ردّ النظام السوري طلب وزراء لبنانيين من حلفائه يزورون دمشق للمشاركة في معرضها بفتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن أمام الصادرات الزراعية اللبنانية باتجاه الدول العربية، وهو ما رأى فيه عضو في «تيار المستقبل»، «ابتزازاً لشريحة من اللبنانيين ولرئيس الحكومة سعد الحريري».
وأكد وزير الاقتصاد السوري سامر الخليل، أنه لا يرى في الوقت الحالي ما يدعو لإعادة فتح معبر نصيب على الحدود مع الأردن. وقال الخليل عقب اجتماعه مع نظيره اللبناني حسين الحاج حسن (حرب الله) في دمشق «في دراستنا لفتح معبر نصيب، وجدنا أن لا قيمة كبيرة حالياً بالنسبة للمنتج السوري، والموضوع في حاجة إلى دراسة أكبر».
من جهته، رأى الحاج حسن، أن «من مصلحة المُصدّر اللبناني فتح معبر نصيب، وأي تاجر مهما تكون هويته السياسية له مصلحة في إعادة إعمار سوريا والمخلص الجمركي اللبناني له مصلحة في الترانزيت عبر المعابر».
ويطالب لبنان سلطات دمشق بفتح المعبر الحدودي بين سوريا والأردن لاستئناف تصدير المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية باتجاه الدول العربية، بالنظر إلى أن إقفاله في عام 2015 تسبب في خسائر فادحة للاقتصاد اللبناني؛ وهو ما دفع الحكومة اللبنانية إلى التصدير عبر البحر الذي يعتبر أكثر كلفة.
ورأى «تيار المستقبل» أن رد الطلب اللبناني «يؤشر إلى سياسة ابتزاز يتبعها النظام بحق لبنان للتنسيق معه»، بحسب ما قال عضو كتلة «المستقبل» النيابية عاصم عراجي لـ«الشرق الأوسط»، لافتاً إلى أن النظام «يحاول ابتزاز شريحة من اللبنانية، وعلى وجه الخصوص الرئيس سعد الحريري لفتح تواصل معه». وقال «البقاع الأوسط الذي استضاف آلاف النازحين السوريين، وفتح لهم بيوته ووفر لهم سبل العيش عبر العمل في الزراعة وغيرها، يجب ألا يعامل بهذه الطريقة، ولا يعاقب برزقه» بالنظر إلى أن إقفال المعبر الحدودي أمام الصادرات الزراعية اللبنانية، ومعظمها من منطقة البقاع الأوسط، أوجد مشكلة كساد في المنتجات، وتلف للمحاصيل، وخسائر ترتبت على قطاع الزراعة والتصدير بحراً. وقال عراجي «الاتفاقات اللبنانية – السورية، تحظر على دمشق إغلاق المعبر أمام المنتجات الزراعية اللبنانية».
وتداولت وسائل إعلام لبنانية في السابق معلومات عن أن النظام في دمشق، يطالب الحريري بالتنسيق معه لقاء فتح معبر نصيب؛ وهو ما دفع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، للقول إن «شروط لفتح معابر لا يجوز ولا يعبر عن الشعب السوري»، معلناً «الحاجة إلى سلاسة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم اليوم لمعالجة قضية المعابر (مع سوريا) من دون شروط».
وإذ أكد عراجي أن هذا التصرف السوري «محاولة لابتزاز الحريري»، قال «ما دام أن هناك تواصلاً بين لبنان وسوريا عبر اللواء عباس إبراهيم والوزراء الذين زاروه في دمشق أمس، لماذا يطالبون بطرف معين بالتنسيق معهم؟»، مشدداً على أن الوزراء الموجودين في دمشق «هم وزراء اختصاص (زراعة وصناعة) وهو أمر كافٍ لإعادة فتح المعبر»، مبدياً استغرابه من هذا التصرف.
وأغلق معبر نصيب في عام 2015، عندما سيطرت عليه فصائل المعارضة؛ الأمر الذي أدى إلى قطع طريق عبور رئيسية لمئات الشاحنات يومياً، التي تنقل البضائع بين لبنان والخليج. واللافت أن الرد السوري، جاء خلال زيارة ثلاثة وزراء لبنانيين في دمشق للمشاركة في افتتاح معرض دمشق الدولي. والتقى وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن أمس وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبد الله الغربي، وتم البحث في العلاقات اللبنانية - السورية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري وتسهيل دخول المنتجات الزراعية اللبنانية إلى سوريا، وخصوصاً الموز اللبناني. وتم الاتفاق على عقد اجتماع بين وزيري التجارة الداخلية والزراعة اللبناني في أواخر سبتمبر (أيلول) لمتابعة الموضوع، على أن يحدد موعد لبدء استيراد الموز اللبناني إلى سوريا خلال أكتوبر (تشرين الأول).
وانضم الحاج حسن ووزير الزراعة غازي زعيتر وأمين عام المجلس الأعلى السوري اللبناني نصري الخوري إلى الاجتماع الذي كان قائماً بين وزير النقل السوري علي حمود ووزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس. وانضم إليهم لاحقاً وزير السياحة أواديس كيدانيان.
«ابتزاز» سوري للحريري لفتح معبر نصيب
رفض طلب وزراء لبنانيين يشاركون في افتتاح معرض دمشق الدولي
«ابتزاز» سوري للحريري لفتح معبر نصيب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة