«قصصكم عالمسرح» عروض فنية تحوّل الداء إلى دواء

يقدم حكايات شخصية يحييها الممثلون مباشرة على الخشبة

فريق «وصل» يقدم قصصاً حقيقية في عروض تمثيلية من المسرح المرتجل
فريق «وصل» يقدم قصصاً حقيقية في عروض تمثيلية من المسرح المرتجل
TT

«قصصكم عالمسرح» عروض فنية تحوّل الداء إلى دواء

فريق «وصل» يقدم قصصاً حقيقية في عروض تمثيلية من المسرح المرتجل
فريق «وصل» يقدم قصصاً حقيقية في عروض تمثيلية من المسرح المرتجل

يوم الأربعاء الثاني من كل شهر، هو موعد أصبح ينتظره اللبنانيون بحماس فيلتقون به مع فريق «وصل» الفني التابع لجمعية «لبن» للمسرح المرتجل من خلال عروض تمثيلية بعنوان «قصصكم عالمسرح».
ويعد هذا النشاط المجاني من نوع المسرح المرتجل قائم على قصص شخصية يفضفضها الجمهور ليعيد الممثلون إحياءها مباشرة على الخشبة. الزمان يقع في 12 سبتمبر (أيلول) المقبل. أما المكان فهو مسرح «بيت زيكو» الثقافي الواقع في منطقة الصنائع الموازي لشارع الحمراء غرب بيروت.
«إنه من نوع المسرح النفسي والاجتماعي، يقدم عرضا تفاعليا مرتجلا يشارك به الجمهور، ونقوم من جهتنا بتمثيل القصص ناقلين مشاعر الحكاية التي يروونها لنا صوتا وكلاما وجسدا». توضح نور ورداني إحدى المسؤولات في فريق «وصل» الفني.
يهدف هذا النشاط الذي عادة ما يجول في مختلف المناطق اللبنانية مطلا على قصص اللبنانيين من شرائح اجتماعية مختلفة، إلى مشاركة الناس تجاربهم الشخصية لمساعدتهم على النهوض من السلبية والاستمتاع بالإيجابية بعد إيصال روحها الفرحة إلى الآخرين. «إننا في لبنان والعالم العربي ككل لا نجد اليوم من يصغي إلينا. فالجميع منشغلون بأمورهم وأعمالهم وبمواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت في قطع العلاقات المباشرة بين الناس»، تؤكد نور، مشيرة إلى أن الفريق يفتح أبوابه أمام الجميع مرحبا بهم من دون تفرقة ومن عمر ما فوق الـ14 عاما. «من هم أصغر سنا قد لا ينخرطون في العرض كما هو مطلوب ولذلك فإن قلة قليلة منهم تزورنا».
أما القصص التي يرويها الناس مباشرة أمام بعضهم البعض ليعيد تمثيلها فريق «وصل» أيضا أمام الجميع فتتنوع ما بين عاطفية وبيئية واجتماعية وغيرها. «أحيانا يشعر أحدهم برغبة في إخبارنا عن فرحته بشراء ملابس جديدة. ومرات أخرى تطال هذه القصص أحداثا ومجريات صعبة عاشها صاحبها كالتعرض إلى الاغتصاب أو محاولة الانتحار والتحرش الجنسي والعنف المعنوي والجسدي. فعندما نستحدث له هذه المساحة الحرة للتعبير عما يخالجه يرتاح فيرويها لنا بتفاصيلها الدقيقة ولنمثلها بدورنا مختصرين أحداثها بحيث لا يتجاوز العرض المسرحي لكل قصة الـ10 دقائق». نجح فريق «وصل» في استقطاب عدد لا يستهان به من اللبنانيين إلى هذا النشاط الذي يدخل ضمن الراحة النفسية. «نحن لا نعد حالنا معالجين نفسيين بل فريق يؤمن للآخر مساحة آمنة ليفضفض ما في أعماقه ويشعر بالراحة إثرها». توضح نور ورداني في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط».
ولا تخلو هذه القصص من تلك المؤثرة والنابعة من واقع الإرهاب مثلا أو السجون وما إلى هنالك من مواضيع تلامس أصحابها وأهاليهم عن قرب. «هذا النوع من القصص لا يرويها أصحابها إلا في مجتمعات يثق بها ولذلك نصادفها بشكل أكثر في البقاع وفي طرابلس وفي مناطق أخرى نعقد فيها هذا النوع من اللقاءات دوريا».
وتتذكر نور قصة أحد المحاربين القدامى الذي روى قصته مع الحرب والمأساة التي عاشها عندما فقد صديقا له كان يتدرب على نوع من الأسلحة في حادث مؤسف. «هذه القصة صبت في خانة تشجيع الناس على صنع السلام بدل الحرب».
أما صعوبة المسرح المرتجل فيكمن في كيفية الفصل ما بين الشعور والتحليل النفسي. «صعوبات عدة نواجهها في عملنا ولكننا اعتدنا عليها وصارت من أدواتنا اليومية بفضل التمرينات المكثفة التي نقوم بها كفريق. «هناك قصص تصيبنا في العمق لأنها في بعض تفاصيلها تشبه أحداثا مررنا بها شخصيا كأفراد فريق. كما هناك هذا الثقل الذي نحمله على كاهلنا عند تفاعلنا مع قصة مؤثرة فتقلقنا إلى حد ما ولكن مع التمرينات التي نقوم بها تصبح كل هذه الأمور خلفنا».
ولدى فريق «وصل» شركاء يتعاونون معهم في تنظيم هذه اللقاءات كالمركز الثقافي البريطاني وجمعية «محاربون من أجل السلام» وغيرهم. «أن يستطيع المرء إخراج ما في أعماقه إلى العلن دون أي ضغوطات تمارس عليه نعده إنجازا نفتخر به كفريق فنستخدم الفن كرسالة إنسانية».
ومن بين الحالات اللافتة التي استقبلها الفريق المذكور تلك الخاصة بشابة عانت الأمرين من الإدمان ودخلت في متاهاته إلى حد جعلها شرسة تضمر الشر للآخرين. «لقد رفضت في البداية التحدث معنا عندما التقيناها في أحد مراكز علاج الإدمان (مركز أم النور). وعندما خرجت منه توجهت إلينا مباشرة وراحت تخبرنا أمام أعين الجميع عن معاناتها مع الإدمان وكان الأمر بالنسبة لنا إنجازا بحد ذاته. فقصة هذه الفتاة كانت بمثابة درس في الحياة لآخرين قد يقعون في هذا المطب. كما بينت لنا بأن الجلاد في مطارح كثيرة يكون هو أيضا الضحية في البداية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.