تفاقم الانقسام في «السوشيال ميديا» حول مغني «البوب» المغربي سعد لمجرد، بسبب الاتهامات الأخيرة التي وجهت إليه. ودافع مطربون وفنانون عن لمجرد بقولهم، إنه «كان ضحية مؤامرة، ولا بد من انتظار نتائج التحقيقات قبل الحكم عليه»؛ إلا أن ما فعله لمجرد أثار استهجان خبراء، وقال الناقد الفني المصري طارق الشناوي، لـ«الشرق الأوسط»، «إن النجاح اللحظي القوي يؤثر أحياناً على التركيبة النفسية للنجوم». وانتقدت الدكتورة إيمان عبد الله، أستاذ علم الاجتماع في مصر، المتعاطفين مع لمجرد بين أوساط الجمهور، متهمة إياهم بالمعاناة من مرض «الهوس بالشهرة».
ويواجه لمجرد للمرة الرابعة تهمة الاعتداء والعنف الجنسي، وتعرضت الفنانة التونسية هند صبري لحملة هجوم كبيرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب انتقادها الفنان المغربي.
وردت الفنانة المصرية، آيتن عامر على تغريدة هند صبري، وقالت «أنا أول ما قرأت الخبر كان إحساسي مثلك بالضبط؛ لكن لا أريد أن أقنع نفسي به، أريد أن أنتظر ولا أتسرع في الحكم، إلى أن تصدر الحكومة الفرنسية بياناً بإقرار الواقعة أو تنفيها... وربنا يهديه».
الموقف نفسه اتخذه الممثل الكويتي طارق العلي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، «لا بد من انتظار نتائج التحقيقات قبل الحكم على لمجرد»، مشيراً إلى «ضرورة معرفة ما الذي حدث بالفعل، وهل هو ضحية مؤامرة؟، أم قام بارتكاب هذه الجريمة بالفعل»، مضيفاً: أن «المتهم بريء حتى تثبت إدانته»، ومتسائلاً «ماذا سيكون موقف من هاجموه من الزملاء، إذا ثبتت براءته؟».
ونشر الممثل المصري محمد رمضان، مجموعة من الصور تجمعه مع لمجرد على موقع «إنستغرام»، مصحوبة بتعليق قال فيه «المظلوم (سالم) وإن ذمه الناس، والظالم (نادم) وإن مدحه الناس، ربنا ينصرك يا صاحبي، يا ابن الناس الطيبين، ويكفيك شماتة الأعداء».
وأشارت صحيفة «هسبريس» المغربية إلى تراجع شعبية لمجرد، وقالت الدكتورة إيمان عبد الله، إن «تكرار الواقعة نفسها أكثر من مرة دليل على اضطراب نفسي حقيقي، فمن يعانون خللاً نفسياً لا يبالون بحجم المشكلات التي قد يتعرضون لها إذا ارتكبوا مثل هذه الجريمة، وكل ما يهمهم هو تنفيذ ما يريدون دون أي اعتبار للعواقب».
وتفسر عبد الله انقسام المجتمع حول القضية رغم تكرارها، ودفاع الناس عن لمجرد، بأن «هناك حالة من الهوس بالشهرة في المجتمع، الذي أصبح يغفر للنجم الذي يحبه أي شيء، في إطار حالة من الانهيار القيمي في المجتمع».
وينتمي لمجرد إلى عائلة فنية، فوالده البشير عبدو، مطرب، ووالدته نزهة الركراكي ممثلة مسرحية، ولم تؤثر الاتهامات المتكررة التي تعرض لها على نجاحه وشهرته، حيث حققت أغنية Let go التي أطلقها في أغسطس (آب) عام 2017، 141 مليون مشاهدة على «يوتيوب»، بينما حصدت أغنية «غزالي غزالي» التي أطلقت قبل 5 أشهر 121 مليون مشاهدة.
ويقول الناقد طارق الشناوي، إن «هذه الوقائع لم تعد تؤثر على مدى شعبية الفنان»، ضارباً المثل بقضية الممثل المصري أحمد عز، الذي رفض إثبات نسب طفليه من الممثلة المصرية زينة، ورغم ذلك، فإن فيلمه الأول بعد القضية حقق «أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية» - على حد قوله -.
ورغم أن شعبية لمجرد قد لا تتأثر في ظل الدفاع المستميت من معجبيه؛ فإن هناك مخاطر قانونية تواجه المغني المغربي، وقالت صحيفة «لوموند» الفرنسية، إن «القضية قد تكون حاسمة؛ نظراً لتشدد القانون الفرنسي تجاه من يكررون فعلتهم». ويجرّم القانون الفرنسي الاغتصاب بكل أشكاله، بما فيه ذلك الاغتصاب الزوجي، ويعاقب الجاني بالسجن لمدة 15 عاماً، قد تزيد إلى 20 عاماً إذا تسبب الاغتصاب في إحداث عاهة مستديمة أو كانت الضحية تحت سن الخامسة عشرة، وترتفع العقوبة إلى 30 عاماً في حال تسببت الجريمة في وفاة الضحية، ويمكن أن يحكم على الجاني بعقوبة سالبة للحياة لو تبع الاغتصاب تعذيب للضحية، أما قضايا العنف الجنسي التي لا تصل إلى حد الاغتصاب فإن الجاني يعاقب بالسجن مدة 5 سنوات مع غرامة 75 ألف يورو، إلى 10 سنوات وغرامة 150 ألف يورو، حسب الحالة.
- فنانون اتُهموا بالتحرش والاعتداء الجنسي
لم يكن سعد لمجرد هو الفنان الوحيد الذي واجه اتهامات بالتحرش أو الاعتداء الجنسي، فمثل هذه الاتهامات انتشرت مؤخراً حول العالم، وبخاصة بعد نشر هاشتاغ Me too، على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأت نجمات هوليود فضح بعض الانتهاكات الجنسية التي تعرضن لها خلال مشوارهم الفني، ونرصد هنا أبرز هذه القضايا:
> واجهت الممثلة الإيطالية آسيا أرجنتو، مؤخراً دعوى تحرش رفعها ضدها زميلها جيمي بينيت، وقال إنها «اعتدت عليه أثناء عملها معه وهو في سن الـ17، وأنها اشترت صمته بمبلغ 380 ألف دولار»، وأثارت هذه القضية ضجة كبيرة، وبخاصة أن أرجنتو كانت من أوائل الممثلات اللاتي تبنين هاشتاغ Me too، باتهامها المنتج السينمائي الأميركي هارفي واينستين بالتحرش بها، وتبعتها نحو 70 امرأة أخرى.
> تعرض الممثل الأميركي مورغان فريمان (80 عاماً) لاتهامات بالتحرش من مساعدته وعدد من الممثلات، ونفى فريمان هذه الاتهامات بقوله إنه «كان يسعى دائماً لراحة من حوله من رجال ونساء، عبر بعض النكات، والمديح، لكنه لم يعتد على أحد جنسياً».
> الممثل الكوميدي بيل كوسبي (80 عاماً)، أدين بتهمة الاعتداء الجنسي على موظفة سابقة في تمبل أندريا كونستاند، حيث اعتدى عليها في منزله بمدينة فيلادلفيا عام 2004.
> الممثل الأميركي سيلفستر ستالون، واجه أيضاً اتهاماً مماثلاً، حيث اتُهم بالتحرش بسيدة قبل نحو 30 عاماً، وبالطبع نفى ستالون هذه التهم.
> المغنية الأميركية مادونا، قالت إنها تعرضت للاغتصاب عندما كان عمرها 19 عاماً، ومقدمة البرامج أوبرا وينفري تحدثت عن تعرضها للاغتصاب أكثر من مرة طوال حياتها، الأولى كانت عندما كان عمرها 9 سنوات.
تزايد الانقسام في «سوشيال ميديا» حول قضية سعد المجرد
تزايد الانقسام في «سوشيال ميديا» حول قضية سعد المجرد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة