ماكس كيلمان خاض 25 مباراة مع المنتخب الإنجليزي... لكن في «كرة الصالات»

مسيرته الدولية قد تنتهي بسبب انضمامه إلى وولفرهامبتون وممارسة كرة القدم الأصلية

ماكس كيلمان مع المنتخب الإنجليزي أمام بولندا في مواجهة بكرة الصالات
ماكس كيلمان مع المنتخب الإنجليزي أمام بولندا في مواجهة بكرة الصالات
TT
20

ماكس كيلمان خاض 25 مباراة مع المنتخب الإنجليزي... لكن في «كرة الصالات»

ماكس كيلمان مع المنتخب الإنجليزي أمام بولندا في مواجهة بكرة الصالات
ماكس كيلمان مع المنتخب الإنجليزي أمام بولندا في مواجهة بكرة الصالات

كان يمكن للاعب الإنجليزي الدولي ماكس كيلمان أن يسير في أي شارع مزدحم ببريطانيا دون أن يلفت الأنظار أو يعرفه أحد، رغم أن الظهير الأيسر البالغ من العمر 21 عاما قد شارك في 25 مباراة دولية مع منتخب بلاده ولعب دور البطولة في مباراتين ملحميتين للمنتخب الإنجليزي أمام ألمانيا! لكن بعد انتقاله من فريق ميدينهيد يونايتد، الذي يلعب في دوري الدرجة الخامسة بإنجلترا، إلى نادي وولفرهامبتون واندررز في اليوم الأخير لفترة الانتقالات الصيفية، بات يتعين عليه أن ينهي مسيرته الدولية. قد يبدو هذا الأمر غريبا للغاية ومحيرا بعض الشيء، ولكي تزول هذه الحيرة يجب أن نعرف أن مسيرة كليمان الدولية لم تكن مع المنتخب الإنجليزي الأول لكرة القدم، لكنها كانت مع منتخب إنجلترا للكرة الخماسية أو كرة الصالات.
يقول كيلمان: «لا أظن أنه سيكون لدي أي وقت لممارسة كرة القدم الخماسية الآن، لأنني سأتدرب مع نادي وولفرهامبتون واندررز كل يوم». وأضاف: «أريد أن أحاول تنظيم شيء ما حتى أتمكن من اللعب مع المنتخب الإنجليزي للكرة الخماسية، لكن الأمر صعب وأنا لست متأكدا من أنه سيحدث. بالطبع سأشعر بالضيق إذا توقفت عن اللعب، لكنها مخاطرة يجب أن أقدم عليها لكي أصبح لاعب كرة قدم محترفا».
وقد يصبح كيلمان واحدا من أصغر اللاعبين البريطانيين المعتزلين عندما يعتزل كرة القدم الخماسية، وكان من الممكن أن تكون قصته مختلفة تماما، فقبل 3 سنوات فقط عندما كان كيلمان يلعب على سبيل الإعارة من ميدينهيد في نادي مارلو الذي يلعب في دوري الدرجة السابعة، كان يعرف أنه يتعين عليه التركيز على لعبة واحدة فقط، وبالتالي كان يفكر في التوقف عن ممارسة كرة القدم من أجل أن يحقق حلم احتراف كرة القدم الخماسية.
وقال كيلمان: «عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري وألعب للمنتخب الإنجليزي للكرة الخماسية، فكرت بالطبع في السفر إلى الخارج لأصبح لاعبا محترفاً. ربما لم تكن كرة القدم جيدة بالنسبة لي، ولذلك كنت أفكر في التوقف عن ممارستها. كنت ألعب لفريق الشباب في نادي ميدينهيد وكانت مسيرتي تتقدم ببطء، لكن عندما انتقلت للعب في الفريق الأول انتقلت على سبيل الإعارة لكي ألعب في فريق يلعب في دوري أدنى. لقد كان الأمر صعبا وكانت عملية طويلة للغاية». وأضاف: «كان الأمر يعتمد بصورة كبيرة على القوة البدنية في نادي مارلو، ورغم أنني كنت أستمتع بهذه التجربة، فقد بدأت أتساءل عن المكان الذي يجب أن أواصل فيه مسيرتي الكروية، ولهذا السبب كان لدى استعداد أكبر للعب كرة القدم الخماسية».
وبالنظر إلى أن كرة القدم الخماسية لا تحظى بشعبية كبيرة في إنجلترا، كان كيلمان يجد صعوبة كبيرة في تدبير نفقات معيشته من ممارسة تلك اللعبة في وطنه، وبالتالي كان يتعين عليه أن يفكر مثل زملائه في صفوف المنتخب الإنجليزي للكرة الخماسية بالانتقال للعب في إيطاليا أو كرواتيا. وبدلا من ذلك، واصل كيلمان ممارسة كرة القدم والكرة الخماسية في نفس الوقت، فكان يلعب مع فريق ميدينهيد يوم السبت، ثم يلعب مباراة كرة القدم الخماسية مع نادي لندن هيلفيسيا يوم الأحد.
وكان لعب كرة القدم والكرة الخماسية في نفس الوقت يمثل تحديا كبيرا لكيلمان، الذي اضطر في بعض الأوقات للغياب عن بعض المباريات أو التدريبات بسبب ضيق الوقت. وتتطلب الرياضتان مهارات مختلفة، فكيف كان كيلمان يتعامل مع هذا الأمر؟ يقول اللاعب الشاب عن ذلك: «لقد تعلمت بسرعة كبيرة وتكيفت مع متطلبات كل لعبة منهما. قد لا يتمكن البعض من الانتقال للعب رياضة أخرى أو يحتاج بعض الوقت لكي ينتقل إلى ممارسة رياضة أخرى، لكنني كنت قادرا على الانتقال بين اللعبتين بسرعة، وكنت محظوظا في ذلك. هناك اختلاف بالطبع بين اللعبتين، لكنك تكون بحاجة إلى معرفة ما يتعين عليك القيام به».
وأضاف: «يتعين عليك أن تتذكر باستمرار ما يتعين عليك القيام به، فالأمر يتعلق بالتفكير في المقام الأول، فعندما ألعب كرة القدم الخماسية أكون بحاجة إلى التحرك كثيرا من دون كرة، لكن في كرة القدم فأنت تلعب في مركز واحد، وبالتالي فأنت لا تمرر الكرة وتتحرك بنفس الطريقة. أما في كرة القدم الخماسية، فأنت بحاجة إلى التحرك باستمرار وأن تفكر دائما في النواحي الهجومية». وتابع: «ممارسة الكرة الخماسية يساعد اللاعب كثيرا في كرة القدم العادية. يعتقد الجميع أن الأمر كله يتعلق بأن ممارسة كرة القدم الخماسية تجعل الشخص أكثر قدرة على التحكم في الكرة، لكنها تجعل اللاعب أيضا أكثر إدراكا لما يحدث من حوله داخل الملعب وأكثر تحكما في الكرة وأفضل في عملية اتخاذ القرارات داخل الملعب».
وقال كيلمان: «في الحقيقة، يتعلم المرء كثيرا من ممارسة كرة القدم الخماسية لأنها لعبة تتسم بالسرعة الشديدة وتُلعب في مساحة أصغر. لذا، عندما عدت لممارسة كرة القدم، كنت أتمتع بثقة أكبر في الحصول على الكرة واللعب في المساحات الضيقة، وشعرت بأن أمامي مساحة كبيرة للغاية لأنني ألعب على ملعب أكبر». ويعتقد كيلمان أن كرة القدم الخماسية ساعدته كثيرا في التطور كلاعب لكرة القدم وتطوير مهاراته بالشكل الذي أدى إلى انتقاله في نهاية المطاف إلى نادي وولفرهامبتون واندررز، الذي وضع نهاية لمشاركته في كرة القدم الخماسية.
حتى لو لم يتمكن كيلمان من ممارسة كرة القدم الخماسية مرة أخرى، فإنه يصر على أنه يتعين على الأطفال أن يستغلوا هذه الرياضة لتحسين مهاراتهم، كما فعل هو. وتنتشر هذه الرياضة بصورة أكبر على نطاق أوسع في بلدان أخرى، بما في ذلك الدول الرائدة في كرة القدم مثل إسبانيا والبرازيل والبرتغال، لكن هذه الرياضة لا تحظى بالشعبية نفسها في إنجلترا، التي تأتي في التصنيف 52 في هذه اللعبة خلف بلدان متواضعة للغاية في كرة القدم مثل فيتنام وقرغيزستان وجزر سليمان.
وقال كيلمان: «لعب كرة القدم الخماسية في إنجلترا أمر مختلف للغاية، لأن الأضواء غير مسلطة تماما على هذه اللعبة، ولا يهتم الناس كثيرا بما إذا كنت لاعبا في صفوف المنتخب الإنجليزي لكرة الصالات أم لا. لكن الاهتمام بهذه اللعبة في إنجلترا بدأ يتحسن بعض الشيء». وأضاف: «أهم شيء بالنسبة لإنجلترا هو أن يمارس الأطفال كرة القدم الخماسية في سن صغيرة حتى يمكنهم التحكم في الكرة بشكل أفضل ويكونوا أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة. قد يكون من الصعب للغاية تحديد ما تحتاجه إنجلترا بالضبط، لكن الأطفال في البرازيل وإسبانيا يلعبون كرة القدم الخماسية كرياضتهم الأولى، قبل أن يقرروا بعد ذلك ما إذا كانوا سينتقلون للعب كرة القدم أو سيستمرون في لعب كرة القدم الخماسية».
وتابع: «الأمر صعب للغاية هنا؛ لأنك في كل مرة تنظر فيها إلى الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي تدرك أن كرة القدم هي التي تستحوذ على اهتمام الجميع، ونادرا ما يتم الحديث عن كرة القدم الخماسية. وبالنسبة إلى الأطفال البالغين من العمر 10 أو 11 عاماً، سيكون من الجيد تشجيعهم على ممارسة تلك اللعبة من خلال مقاطع فيديو لأهداف جميلة أو مهارات رائعة في تلك اللعبة. إنه أمر غريب حقا، لأن كرة القدم الخماسية أكثر إثارة من كرة القدم العادية، وتشهد كل مباراة في كرة الصالات نحو 30 فرصة على الأقل، بينما في كرة القدم ربما نرى تسديدة واحدة على المرمى خلال شوط بأكمله».
صحيح أن كيلمان قد توقف الآن عن ممارسة كرة القدم الخماسية، لكن انتقاله لنادي وولفرهامبتون واندررز قد يكون خطوة نحو انضمامه لصفوف المنتخب الإنجليزي لكرة القدم في المستقبل؛ ليصبح بذلك لاعبا دوليا «مزدوجا» في اللعبتين.


مقالات ذات صلة

«النخبة الآسيوي»: الاستقلال إلى ثمن النهائي بفوز ثمين على الريان

رياضة عربية الريان خسر من الاستقلال وتأهلا لثمن نهائي النخبة الآسيوي (نادي الريان)

«النخبة الآسيوي»: الاستقلال إلى ثمن النهائي بفوز ثمين على الريان

سجل الاستقلال هدفين في الشوط الثاني، ليحقق فوزاً ثميناً 2 - صفر على مضيفه الريان، ويتقدم لدور الستة عشر لدوري أبطال آسيا للنخبة.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية فرحة لاعبي جوهور دار التعظيم الماليزي (الاتحاد الآسيوي)

«النخبة الآسيوي»: جوهور إلى ثمن النهائي... وشنغهاي ينعش آماله

حجز نادي جوهور دار التعظيم الماليزي مقعده في دور الـ16 لدوري أبطال آسيا للنخبة بعد فوزه على ضيفه بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي 5 - 2

«الشرق الأوسط» (جوهور بارو)
رياضة عالمية برشلونة عاد إلى صدارة «الليغا» بعد سلسلة من الانتصارات (إ.ب.أ)

كيف عانى برشلونة للعودة إلى صدارة «الليغا»؟

انتهت المباراة، وبينما سقط لاعبو رايو فايكانو على الأرض بعد محاولتهم التعادل حتى اللحظة الأخيرة، احتفلت مقاعد بدلاء برشلونة بحماسة.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عربية تراكتور تأهل على حساب الخالدية بعد الفوز ذهاباً والتعادل إياباً (نادي الخالدية)

«أبطال آسيا 2»: الخالدية يودِّع... وتراكتور إلى ربع النهائي

صعد تراكتور الإيراني لدور الثمانية بدوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بعد تعادله مع ضيفه الخالدية البحريني 3-3.

