مساجد رمضان بالقاهرة.. معزوفة روحانية تتجدد كل يوم

جيرانها يشاركون في تجهيز موائد الرحمن للصائمين

جامع الأقمر وسط القاهرة
جامع الأقمر وسط القاهرة
TT

مساجد رمضان بالقاهرة.. معزوفة روحانية تتجدد كل يوم

جامع الأقمر وسط القاهرة
جامع الأقمر وسط القاهرة

على الرغم من كثرة المساجد في القاهرة التي تلقب بـ«مدينة الألف مئذنة»، فإن من يعيش شهر رمضان فيها يجد أن هناك علاقة خاصة تكونت بين المصلين وكل مسجد من مساجدها، لأسباب مختلفة. فهذا مسجد تشعر فيه بالطراوة بعيدا عن حر الصيف، وهذا معروف بموائده الوفيرة لتقديم الإفطار للصائمين، وذلك مشهور بزخارفه التي تخلب اللب، والآخر فيه شيخ شجي الصوت.
يقول محمد مصطفى، إمام وخطيب مسجد الرحمة في ضاحية «مدينة نصر» الراقية «منذ بداية الشهر الكريم وأعداد المصلين في ازدياد مستمر، فهناك أوقات يمكن أن نطلق عليها أوقات الذروة، وهي تتمثل في أوقات الإفطار حيث مائدة الرحمن المقامة من قبل المسجد والتي يقبل عليها العديد من عابري السبيل والفقراء والمحتاجين». ومن أوقات الذروة أيضا التي يتجمع فيها المصلون من كل حدب وصوب، صلاة التراويح وكذلك صلاة التهجد التي يكون لها جو روحاني خاص جدا. ويضيف مصطفى «لا شك أن للصلاة في المسجد في شهر رمضان جوا خاصا جدا، بخلاف باقي أيام السنة، وذلك نظرا للعديد من الطقوس الدينية التي ارتبطت بالشهر الكريم ومنها سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من الشهر».
وفي الأحياء الشعبية يأتي رمضان بنكهة خاصة جدا، حيث يقبل العديد من سكانها على الصلاة والمشاركة في إقامة موائد الرحمن لإفطار الصائمين، وكذلك خدمة المصلين وتوفير احتياجاتهم، كما يقول حسن راضي، أحد سكان منطقة «السيدة نفيسة»، والذي يعمل طبيبا بشريا «أنا من سكان السيدة نفيسة، وأصلي في مسجد السيدة كل يوم، وأشارك في تجهيز الإفطار الجماعي لمائدة المسجد التي تضم عادة فقراء المنطقة». ويضيف راضي الذي يتأمل في كل مرة يدخل فيها المسجد الزخارف الإسلامية على الجدران «المسجد جرى تصميمه على طراز الدولة الفاطمية ويزخر بالنقوش الإسلامية التاريخية».
وفي منطقة الحسين ومساجدها الشهيرة يقول أسامة عبد الهادي، أحد سكان ضاحية النحاسين القريبة من شارع المعز «ولدت هنا في حي النحاسين وعايشت رمضان فيه طيلة 50 عاما، ويمكن أن أقول إن رمضان في حي النحاسين لا يوجد له مثيل في أي مكان آخر.. وتضم المنطقة العديد من الأبنية التاريخية والأثرية كما يوجد فيه أيضا جامع الأقمر الذي يأتيه السياح من كل مكان خاصة في شهر رمضان لتصويره كنوع من السياحة الدينية». ويضيف أسامة «جامع الأقمر يعود لعصر الدولة الفاطمية، وهو من أجمل المساجد الموجودة في مصر وأقدمها، كما أن الدروس الدينية التي تقام فيه في الشهر الكريم تجذب كثيرا من أبناء الحي».



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».