة في دقائق معدودة.
وقال الحديدي: إن «الحملة تأتي إلى جانب جهد آخر وهو العمل الميداني من خلال (وحدة لمّ الشمل) التي تذهب إلى المنازل على أرض الواقع في محافظات مصر. وتمكنت الوحدة من صلح 600 حالة بين الزوجين منذ تدشينها في منتصف أبريل (نيسان) الماضي، منهم 280 حالة عبارة عن زيارات ميدانية للزوجين أصحاب المشكلة، والباقي تمت معالجتها عبر الهاتف، التي قد تطول مدة الحديث فيه إلى ساعتين للصلح بين الزوجين، من خلال التواصل مع جميع أطراف مشكلة النزاع الزوجي، حتى يتم «فك شفرات» هذا الإشكال والوصول إلى الهدف وهو لمّ شمل الأسرة... ونستهدف تحقيق مصالحات كثيرة بين الأزواج خلال فترة وجيزة».
كان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية قد أطلق في أبريل الماضي، وحدة معنية بمعالجة الخلافات الأسرية تحت اسم «وحدة لمّ الشمل»، ويقوم أعضاء الوحدة بعقد لقاءات مع الزوجين، سواء عبر الهاتف، أو من خلال الزيارة الميدانية، للوقوف على أسباب الخلاف وسبل حلها... كما تسعى الوحدة من خلال منصاتها الإلكترونية ورسائلها الإعلامية والتوعوية إلى زيادة الوعي بقيم المودة والتماسك الأسري. وهدفت الوحدة إلى الصلح بين الأزواج المختلفين حتى لا يصلوا لمرحلة الطلاق، للحد من الظاهرة وتبعاتها الاجتماعية الخطيرة، وحماية الأسرة من التفكك.
ويشار إلى أن «وعاشروهن بالمعروف»، و«وحدة لمّ الشمل»، لم تكن هي المبادرات الأولى للمشيخة للحفاظ على الأسر المصرية، حيث أطلقت العام الماضي، مبادرة خصصت خلالها الدروس اليومية والخطب الأسبوعية، وكانت تحت عنوان «الحياة الزوجية: حقوق وواجبات»، وقادها الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بمصر (أعلى هيئة دينية في الأزهر)، حيث نُظمت الدروس والندوات واللقاءات الشبابية بمحافظات مصر.
الأزهر للحد من الطلاق في مصر بمبادرات وحملات
مدير مركز الفتوى الإلكترونية: جمعنا شمل 600 أسرة
الأزهر للحد من الطلاق في مصر بمبادرات وحملات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة