منذ افتتاحه قبل 4 أشهر وبعد انتهاء عملية تطويره؛ تحول شارع «الشريفين» بمنطقة وسط القاهرة، الشهيرة باسم «وسط البلد» أو «القاهرة الخديوية»، إلى وجهة يقصدها المبدعون ومحبو الفنون والثقافة، حيث تُعقد أمسيات ثقافية وأنشطة فنية داخل الشارع، تروي ظمأ المتعطشين للفنون والإبداع. وخلال أشهر الصيف الجاري نشطت وزارة الثقافة المصرية، ممثلة في قطاع صندوق التنمية الثقافية، في إقامة الفعاليات الفنية والثقافية بشارع الشريفين، بالتعاون مع مسؤولي محافظة القاهرة، بمعدل مرتين شهرياً، وذلك بهدف تقديم خدمة مميزة، تعد تفعيلاً للمخطط الثقافي للشارع وتحويله لمنطقة جذب سياحي ترفيهي.
فالزائر للشارع يمكنه الاستمتاع بعروض الرسم الحي حيث المرسم الحر للطلاب والجماعات الفنية المتخصصة مثل جماعة اللقطة الواحدة، وإلى جانبهم توجد النغمات الموسيقية الصادرة من جانب آلات الموهوبين وعدد من طلبة وأساتذة بيت العود العربي وطلاب معهد الموسيقى العربية، بالإضافة إلى فقرات فنية للآلات الشعبية والحكي التراثي والغناء الشعبي، وذلك في مشاهد فنية على غرار ما يحدث في العواصم الكبرى.
كما تشمل الأنشطة في شارع الشريفين إقامة ورش حية لعدد من فناني الحرف التراثية التابعين لمركز الفسطاط للحرف التقليدية، تضمنت أركيت، نحاس، خزف، خيامية، خرط الخشب، إلى جانب ورش فنية متنوعة للأطفال في مجال الرسم والأشغال اليدوية تحت إشراف مجموعة من الفنانين المتخصصين.
حول هذه الأنشطة، يقول الدكتور فتحي عبد الوهاب، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية: «ما يشهده شارع الشريفين من احتفاليات هو فقط مجرد انطلاق لخطة تحويله لمنطقة مخصصة للإبداع والثقافة، وأن يكون شارعاً للفن، يجتذب الشباب ذوي المواهب لعرض إبداعاتهم أمام الجمهور الزائر بشكل مباشر من جهة، ومن جهة أخرى اجتذاب الجمهور للشارع من المهتمين بالفنون، فهذا هو المستهدف من عملية إعادة تطوير الشارع وإعادة تأهيله كمنطقة تراثية تكون جاذبة للجمهور، ومن ثم التفاعل بين الطرفين».
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أقوم خلال الفعاليات بالتواجد وسط المواهب الفنية، حيث أتابع عن قرب هذه التجربة الجديدة على القاهرة، وأستمع لآراء الجميع، وذلك بهدف إجراء تقييم لما يُقدّم، بما يصب في تطوير الحالة الثقافية المستهدفة، ولكننا مازلنا في بداية التجربة، ونعمل جاهدين لترسيخ فكرة أن يكون شارع الشريفين منطقة مخصّصة للفنون يزدان بها وسط القاهرة».
وبشأن النشاطات التي سيشهدها شارع الشريفين خلال الفترة المقبلة، يوضح «عبد الوهاب»: «نخطط لأن تعقد النشاطات الفنية والثقافية بشكل أسبوعي ثم طوال أيام العام بعد ذلك، وفي هذا الإطار قمنا بمخاطبة كليات الفنون في الجامعات المصرية، لتعريف طلابها بالفعاليات الفنية وحثهم على حضورها، بما يثري الأنشطة التي تنظم بالشارع، وخلق حالة من الزخم الفني والثقافي».
ويختتم رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية حديثه قائلا: «نأمل أن نرسخ ثقافة جديدة بين المصريين بمختلف فئاتهم تشجّعهم على المشاركة معنا، وجذب جميع أفراد الأسرة بمختلف أعمارهم للتفاعل مع ما يقدم من أنشطة، حتى تتحول أركان الشارع لمشاهد إبداعية تحاكي ما تشهده شوارع أوروبا».
الفعاليات الفنية بشارع «الشريفين» تجذب رواد وسط القاهرة
عروض رسم حية... وحفلات على أنغام العود
الفعاليات الفنية بشارع «الشريفين» تجذب رواد وسط القاهرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة