«البديل» يقطف ثمار التطرف في مدينة كارل ماركس

«الشرق الأوسط» تتجول في كيمنتس الألمانية وتستمع إلى أقوال سكانها

ردا على نشاطات اليمين المتطرف نظمت المجموعات المعادية له والمناصرة للاجئين حفلا موسيقيا في المدينة من أجل نشر قيم التعايش حضره أكثر من 65 ألف شخص (رويترز)
ردا على نشاطات اليمين المتطرف نظمت المجموعات المعادية له والمناصرة للاجئين حفلا موسيقيا في المدينة من أجل نشر قيم التعايش حضره أكثر من 65 ألف شخص (رويترز)
TT

«البديل» يقطف ثمار التطرف في مدينة كارل ماركس

ردا على نشاطات اليمين المتطرف نظمت المجموعات المعادية له والمناصرة للاجئين حفلا موسيقيا في المدينة من أجل نشر قيم التعايش حضره أكثر من 65 ألف شخص (رويترز)
ردا على نشاطات اليمين المتطرف نظمت المجموعات المعادية له والمناصرة للاجئين حفلا موسيقيا في المدينة من أجل نشر قيم التعايش حضره أكثر من 65 ألف شخص (رويترز)

هدوء غريب كان يخيم على مدينة كيمنتس عندما وصلتها. كانت الساعة تقترب من الظهيرة، تذكرت مشاهد الحشود التي مرت من محطة القطار الرئيسية قبل يوم. عشرات الآلاف عبروا هذه المحطة قادمين من مدن قريبة وبعيدة لحضور حفل موسيقي نظمه اليسار رفضا لمظاهرات اليمين المتطرف هنا. ولكن في تلك اللحظة التي كنت أعبر فيها المحطة، كانت خالية... من الركاب والمارة وحتى من سيارات الأجرة. شرطيان كانا يتجولان شبه وحيدين في الردهة الرئيسية. والقطار الذي أوصلني قادما من مدينة لايبزك التي تبعد قرابة الساعة، كان أيضا شبه فارغ.

- مدينة كارل ماركس رمز التطرف اليميني
بدت هذه المدينة الواقعة شرقي ألمانيا وكأنها تأخذ عطلة من الأيام الماراثونية التي عاشتها طوال الأسبوع الماضي. سباق بدأ مساء الأحد بعد أن تسربت أنباء عن قتل شابين لاجئين لآخر ألماني. وقبل أن تجف دماء الشاب المطعون دانيال من على قارعة الطريق، كان العشرات من حليقي الرأس والمكسوة أجسادهم بالأوشام ووجوههم بالأقراط المعدنية، يركضون في الشوارع بحثا عن «كل من لونه مختلف» ليشبعوه ضربا. غابت الشرطة في اليوم الأول. وفي اليوم الثاني نزل الآلاف إلى الشارع يهتفون «الأجانب خارجا». وصفت بعدها الصحف الألمانية الليلة التي عاشتها كيمنتس بـ«ليلة العار». بقي الحال هكذا طوال أسبوع. مظاهرات تخرج ضد اللاجئين وأخرى تخرج دعما لهم، وإن بأعداد أقل.
وفجأة هدأت المظاهرات وانفرطت التجمعات وسكتت الهتافات ضد اللاجئين. كان ختامها حفل غنائي حضره ما يزيد على 65 ألف شخصا. ليلة صاخبة نامت بعدها المدينة لتستيقظ صباحا كسولة متعبة. ساحة كارل ماركس التي كانت مركز الحركة الاحتجاجية في الأيام الماضية بدت مختلفة وهي فارغة. طريق سريع محاط بأبنية بيضاء ضخمة وبشعة. ورأس عملاق يزيد طوله على الـ7 أمتار على الرصيف. ليست ساحة بالمعنى المتعارف عليه. ولكن الحشود التي تكدست فيها في الأيام الماضية جعلتها تبدو أكثر رومانسية وجذبا مما هي عليه في الحقيقة.
صحيح أن هذه المدينة لم تعد شيوعية منذ زمن، تحديدا منذ 28 عاما. حينها كانت تعرف بمدينة كارل ماركس، الاسم الذي أعطي لها عندما دخل السوفيات ألمانيا الشرقية وولدت جمهورية ألمانيا الديمقراطية عاصمتها برلين الشرقية عام 1949. ولكن الكثير في كيمنتس ما زال يشبه تاريخها هذا. البعض يقول إن سكانها أيضا لم يتغيروا كثيرا. أو على الأقل من هم في فئة عمرية معينة. أولئك الذين كبروا في جمهورية ألمانيا الديمقراطية وقادوا الثورة السلمية في نهاية الثمانينات ونجحوا بإسقاط حائط برلين والتحرر من الديكتاتورية بعد 4 عقود. كانوا يهتفون حينها، في ساحة كارل ماركس نفسها «نحن الشعب». هتاف ولد في هذه الولاية، ولاية ساكسونيا، على بعد كيلومترات قليلة من كيمنتس: في مدينة لايبزك.
وفي الأيام الماضية، عاد سكان كيمنتس ليهتفوا «نحن الشعب». ولكن الفرق كبير بين سبب الهتاف يومها، وسببه اليوم. حينها كانوا يتمردون على نظام جعلهم يعيشون في سجن كبير. تحدوا بشجاعة الشرطة السرية التي كانت تعرف بالـ«شتازي» ولم يتوقفوا عن التظاهر حتى نجحوا بكسر أبواب السجن. أما اليوم فهم يهتفون «نحن الشعب» رفضا للاجئين وتمردا على رئيسة حكومتهم أنجيلا ميركل التي يتهمونها «بالخيانة»، بسبب سماحها للاجئين بدخول البلاد. ولكن كيف تحول هؤلاء إلى يمينيين متطرفين في هذه الفترة القصيرة؟
يشكل السوريون النسبة الأكبر من اللاجئين في المدينة
إتلكا كوبوس المكلفة بملف الهجرة في بلدية كيمنتس تقول إن المشكلة ليست العنصرية بقدر ما هي «عدم معرفة متبادلة بين السكان واللاجئين». وتضيف: «ليس هناك تعامل وتعاطٍ بين الطرفين. لذلك الألمان هنا حذرون ولا يملكون معلومات كافية عن اللاجئين».
تروي إتلكا كوبوس، السيدة الخمسينية، بأن هذه المدينة غير معتادة على «الغرباء» وخاصة الكبار في السن منهم وهم يشكلون ما يزيد على الـ30 في المائة من نسبة السكان. تقول المسؤولة عن ملف الهجرة في البلدية منذ العام 2009: «لم يكن لدينا لاجئون كثر في السابق، عندما بدأت كانت نسبة الأجانب 2.5 في المائة من بينهم لاجئين».
تتذكر أنه في العام 2015 عندما دخلت أعداد كبيرة من اللاجئين ألمانيا، ووُزِّعوا على المدن المختلفة، كان على البلدية تنظيم لقاءات مع السكان «لشرح أسباب وجوب استقبالهم». تقول إنها كانت تنظم لقاءات بشكل مستمر تشرح فيها ظروف هروب اللاجئين السوريين من بلادهم، وواجب مساعدتهم.
ولا يعيش في كيمنتس أعداد كبيرة من اللاجئين مقارنة بمدن ألمانية أخرى. فنسبة الأجانب في المدينة، بحسب أرقام البلدية، لا تزيد على الـ8 في المائة. ومن بين اللاجئين يشكل السوريون النسبة الأكبر ولكن أعدادهم لا تزيد على 2800 لاجئ في مدينة عدد سكانها قرابة 250 ألفا. يليهم بالعدد اللاجئون من أفغانستان. ومن بين الجنسيات الأخرى التي تعيش في كيمنتس طلاب من الصين وروسيا ورومانيا والهند وفيتنام ودول أوروبا الشرقية... هؤلاء بمعظمهم يرتادون جامعة كيمنتس للتكنولوجيا التي توسعت بعد الوحدة الألمانية وفتحت كليات جديدة في بداية التسعينات وبدأت تستقطب طلابا دوليين.
وتلعب هذه الجامعة دورا كبيرا بمساعدة هذه المدينة على الانفتاح. ميثم أبو الحسن، رجل ستيني ألماني من أصول عراقية يعيش في المدينة منذ 30 عاما، يعمل في منظمة كاريتاس التي تساعد اللاجئين بشتى الأمور الحياتية اليومية من ملء استمارات إلى قراءة الرسائل ومرافقتهم إلى المؤسسات الرسمية. يقول إن المدينة الآن «في طور الانفتاح» وإن استقطاب هذه الجامعة لطلاب من أنحاء العالم ساعد السكان على الاعتياد على الأجانب.

- سكانها يرفضون أنها بؤرة للمتطرفين
ولكنه يتحدث عن «مشاكل في الاندماج» لدى فئة غير صغيرة من اللاجئين، ويقول إن الأمر «يعود إلى ثقافة الشخص ما إذا كان قادما من قرية أو مدينة». ويضيف: «أنا دائما أنصحهم أن يتعلموا الحياة الألمانية بشكل أفضل، هناك مجتمع لديه روابطه المختلفة تماما عن مجتمعنا... من أجل الاندماج يجب أن نتعلم ثقافة المجتمع».
ميثم وإتلكا كلاهما يرفض الحديث عن مدينة يلفها اليمين المتطرف. هو يقول بأن أولئك الذين تورطوا بمشاكل وأعمال شغب في المدينة في الأيام الماضية قدموا من خارج كيمنتس، من مدن وولايات مجاورة. وهي رغم اعترافها بوجود متطرفين من اليمين في المدينة، تصر على أنهم أقلية.
يتحدث ميثم عن عمله مع اللاجئين بشغف، ويبدو فعلا بأنه يشعر بنوع من الفخر بالقدرة على مساعدتهم. عندما يتحدث عما شهدته المدينة التي اختار العيش فيها منذ ثلاثة عقود، يبدو وكأنه يهون على نفسه ما شهده من مطاردات للاجئين وتحايا لهتلر. يقول: «ما حصل كانت أحداث مأساوية... كانت هناك جريمة قتل تم استغلالها سياسيا». ويضيف: «لكن نحن لن نسمح للمجرمين أو للغباء السياسي بأن يخرب عملية الاندماج هنا والتي نعمل عليها منذ سنين».
إتلكا تتحدث أيضا بنوع من الفخر وهي تروي كيف حرصت البلدية على الاهتمام بالقادمين الجدد، تقول: «مدينة كيمنتس منذ فترة طويلة تشغل نفسها مع الوافدين لمساعدتهم على الاندماج. نقدم لهم دورات لغة ونساعدهم على إيجاد عمل وهناك مراكز لمساعدتهم... نذهب مع أطفالهم إلى المدارس ونساعدهم على التعرف على آلية القوانين في بلادنا». وعندما أسألها عن اعتقادها بوجود مشكلة عنصرية في مدينتها، تقول: «هذه المشكلة موجودة في كل مكان... مهمتنا أن نعترف ونقر بأنها مشكلة وعلينا التصدي لها. في كيمنتس المتطرفون موجودون ولكنهم بكل تأكيد ليسوا الأكثرية».
ترى إتلكا بأن «مهمة» مواجهة اليمين المتطرف في ساكسونيا، الولاية التي تنتمي إليها كيمنتس، ليست فقط مسؤولية السلطات المحلية. وتقول: «يجب أن تكون هناك مؤشرات سياسية عما هو صحيح وعما هو خطأ ويجب عدم التهاون مع خرق القوانين. الجرائم من أي طرف غير مقبولة ويجب أن تكون إجراءات ضدها، ولكن من غير المعقول أن نتهم مجموعة بكاملها عن أنها مسؤولة عن هذه الجرائم».
التهاون مع خرق القوانين الذي تحدثت به إتلكا، كان أحد أسباب خروج الأمور عن السيطرة لبضعة أيام في المدينة. فالشرطة التي تواجه أصلا اتهامات في تلك الولاية بأنها «مخترقة» من قبل اليمين المتطرف، لم تتحرك في الأيام الأولى. وتركت المتطرفين يحكمون الشوارع ويرهبون الأجانب. بررت لاحقا بأنها تفاجأت بالأعداد ولم تكن تتوقعها ولم يكن لديها عدد كاف من العناصر.
قد يكون هذا صحيحا في اليوم الأول، عندما انتشرت رواية القتل بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين اليمين المتطرف، وقدم مشاغبون منهم من المدن المجاورة. ولكن في اليوم الثاني، لم يكن تبرير الشرطة كافيا. فلجنة حماية الدستور المكلفة بمراقبة المتطرفين من الإسلاميين واليمينين، كشفت أنها أبلغت شرطة المدينة بأن أعدادا كبيرة من مثيري الشغب من المتطرفين يستعدون للوصول إلى كيمنتس. ولكن الشرطة هناك لم تطلب أي دعم يذكر. وتركت أشخاصا يؤدون تحية هتلر على مرأى عناصرها، طليقين، علما بأنها جريمة يعاقب عليها القانون الألماني.
وما زاد من الانتقادات والاتهامات الموجهة لها بالتواطؤ مع اليمين، تسرب مذكرة التوقيف بحق اللاجئ العراقي والتي تتضمن عنوانه الكامل واسمه الكامل، إلى مجموعة من المتطرفين نشرتها على «فيسبوك». كل ذلك جاء بعد أيام قليلة على «فضيحة» كشفت عنها صحف ألمانية بمشاركة أحد أفراد الشرطة بلباس مدني بمظاهرة لليمين المتطرف. بررت الشرطة في البداية تصرفه بالقول أنه لم يشارك أثناء أدائه الوظيفة ولكنها اضطرت إلى إقالته لاحقا أمام الضغوط المتزايدة.
شبان عرب كثيرون تحدثوا عن قصص متشابهة. يتحدثون عن «نظرات غريبة» باتوا يتلقونها في الشارع من الألمان «وخاصة الكبار في السن». أحدهم يروي أن زوجته المحجبة تعرضت للضرب العام الماضي وهي تمر في الشارع وأن ابنتيه خلعتا الحجاب بسبب المضايقات. ويقول بأن «التعصب في هذه المدينة ليس جديدا، إنما الجديد الآن أنه بات أكثر علانية».
وفي المقابل، يرفض الكثيرون من الذين شاركوا في مسيرات اليمين المتطرف اتهامهم بالعنصرية. يقولون إنهم يريدون الاعتراض على سياسة ميركل تجاه اللاجئين ولم يجدوا أن الأحزاب الرئيسية تصغي لهم.

