في محاولة منه لامتصاص المعارضة الإسرائيلية تصريحاته الغريبة، استهل الرئيس الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، خطاباته في القدس الغربية، بإعلان الاعتذار للرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، لوصفه إياه بـ«ابن الزانية»، وقال: «أنا آسف على نطق هذه الكلمات. ما كان يجدر بي أن أقولها».
وقال دوتيرتي، خلال لقائه مع نحو 1500 مواطن فلبيني ممن يعملون في إسرائيل، إنه يتفوه في بعض الأحيان بكلمات غريبة على سبيل المزاح، ولكنه عندما يخطئ يتراجع عن الخطأ. إلا أنه حذر سامعيه من أنه لا يتراجع عن كل ما يثير ضجة ضده. وعلى سبيل المثال، فإنه عندما قال إنه «حيثما توجد نساء جميلات يكثر الاغتصاب»، لم يكن يمزح؛ بل يعبر عن حريته في التعبير. وأضاف أن علاقة بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية، التي شابها توتر شديد في زمن أوباما، تحسنت خلال ولاية الرئيس دونالد ترمب، الذي وصفه بأنه «صديق جيد يتكلم لغتي».
وكان الرئيس الفلبيني قد عقد اجتماعا مطولا أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقال إنه يعتبر الفلبين مثل إسرائيل «دولتين تواقتان للسلام والتعامل الإنساني، وتكافحان وتصارعان ضد أولئك الذين يحملون مبادئ معادية للبشر ويسعون لتدميرهما. ومن هنا فإن الفلبين مستعدة للوقوف إلى جانب إسرائيل في كل ما تستطيع». ورد نتنياهو قائلا إنه يحترم ولا ينسى الأصدقاء الذين ساعدوا إسرائيل والشعب اليهودي. واستذكر قيام الفلبين باستقبال 1300 يهودي ممن هربوا من النازية إبان الحرب العالمية الثانية. والدولة الآسيوية الوحيدة التي ساندت قرار تقسيم فلسطين سنة 1947 واعترفت بإسرائيل سنة 1948. وأنه هو شخصيا لا ينسى الفلبينية التي رعت والده في شيخوخته «بمنتهى الحنان والإنسانية».
وبعد الاجتماع وقع وزراء من إسرائيل والفلبين على ثلاث اتفاقيات تعاون، في المجال الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. ولم يعلن عن مصير صفقات الأسلحة والتنقيب عن النفط المقرر توقيعها خلال الزيارة.
المعروف أن جهات عدة في إسرائيل هاجمت نتنياهو لاستقباله الرئيس الفلبيني، وذلك بسبب تصريحاته ضد النساء وحربه ضد تجار المخدرات. ولذلك جرى له استقبال متواضع في المطار، حيث مثل الحكومة الوزير العربي الوحيد في الحكومة، وزير الاتصالات، أيوب قرا. وتمت تحركاته وسط حراسة مشددة. ولم يجر ترتيب مؤتمر صحافي له مع نتنياهو أو أي من مستقبليه الآخرين. وجرت إحاطة تحركات الجنرالات الذين يرافقونه في الزيارة بالسرية التامة.
وأكدت مصادر سياسية أن هؤلاء الجنرالات، هم المسؤولون عن الجانب الخفي من زيارة الرئيس الفلبيني؛ حيث سيزورون معارض للأسلحة والمعدات العسكرية الإسرائيلية الحديثة والأكثر تطوراً بإشراف وزارة الأمن، في محاولة لإجراء صفقات، بالإضافة إلى توقيع رخصة للتنقيب عن النفط لشركة «راتيو أويل إكسبلوريشن» المملوكة لإسرائيل. كما أن السفارة الفلبينية في إسرائيل أعدت جدولاً مستقلاً لوفد الجنرالات من الجيش والشرطة الذين انضموا إلى الرئيس الفلبيني في زيارته: «لمعاينة آخر التطورات في المعدات العسكرية الإسرائيلية».
وكان دوتيرتي قد أدلى بتصريحات مثيرة للجدل بشأن المحرقة النازية (هولوكوست)، وأثار غضبا كبيرا عام 2016، عندما شبه حملته ضد المخدرات بالإبادة الجماعية النازية لليهود في الحرب العالمية الثانية، وقال إنه سيكون «سعيدا بذبح ثلاثة ملايين مدمن مثلما ذبح هتلر 6 ملايين يهودي»، وهي التصريحات التي اعتذر عنها في وقت لاحق. وقام أمس بزيارة متحف ضحايا المحرقة النازية «يد وشم» في القدس الغربية، ووضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري.
الرئيس الفلبيني يوقع مع إسرائيل 3 اتفاقيات وسط انتقادات لزيارته
اعتذر لأوباما ووصف ترمب بأنه «صديق جيد يتكلم لغتي»
الرئيس الفلبيني يوقع مع إسرائيل 3 اتفاقيات وسط انتقادات لزيارته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة