شاب مصري يحترف صناعة مجسمات الطائرات والمطارات

حلمه أن يصبح طياراً وأن تتبناه شركة وتتولى تدريبه

شاب مصري يحترف صناعة مجسمات الطائرات والمطارات
TT

شاب مصري يحترف صناعة مجسمات الطائرات والمطارات

شاب مصري يحترف صناعة مجسمات الطائرات والمطارات

انتشرت هواية تصميم النماذج المصغرة في مصر خلال السنوات الماضية، وزاد عدد هواة صناع الماكيتات والمجسمات، الذين يتنافسون في إظهار مواهبهم، لا سيما التي تدور في فلك وسائل النقل، مثل القطارات والسيارات والسفن والدراجات النارية. ويعد الشاب عبد الرحمن صبري (17 سنة)، أحدث الوجوه الموهوبة في هذا المجال، وعلى الرغم من حداثة سنه فإنه يحترف صناعة مجسمات الطائرات.
أثار الشاب المصري، الحاصل على شهادة الثانوية العامة قبل عدة أسابيع، إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية، بعد أن نشر صور نماذج لماكيتات طائرات مصنعة من ورق الفوم المضغوط والفلين المقوى، وبعض الخامات البلاستيكية والخشبية، بشكل غاية في الدقة والإتقان، بما يكشف عن موهبته في هذا المجال وعِلمه بتفاصيل طُرُز الطائرات وأنواعها.
يقول عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «بحكم أني مصري ولدت وعشت في دولة الكويت، أسافر كثيراً منذ صغري، لذا استهواني عالم الطيران والمطارات، إذ تميزه الفخامة، كما أراه عالماً دقيقاً ومعقداً، منفصلاً عن العالم الحقيقي، لذا حلمت بأن أكون طياراً. ولتحقيق هذا الحلم بدأت في عمل مجسمات للطائرات؛ حيث وجدت فيها تفريغاً لشغفي بالطيران. وكان أول مجسم أنفذه لطائرة (بوينغ 737 - 800) وعمري 13 سنة». ويتابع: «بدأت موهبتي تتطور شيئاً فشيئاً، ونفذت 10 مجسمات لطائرات لشركات طيران عربية مختلفة؛ لكن أكثر طائراتي تمثل شركة مصر للطيران (شركة الطيران الوطنية المصرية)، كما نفذت مجسمات لطائرات من طراز (إيرباص) و(بوينغ) و(سيسنا)».
تطوير آخر قام به عبد الرحمن، بإضافة بعض العناصر لتصميماته، مثل الأنوار، والعجلات التي تنزل وتصعد كما في الحقيقة، وتحريك الجنيحات المتصلة بالحافة الخلفية لجناحي الطائرة، كما نفذ قمرة قيادة داخل أحد المجسمات، تضم الأزرار وأجهزة التحكم في المجسم، وبأماكنهم الصحيحة في الطائرة الحقيقية، كما أنه يحاول دائماً تطوير نفسه بكثرة الممارسة، ومتابعة الجديد في عالم الطائرات عبر موقع «يوتيوب». وإثباتاً لموهبته والتجديد في مجسماته، فكر عبد الرحمن في صنع ماكيت لمطار في منزله، وهو ما تحقق بتنفيذ مجسم لصالة 3 في مطار القاهرة الدولي، مبيناً أن ما ساعده على التنفيذ أنه كان يتدرب على محاكيات الطيران التي يتدرب عليها الطيارون الحقيقيون، وهو ما سهل عليه حساب الأبعاد والمسافات، وبالتالي التمكن من إنجاز المخطط، موضحاً أن حلمه هو تنفيذ مجسم كامل لمطار القاهرة الدولي بكافة صالاته ومرافقه، من ثم وضعه داخل مبنى المطار، وهو ما سيبدأ فيه قريباً.
ويلفت إلى أن تنفيذ نموذج لمجسم طائرة، يتطلب أولاً حساب حجم المجسم، ونسبة تصغيره من الطائرة الحقيقية، من ثم إحضار مخطط الطائرة وحساب جميع المقاسات الخاصة بها، حتى يكون مخطط المجسم الصغير منضبطاً حسابياً؛ بل وحساب كل ما يتعلق بالطائرة. يقول: «فمثلاً عند كتابة كلمة (مصر للطيران) على جسم الطائرة، أحسب أولاً أطوالها في الطائرة، من ثم أحسب نسبة التصغير، وتكون البداية بتنفيذ الهياكل والأجزاء الكهربائية بالمجسم، ثم تأتي مرحلة التقفيل التي أجد فيها بعض الصعوبات، مثل إيجاد مواد جيدة وتوفير الأصباغ وطباعة الملصقات». لا يخفي صانع المجسمات سعادته بما يلاقيه من تشجيع أصدقائه، ودعم أعضاء مجموعات التواصل الاجتماعي الخاصة بعالم الطيران الذي يقوم بنشر أعماله عليها. أما التشجيع والدعم الأكبر بالنسبة له، فهو ما حدث له مؤخراً، عندما استقبله الطيار أحمد عادل، رئيس «الشركة القابضة لمصر للطيران»، في مقر المبنى الإداري للشركة، وذلك بعد أن عرف بأعماله من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
عن الزيارة، يقول: «استقبلني رئيس الشركة أنا وأسرتي، وشاهد نماذج للطائرات التي أنفذها، وقد أبدى إعجابه الشديد بها، كما أبدى اندهاشه عندما علم بأن لدي خلفية كبيرة عن برامج قيادة الطائرات حديثة الطراز، كما كرمني بإهدائي نموذجاً لأحدث طائرة في أسطول (مصر للطيران)، قائلاً إن الشركة تسعى دائماً لتشجيع المواهب الشابة، خاصة في مجال الطيران؛ لأنهم مستقبل الوطن، وهو ما أسعدني بشدة».
كما دعت الشركة عبد الرحمن، على هامش الزيارة، إلى جولة في متحف «مصر للطيران» الذي يرصد بالصور والوثائق والنماذج تاريخ الشركة منذ نشأتها في عام 1932 وحتى الآن، وعنها يقول: «كنت سعيداً جداً بهذه الزيارة للمتحف، وقد أعجبت للغاية بما رأيت من نماذج للطائرات، خاصة التقفيل الخاص بالطائرات، وهو ما حفزني لمواصلة تطوير نفسي لكي أصل إلى هذا المستوى».


مقالات ذات صلة

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

الاقتصاد عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «فولاريس» المكسيكية (رويترز)

اعتقال راكب حاول تحويل مسار طائرة مكسيكية إلى أميركا «بالقوة»

اعتُقل راكب على متن رحلة مكسيكية من إل باجيو إلى تيخوانا، بعد محاولته تحويل مسار الطائرة إلى الولايات المتحدة «باستخدام القوة».

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
الاقتصاد طائرات تابعة لشركة «لوفتهانزا» في أحد المطارات (رويترز)

المفوضية الأوروبية توافق على استحواذ «لوفتهانزا» على حصة في «إيتا»

وافقت المفوضية الأوروبية على استحواذ شركة «لوفتهانزا» الألمانية للطيران على حصة في شركة الطيران الحكومية الإيطالية «إيتا».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شؤون إقليمية المقاتلة الأميركية «إف - 16 بلوك 70» (موقع شركة لوكهيد مارتن)

تركيا تقلص صفقة «إف - 16» مع أميركا وتتحدث عن تطور يخص «إف - 35»

قرَّرت تركيا تقليص صفقة شراء مقاتلات «إف - 16» الأميركية في الوقت الذي أعلنت فيه أن أميركا أعادت تقييم موقفها من حصولها على مقاتلات «إف - 35» الشبحية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد شعار «طيران الإمارات» على طائرة ركاب بمطار دبي الدولي (رويترز)

«طيران الإمارات»: تأخير تسليم طائرات بوينغ عرقل قدرتنا على التوسع

قال رئيس «طيران الإمارات» إن الشركة «محبَطة» لأنها تحتاج إلى طائرات، مضيفاً أنه لو جرى تسليم طائرات بوينغ 777-9 إكس في الموعد المحدد لكُنا قد حصلنا على 85 طائرة

«الشرق الأوسط» (دبي)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».