عبدو شاهين: يستفزني اختيار مواضيع لا تشبهنا في الدراما اللبنانية

قال الممثل عبدو شاهين إن أكثر ما يستفزه في الدراما اللبنانية هو اختيارها لمواضيع لا تشبهنا كلبنانيين. ويضيف صاحب شخصية «شاهين» التي عُرِف بها في مسلسل «الهيبة» في جزأَيه الأول والثاني: «عندما ندخل الدراما المحلية تتابع في غالبيتها مواضيع لا تعني مجتمعنا من قريب ولا من بعيد. كما أن هناك هاجسَ اللهجة الذي ما زال يتحكَّم بها، بحيث يخاف المنتجون من التطرُّق إلى البيضاء منها، مع أننا نلاحظ في أعمال مصرية وسورية تعددها لتمثل أطيافها من أهل صعيد ومدينة وغيرها من المناطق».
ويشير شاهين الذي يستعد لدخول «الهيبة 3» في موسم رمضان المقبل في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا يزال القيمون على أعمالنا الدرامية يبحثون عن الأفكار التجارية لترويج منتجاتهم، فيما نحن بحاجة إلى فرص لإبراز قوتنا في هذا المجال بفضل إمكانياتنا المتفوقة في جميع المجالات الفنية».
وعما إذا صار اليوم يتملَّكه الخوف من القيام بخطوة ناقصة في مشواره التمثيلي بعد النجاح الذي حققه في مسلسل «الهيبة» يوضح: «لا أشعر بالخوف بقدر ما صرت أكثر حذراً. فأي دور جديد لا يحمل لي التحدي لن أقوم به». ويصف عبدو شاهين ابن المسرح وصاحب تجارب كثيرة ناجحة فيه مسلسل «الهيبة» بأنه زوَّده بثقة أكبر بالنفس، وهو الأمر الذي ينتج عن الشهرة عادة. «اليوم صرتُ أكثر نضجاً وثقة. فقبل هذه المرحلة لم أكن أشعر بالجهوزية الكافية للقيام بدور تمثيلي في عمل درامي، أما اليوم فما عاد أي دور يقلقني». يتكتم عبدو شاهين عن طبيعة دوره في «الهيبة 3»، ويقول: «لا أعرف أي تفاصيل عنه وليس لدي أي فكرة عن الممثلين الجدد الذين سيشاركون فيه. كل ما أعرفه هو ما سبق أن أعلنه صادق الصباح صاحب شركة (الصباح للإنتاج) المسؤولة عن تنفيذ العمل بأنه سيكون تكملة لـ(الهيبة 1)».
يستنبط عبدو شاهين نُضجَه من عمله المسرحي الذي أسهم في رسم بنيته التمثيلية، ويقول: «العمل المسرحي لا يشبه بتركيبته العمل الدرامي؛ فالأول يرتكز على التحضير الجماعي، فيما الثاني يتطلب الجهد من صاحب الدور نفسه. فالممثل ابن المسرح يستنبط أدواته من الخشبة كونها حقل تجارب يتطور باستمرار فيدفع به إلى إعادة هيكلته الفنية في كل مرة طلب منه دور جديد». وعما إذا كانت تجارب المسرح تصنع نجوم الدراما عادة يرد: «لا ينطبق هذا الأمر على كثير من الممثلين إذ إن بعضهم ينجح على الخشبة فيما يفشل أمام الكاميرا. ولعلّ الإيجابية التي نلمسها في عملنا المسرحي ترتكز على لعبة الأخذ والرد في عملية التمثيل بحيث يتلقفها غالبية المشاركين فيه، وهو أمر قد نفتقده في الدراما إذ إننا أحيانا لا نلتقي مع جميع نجوم المسلسل فيغيب عنها العمل الجماعي».
لم يتوقع عبدو شاهين أن يصبح يوماً ما نجم دراما: «لم أفكر بتاتاً في هذا الموضوع؛ فأنا من النوع الذي يحكمني شغفي في عملي. كما أن كلمة (نجم) لا تعنيني وأفضل عليها عبارة ممثل جيد. فأنا باحث دائم عما يجب أن أضيفه إلى أدائي كي أبرع بشكل أفضل، وما زلتُ حتى الساعة أشعر بأن هناك ما ينقصني وسأصبح ملمّاً أكثر به كلما جسدتُ دوراً جديداً».
لا يسترق عبدو شاهين بتاتا النظر إلى لقطات مثلها وهو في موقع التصوير ويقول: «عادة ما أشاهد عملي تماماً كما المشاهد عند موعد العرض التلفزيوني. فلا أحاول رؤية أدائي قبل ذلك خوفاً من التشويش على طبيعة الدور. فلدي ثقة عمياء بالمخرج الذي اعتبره قبطان السفينة، فأي ملاحظة يزودني بها أنفذها لأنه صاحب العين الثاقبة بنظري. وعندما كان مخرج (الهيبة) سامر البرقاوي يزودني بواحدة منها كنت أعدها مفتاحاً لأداء سليم. فبرأي العلاقة بين الممثل والمخرج يجب أن تبنى على الثقة وهو ما اعتمده في أعمالي».
يبدي شاهين إعجابه بعدد كبير من الممثلين الذين تحولوا إلى مخرجين أمثال رامي حنا وحاتم علي ويعلق: «أعد المخرج صاحب الخبرة في التمثيل يتفوق على غيره في هذا المجال إذ يكون لديه خلفية فنية غنية». وهل يمكن أن تتحول يوماً إلى مخرج؟ يرد: «لا أعتقد ذلك على الرغم من أنني خريج معهد فنون وحائز على شهادة جامعية بالتمثيل والإخراج المسرحي والسينمائي؛ فلطالما سرقني التمثيل وكنتُ شغوفاً به فأعددت شهادة (الماستر) عنه أيضاً».
يصف الممثل اللبناني ابن منطقة البقاع الممثلين في مسلسل «الهيبة» بعائلته ويقول إن «تعايشي لمدة 3 أشهر مع الفريق ذاته أشعرني بالقرب منهم وبعلاقة وطيدة تربطني بهم؛ فهناك انسجام كبير بيننا جميعاً وبعد سنتين من العمل معهم صاروا بمثابة عائلتي». وعن تعاونه مع الممثلة السورية منى واصف يقول: «أناديها (ماما منى)، فلقد كنتُ محظوظاً لتعاوني معها فلطالما حلمت بلقائها فكيف إذن أن أقف إلى جانبها في عمل بمستوى (الهيبة)؟ ومن الممثلين الذين يتمنى التعاون معهم يوماً ما السوري بسام كوسي. هو أستاذ تمثيل بكل ما للكلمة من معنى. فأجده استثنائيّاً لا يشبه أحداً غيره وفي كل دور جديد يقدمه يبهرني لأنه لديه القدرة على إقناعي فأصدقه». لا ينكر عبدو شاهين عن تحدثه إلى نفسه بين وقت وآخر ويقول: «كل ممثل يتحدث إلى نفسه من خلال رسمه خطوط دوره أو إسداء الملاحظات حوله، وأحياناً أخرى نفسه تتحدث معه. ولا ننسى بأن أدوارنا تحاكينا وتعيش معنا وتأخذ منا وقتاً للتخلص منها. وهناك مناهج مختلفة حول هذا الموضوع؛ فهناك من يعتاد عليها ويسمح له نجاحه فيها بالتمسك بها. بينما البعض الآخر يعيشها من الخارج فقط فلا يذوب بها»، ويختم: «أفتخر بأنني ابن المسرح صاحب الفضل الأكبر على أدائي؛ فعندما أقدم الدراما أعمل بعقلية ممثل المسرح بحيث لا أقبل بتعليب الدور وتقييده فأجسده بإحساس كبير لأعطيه حقه».