ماذا يقول محللو خط اليد عن توقيع المشاهير؟

ماذا يقول محللو خط اليد عن توقيع المشاهير؟
TT

ماذا يقول محللو خط اليد عن توقيع المشاهير؟

ماذا يقول محللو خط اليد عن توقيع المشاهير؟

الكتابة اليدوية تشبه بصمات الأصابع، فلا يوجد شخصان متماثلان تماما، وعلى الرغم من أن تحليل خط اليد يحتوي على الكثير من الانتقاص، فإن الخبراء في هذا المجال يدعون أن الكتابة اليدوية لأحدهم يمكن أن تلقي الضوء على شخصيتهم وأسلوب عملهم وحالتهم النفسية.
وحسب موقع «بيزنس إنسيدر»، قام خبيرا الخطوط كاثي ماكنيت وإيلين تشارال، بتحليل توقيع 15 من قادة الأعمال المعروفين عالميا، مثل بيل غيتس، ومارك زوكربيرغ، وأوبرا وينفري، وغيرهم من الأيقونات.
وعن توقيع تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، فإنها تشير إلى أنه شخص يحافظ على الخصوصية، والدوران الذي يتضح في توقيعه يعكس قدرته على التعرف بسهولة على الأشخاص الذين يستطيع الوثوق بهم في دائرته الاجتماعية.
كما تشير الأحرف الكبيرة التي يستخدمها، إلى مستوى عالٍ من الثقة بالنفس والموهبة، ويوضح خبراء الخطوط أن الخطافات في نهاية توقيعه، تكشف أنه لا يستسلم أبدا كما أنهم يقترحون أنه بمجرد أن يحقق شيئًا ما، فهو لا يسمح له بالرحيل.
وقال خبير الخطوط كاثي ماكنيت، عن بيل غيتس، مؤسس «مايكروسوفت»، إن استخدامه لشكل حرف (T) في توقعيه إنه «حازم»، وكتباته لحرف (L) يكشف أنه ليس حالما ولكنه واقعي أكثر، وأضاف ماكنيت: «كذلك أن الحلقة المفتوحة في حرف (T) تكشف عن حساسية تجاه الانتقادات، لذا عندما تتعامل معه شخصياً أو مهنياً، اختر كلماتك بعناية».
وعن الإعلامية الأميركية أوبرا ونفيري، فإن الأحرف الأولى في توقيعها تنم عن الثقة الجيدة بالنفس، والتشابه في استخدام حرف (R) في اسمها واسم عائلتها يدل على تصورات ذهنية حادة، حسب ما ذكر خبير الخطوط إيلين تشارال. كما يدل توقيعها على حبها للمناقشة ومشاركة أفكارها مع الآخرين.
وسيطرت مفاهيم «الخصوصية» على تحليل توقيع مؤسس «فيسبوك» مارك زوكربيرغ، حسب ما وصف خبراء الخطوط.
وأشار الخبيران إلى أن القمة المستديرة لحرف «M» في الاسم الأول نسبة إلى اسمه الأول «مارك» تشير إلى أنه سيصبر على ما يقوم به ويستثمر فيه، كما أنه له أفكاره الخاصة التي تدفعه إلى إنشاء واقعه الخاص.
أما توقيع مايكل بلومبرغ، الرئيس التنفيذي لـ«بلومبرغ»، فهو يحمل رسالة واضحة عن السرعة، لأن عقله يعمل بسرعة كبيرة، فكل أحرف توقعيه متصلة ببعضها البعض مما يشير إلى أن عقله يعمل بمنطق المتسلسل، ويجعله هذا قادراً على حل المشكلات وعزمه المستمر في مواجهة ما يقابله من مواقف.
ويرى خبيرا الخطوط أن لاري بيدج، المؤسس المشارك لشركة «غوغل»، لديه الاستعداد بالسماح للجمهور بمعرفة من هو، حيث إن توقيعه واضح وسهل القراءة، مما يجعله ودودا ويشير إلى مهارته اليدوية، كما أنه سيكون شديد الخصوصية في اختياره للأصدقاء المقربين، على الرغم من أنه قد يعرف الكثير من الناس.



الأجنَّة تتحكَّم في الأمهات بـ«الريموت كونترول»

امتهانُ التحكُّم من اللحظة الأولى (غيتي)
امتهانُ التحكُّم من اللحظة الأولى (غيتي)
TT

الأجنَّة تتحكَّم في الأمهات بـ«الريموت كونترول»

امتهانُ التحكُّم من اللحظة الأولى (غيتي)
امتهانُ التحكُّم من اللحظة الأولى (غيتي)

كشف فريق من الباحثين في جامعة كامبريدج البريطانية النقاب عن آلية مدهشة يستطيع الجنين من خلالها التحكُّم في طبيعة المغذّيات التي يحصل عليها من الأم خلال فترة الحمل اعتماداً على جين معيَّن ينتقل إليه عن طريق الأب.

وفي إطار دراسة نشرتها الدورية العلمية «سِلْ ميتابوليزم» المتخصِّصة في بحوث الأيض الخليوي التي تتعلّق بعملية تحويل الغذاء إلى طاقة داخل جسم الإنسان، ونقلتها «وكالة الأنباء الألمانية»، وجد الباحثون أنّ الأجنَّة تستخدم هذا الجين للتأثير في جسم الأم من أجل الحصول على مزيد من المغذّيات خلال أشهر الحمل. ويوضح الباحثون أنّ هذه الآلية التي تشبه التحكُّم عن بُعد بـ«الريموت كونترول»، تعمل عن طريق إشارات هرمونية تنتقل من الجنين إلى الأم عبر المشيمة من أجل تغيير عملية الأيض لديها، وتوفير أفضل فرص النمو بالنسبة إلى الجنين. ويرى الفريق البحثي أنّ هذه الآلية التي يصفونها بأنها «معركة من أجل الغذاء» تتم وفق توازن دقيق نظراً لانطوائها على أهمية بالغة، ليس فقط من أجل نمو الجنين، وإنما أيضاً لسلامة الأم وصحتها الإنجابية في المستقبل.

ويؤكد الباحثون أنه في إطار هذه المعركة، يحاول الجنين التحكّم بـ«الريموت كونترول» في عملية الأيض لدى الأم للحصول على أقصى استفادة، في حين يحاول جسم الأم إحداث نوع من التوازن بين حاجاته من جهة، وتلبية متطلّبات النمو لدى الجنين من جهة أخرى؛ لذلك من الضروري أن تحصل الأم خلال الحمل على كميات كافية من الغلوكوز والدهون لتلبية حاجاتها للطاقة والحفاظ على استدامة الحمل، ثم الرضاعة لاحقاً، مع تعزيز فرصها في الإنجاب مرة أخرى.

ويوضحون أنّ المشيمة، وهي عضو يتكوَّن داخل الرحم ويربط بين الأم والجنين طوال فترة الحمل، ويحصل الجنين من خلالها على الغذاء والأكسجين اللازم للبقاء على قيد الحياة والنمو، تلعب دوراً رئيساً في هذه العملية البيولوجية؛ إذ تفرز هرمونات معيّنة للتواصل مع جسم الأم من أجل إعطاء الأولوية لنمو الجنين. وقد نجحوا خلال تجارب معملية في تعطيل الإشارة التي تنتقل عبر المشيمة لدى فئران تجارب للتحكُّم في طبيعة المغذّيات التي تنتقل من الأم إلى الجنين.

وتقول اختصاصية علوم الأجنَّة، الباحثة أماندا بيري، إنّ هذا البحث هو «أول دليل مباشر يثبت أنّ الجين الذي يحصل عليه الجنين من الأب يعطي إشارات للأم من أجل الحصول على المغذّيات التي يحتاج إليها». ويضيف أستاذ علوم الأيض الغذائي من معهد ويلكام إم أر سي البحثي التابع لجامعة كامبريدج، ميغيل كونستانسيا، في تصريح للموقع الإلكتروني «سايتيك ديلي» المتخصِّص في البحوث العلمية أنّ «منظومة التحكّم بـ(الريموت كونترول) لدى الجنين تعمل عن طريق الجينات، ويمكن تشغيلها أو تعطيلها وفق الجينات التي يحصل عليها الجنين من الأب والأم على السواء عن طريق ما يُعرف باسم التطبُّع الجيني».

ويتابع كونستانسيا أنّ «الجينات التي يحصل عليها الجنين من الأب تتّسم بالطمع والأنانية وتسعى إلى التلاعب في الموارد الغذائية بجسم الأم لمصلحة الجنين لينمو ويكون في أفضل وضع. ورغم أنّ الحمل هو عملية تعاونية إلى حدّ كبير، فإنّ ثمة ساحة كبيرة للصراع بين الأم والجنين؛ المشيمة والجينات المنسوخة تلعب دوراً رئيساً في هذا الصراع».

وتبيَّن للباحثين أنّ الجينات التي يحصل عليها الجنين من الأب تهدف إلى تعزيز النمو، في حين أنّ التي يحصل عليها من الأم تسعى إلى الحدّ من نموّه وعدم استنزاف جسم الأم. وأعربت أماندا بيري عن اعتقادها بأنّ «الجينات التي يحصل عليها الجنين من الأم، وتقلّل عملية النمو، هي طريقة الأم من أجل البقاء، بحيث لا يستولي الجنين على جميع المغذّيات ويصبح كبير الحجم، مما يؤثّر في عملية الولادة، كما تعطي هذه الآلية الأم الفرصة للحفاظ على صحتها والإنجاب مرات أخرى في المستقبل».

وفي إطار التجربة، أوقف الباحثون عمل أحد الجينات المهمّة التي تنتقل إلى الجنين من الأب، ويحمل اسم «Igf2»، وهو الجين الذي يعطي الإشارات لجسم الأم لإنتاج البروتين، ويلعب دوراً رئيساً في نمو أنسجة الجنين بما فيها المشيمة والكبد والمخ. ويقول الباحث في قسم علوم وظائف الأعضاء وعلم الأعصاب بجامعة كامبريدج، وأحد المشاركين في الدراسة، خورخي لوبيز تيلو، إنه «إذا ما عُطِّل عمل هذا الجين، فإنّ جسم الأم لا ينتج كمية كافية من الغلوكوز والدهون في الدورة الدموية، وبالتالي لا يحصل الجنين على المغذّيات الكافية ولا يستطيع النمو بشكل سليم».

ووجد الباحثون أيضاً أنّ حذف جين «Igf2» من خلايا المشيمة يؤثّر في إنتاج هرمونات أخرى تنظِّم إفراز الإنسولين في البنكرياس، ويؤثّر أيضاً في استجابة الكبد والأنسجة المسؤولة عن عملية الأيض. وتقول أماندا بيري: «وجدنا أنّ الجين (igf2) يتحكّم في الهرمون المسؤول عن تقليل الحساسية تجاه الإنسولين في جسم الأم خلال فترة الحمل، أي أنّ أنسجتها لا تستطيع امتصاص الغلوكوز، ما يزيد من كمية المغذّيات المُتاحة للجنين في دورتها الدموية».

وتشير إلى أنّ الأجنَّة الذين يعانون خللاً في الجين المذكور قد يعانون نمواً مفرطاً أو قصوراً في عملية النمو داخل الرحم؛ لكنّ الباحثين لم يستطيعوا حتى الآن تحديد الجزء المسؤول داخل الجين عن توجيه الإشارات من أجل زيادة المغذّيات التي يحصل عليها الجنين من جسم أمه، مؤكدةً أنّ هذه الدراسة «تُضيء على أهمية ضبط عملية تحويل المغذّيات من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل من أجل الحفاظ على صحة المولود في المستقبل، فضلاً عن الدور الرئيس الذي تلعبه المشيمة في هذه العملية».