وفاة معتقل تحت التعذيب في سجن حوثي

الانقلابيون اشترطوا لتسليم جثته توقيع ذويه بأن وفاته طبيعية

أنصار الحوثيين في تجمع بصنعاء (إ.ب.أ)
أنصار الحوثيين في تجمع بصنعاء (إ.ب.أ)
TT

وفاة معتقل تحت التعذيب في سجن حوثي

أنصار الحوثيين في تجمع بصنعاء (إ.ب.أ)
أنصار الحوثيين في تجمع بصنعاء (إ.ب.أ)

أفادت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» بأن مختطفا في سجن الميليشيات الحوثية لقي حتفه تحت التعذيب استمرارا لنهج الجماعة في التنكيل بالمعتقلين لديها من الناشطين والمناهضين لها، وإخضاعهم لصنوف التعذيب الجسدي والنفسي.
وذكرت المصادر أن المختطف لدى الميليشيات الحوثية منذ شهرين، ويدعى «يوسف عبد الله المقبلي» توفي قبل يومين في السجن الحربي الخاضع للجماعة في صنعاء إثر تعرضه للتعذيب الوحشي، دون سماح عناصر الجماعة بتسليم جثته لأقاربه أو السماح بمشاهدتها.
وبحسب المصادر نفسها، أبلغت الجماعة أقارب المختطف المتوفى أنها لن تقوم بتسليم جثته إلا إذا وافقوا على كتابة إقرار خطي بأنه توفي بشكل طبيعي، ومن ثم القيام بدفنه دون عرضه على الطب الشرعي أو إقامة مراسيم دفن معلنة.
وكانت الميليشيات - وفق المصادر ذاتها - أقدمت على خطف المتوفى يوسف المقبلي وهو ينتمي إلى مديرية الرضمة في محافظة إب، أثناء مروره من إحدى النقاط الخاضعة للجماعة في مديرية دمت، الواقعة شمال محافظة الضالع، قبل أن يتم نقله إلى السجن الحربي في صنعاء، مع اثنين من أقاربه.
وترجح المصادر أن المقبلي تعرض للتعذيب الوحشي في سجن الميليشيات، ما أدى إلى وفاته، إذ إنه لم يكن يعاني من أي أمراض مزمنة، كما أنه كان بصحة جيدة قبل أن تقوم الجماعة باختطافه، قبل ثمانية أسابيع، بعد أن اتهمته بأنه من العناصر الموالية للشرعية والتحالف الداعم لها.
وتقول مصادر حقوقية يمنية إن نحو 150 معتقلا على الأقل في سجون الميليشيات فارقوا الحياة خلال السنوات الثلاث الماضية نتيجة تعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي المبرح، في حين كان ناجون من سجون الجماعة الحوثية كشفوا عن أساليب مروعة يتبعها عناصر الجماعة في تعذيب المعتقلين منها الحرق بالنار والصعق بالكهرباء والضرب بالهراوات واختراق الأجساد بالأدوات الحادة، فضلا عن أساليب أخرى مثل التجويع والحرق بأعقاب السجائر ونزع الأظافر.
وكان الناشطون والحقوقيون اليمنيون، انتقدوا التقرير الأخير الصادر الثلاثاء الماضي عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لجهة تجاهله لقضايا التعذيب حتى الموت في سجون الميليشيات الحوثية، بحق العشرات من المختطفين في سجون الجماعة.
وتتخوف المنظمات الحقوقية من أن يلقى الآلاف من المعتقلين في سجون الجماعة المصير نفسه الذي لقيه المقبلي، وبخاصة في ظل عدم سماح الميليشيات لأهالي المعتقلين بزيارتهم أو السماح للمنظمات الدولية بتقصي ظروف الاعتقال التي تضعهم الجماعة تحتها بعيدا عن أي إجراءات تضمن لهم الدفاع القانوني عن أنفسهم.
وكانت الجماعة استحدثت مئات السجون السرية في مناطق سيطرتها، منذ انقلابها على الشرعية، حيث يلاقي من تزج بهم فيها أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، ما يجعل كثير منهم يلاقون حتفهم تحت وطأة التعذيب أو يصابون بإعاقة دائمة، أو انهيار نفسي وعقلي.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».