زعيم المعارضة المسلحة بجنوب السودان يوقع اتفاقية سلام مع جوبا

زعيم المعارضة المسلحة بجنوب السودان يوقع اتفاقية سلام مع جوبا
TT

زعيم المعارضة المسلحة بجنوب السودان يوقع اتفاقية سلام مع جوبا

زعيم المعارضة المسلحة بجنوب السودان يوقع اتفاقية سلام مع جوبا

وقع زعيم المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان رياك مشار، ومجموعة معارضة (تحالف سوا)، بالأحرف الأولى، اتفاقية سلام دائم مع حكومة جنوب السودان، ينتظر أن تنهي حرباً أهلية دامت قرابة خمس سنوات.
وقال وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد في مفتتح مراسم التوقيع، أمس، إن الخطوة تعد إكمالا لمشوار من التفاوض بدأ يونيو (حزيران) الماضي، توصل خلاله المتفاوضون لتوقيع اتفاقية لفض النزاع التي طال انتظارها في دولة جنوب السودان.
ورفض مشار ومجموعة سوا (تحالف المعارضة الجنوبية) الثلاثاء توقيع الاتفاقية التي وقعتها حكومة جنوب السودان ومجموعة المعتقلين السابقين وأحزاب جنوبية، احتجاجاً على عدم تضمين أربعة مطالب رئيسية بالنسبة لهم في نص الاتفاق. وأوضح الدرديري أن توقيع رياك مشار زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة، ومجموعة تحالف المعارضة الجنوبية، يعني ختام المفاوضات، وبداية التطبيق للاتفاقيات على الأرض. وقال: «بذا نكون قد وصلنا لختام المفاوضات، واعتباراً من اليوم سننتقل لمراحل التنفيذ ومواجهة تحدياته». وتابع: «أول التحديات هو تأكيد وقف إطلاق النار الشامل وضمان استمراره، والتأكد من أنه صار واقعاً على الأرض».
وأعلن الدرديري عن اجتماعات تعقد بين الأطراف وضامني الاتفاقية «السودان وأوغندا» اليوم، وتنظيم ورشة عمل لبحث آليات التنفيذ المتفق عليها، وكيفية تجميع القوات والفصل بينها، والتدريب الموحد لهذه القوات، وإعداد المصفوفة التنفيذية لتنفيذ الاتفاق بمواقيت تنفيذ الأنشطة، وتابع: «رسميا فإن تنفيذ الاتفاقية سيبدأ بعد اعتمادها من مجموعة إيغاد، لكننا بفضل توفر روح طيبة، بدأنا أولى خطوات التنفيذ، لتأكيد الالتزام وإنزال الاتفاقية لواقع على الأرض، ليس بعدها إلاّ السلام». وأوضح الدرديري أن الوساطة قادت نقاشاً عميقاً مع مسار ومجموعة «سوا»، أفضى إلى تضمين تحفظاتهما وعرضها على اجتماع «إيغاد» الذي سيعقد في وقت قريب لإجازة الاتفاقية وتحديد موقع النهائي، وقال: «تعهدت الوساطة بتبني مطالب المجموعتين».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.