- حزب «البديل» يقطف ثمار التطرف
هكذا تحولوا إلى مناصري حزب «البديل من أجل ألمانيا». وكان نجاح هذا الحزب بدخول البرلمان للمرة الأولى في انتخابات العام الماضي وبات أكبر كتلة معارضة. وبنى الحزب خطابه السياسي على محاربة سياسة اللجوء ما أكسبه الكثير من الأصوات.
ولكنه اليوم متهم بالتحريض على العنف والكراهية، خاصة بعد مشاركته في مسيرات كيمنتس إلى جانب حركتي «بيغيدا» و«برو كيمنتس» التي رفعت شعارات نازية محظورة في المظاهرات. وتزايدت الدعوات في الأيام الأخيرة لوضع الحزب تحت المراقبة من قبل لجنة حماية الدستور التي تراقب الحركات المتطرفة، وهو أمر يمكن أن يؤدي إلى حظره.
لهذا الحزب الذي يتمتع بشعبية واسعة في شرق ألمانيا، مكتب كبير في وسط كيمنتس، يقع على بعد خطوات معدودة من محل لبيع الحلويات السورية. تينو شنيغاس، المتحدث باسم الحزب، كان حريصا عندما تحدثت إليه على التفسير بأن «البديل لأجل ألمانيا» ليست لديه أي مشاكل مع اللاجئين ولا يمانع وجودهم، بل مشكلته مع «المجرمين منهم». يقول: «لا مشكلة لدينا مع الأجانب عندما يلتزمون بالقوانين... لدينا مشكلة مع الأجانب الذين يأتون طلبا للمساعدة ويأخذون منا الأموال ثم يرتكبون جرائم. هؤلاء يجب أن يتم ترحيلهم». يكرر تينو خلال دقيقة واحدة أكثر من 3 مرات القول بأنه ليس لديهم مشكلة مع الأجانب. في الحقيقة، فإن دانيال الضحية الذي قتل على يد لاجئين، كان من أصول كوبية. لم يكن أشقر الشعر وأزرق العينين بل أسمر البشرة وملامحه ليست أوروبية.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».