«الشرق الأوسط» (قم)
رياضة عالمية نيكو كوفاتش مدرب بوروسيا دورتموند (د.ب.أ)

كوفاتش: لاعبو دورتموند يجب أن يبذلوا قصارى جهدهم

قال نيكو كوفاتش مدرب بوروسيا دورتموند إن أداء فريقه ليس سلبياً بالكامل، رغم الخسارتين المتتاليتين في الدوري الألماني.

«الشرق الأوسط» (دورتموند)

«شراكة استراتيجية» بين «الأبحاث والإعلام» و«منتدى الاستثمار الرياضي»

باسل المعلمي وإبراهيم البكري عقب توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
باسل المعلمي وإبراهيم البكري عقب توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
TT
20

«شراكة استراتيجية» بين «الأبحاث والإعلام» و«منتدى الاستثمار الرياضي»

باسل المعلمي وإبراهيم البكري عقب توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
باسل المعلمي وإبراهيم البكري عقب توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)

وقَّعت «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)»، اتفاقية شراكة استراتيجية مع «منتدى الاستثمار الرياضي»؛ بهدف تعزيز التغطية الإعلامية للحدث، وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع الرياضة الحيوي، محلياً ودولياً.

ومثَّل الجانبان في توقيع الاتفاقية باسل المعلمي الرئيس التنفيذي للاستراتيجية وقطاع الأعمال بالمجموعة، وإبراهيم البكري الرئيس التنفيذي للمنتدى.

وأعرب باسل المعلمي، عن إيمانهم في «SRMG» بدور الإعلام في تمكين وتحفيز نموّ القطاعات المختلفة. وقال: «لأن القطاع الرياضي اليوم واحد من أبرز المجالات الجذّابة التي تستقطب الاستثمار وتدعم الاقتصاد»، مؤكداً أن هذه الشراكة «تعكس التزامنا بتقديم محتوى رياضي استثماري غني، عبر منصّات مختلفة تصل إلى جمهور واسع في العالم العربي وخارجه».

بدوره، شدَّد إبراهيم البكري على أهمية الشراكة مع المجموعة، حيث «تمثل ركيزة أساسية في استراتيجيتنا الإعلامية؛ لتعزيز حضور المنتدى على الساحة العالمية من خلال منصّات إخبارية مؤثرة وذات انتشار واسع»، مشيراً إلى أن مكانتها المرموقة التي تحتلّها في صدارة المشهد الإعلامي «ستسهم في تحويل المنتدى إلى منصّة محورية وتفاعلية؛ لاستعراض الفرص الاستثمارية في قطاع الرياضة الحيوي، وتسليط الضوء على الشراكات والمبادرات المستقبلية».

الشراكة تهدف لتقديم تغطية شاملة ومتكاملة لفعاليات المنتدى (الشرق الأوسط)
الشراكة تهدف لتقديم تغطية شاملة ومتكاملة لفعاليات المنتدى (الشرق الأوسط)

وتعدّ «SRMG» أكبر مجموعة إعلامية متكاملة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تمتلك أكثر من 30 مؤسسة ومنصّة إعلامية رائدة، ما يمنحها قدرةً استثنائيةً على التأثير بشكل فعّال وعصري في المشهد الإعلامي الرياضي والاستثماري.

ومن خلال هذه الشراكة، ستعمل «SRMG» على تقديم تغطية شاملة ومتكاملة لجميع فعاليات المنتدى، بالإضافة إلى دعم الملتقى الإعلامي الرياضي، الذي سيناقش مستقبل المشهد الرياضي في الإعلام، واستثماره في العصر الرقمي.

ويجمع المنتدى، الحدث الأكبر من نوعه في المنطقة، قادة الاستثمار الرياضي والشركات العالمية، وصنّاع القرار؛ لمناقشة أحدث الاتجاهات، واستكشاف الفرص الاستثمارية، وإبرام الشراكات الاستراتيجية التي ترسم مستقبل الرياضة عالمياً.