السيسي «واثق» من التوصل لنتائج نهائية في مقتل الإيطالي ريجيني

استقبل نائب رئيس الوزراء الإيطالي في القاهرة

صورة وزعتها الرئاسة المصرية للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويغي دى مايو في القاهرة أمس بحضور مسؤولين من البلدين
صورة وزعتها الرئاسة المصرية للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويغي دى مايو في القاهرة أمس بحضور مسؤولين من البلدين
TT

السيسي «واثق» من التوصل لنتائج نهائية في مقتل الإيطالي ريجيني

صورة وزعتها الرئاسة المصرية للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويغي دى مايو في القاهرة أمس بحضور مسؤولين من البلدين
صورة وزعتها الرئاسة المصرية للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويغي دى مايو في القاهرة أمس بحضور مسؤولين من البلدين

أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن «ثقته في التوصل إلى نتائج نهائية في تحقيقات مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني»، ومشيداً في هذا الصدد بـ«التعاون القائم بين سلطات التحقيق في البلدين بشأن القضية».
واختفى ريجيني (28 عاماً) في القاهرة، في 25 يناير (كانون الثاني) 2016، وعثر على جثته في طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي وبها آثار تعذيب بعد عدة أيام. ورفضت مصر مراراً مزاعم تشير إلى احتمال تورط أجهزة أمنية في مقتله، فيما تواصل السلطات القضائية في الجانبين التحقيقات بشأن الجريمة.
وخلال لقاء استقبال السيسي، أمس، لويغي دى مايو نائب رئيس الوزراء ووزير التنمية الاقتصادية الإيطالي، بالقاهرة، شدد الرئيس المصري على «توافر الإرادة القوية للكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، وتوجيهه للجهات المعنية الأخرى، للتنسيق الدائم مع نظيرتها الإيطالية لحل القضية». وبدأ المسؤول الإيطالي البارز زيارة لمصر، تستمر حتى اليوم (الخميس)، وهي الأولى بالنسبة له منذ توليه منصبه في يونيو (حزيران) الماضي.
وأوضح المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي، أن نائب رئيس الوزراء الإيطالي أعرب عن «تقدير السلطات الإيطالية لتطور مسار قضية ريجيني، وما لمسوه من تعاون مخلص للتوصل إلى الجناة وتقديمهم للعدالة».
وأكد السيسي حرصه على «تعزيز التعاون بين مصر وإيطاليا على الأصعدة المختلفة، مرحباً بتكثيف الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين خلال الفترة الأخيرة، باعتبارها دليلاً على عودة العلاقات بينهما إلى مسارها الطبيعي».
وشارك في حضور اللقاء عدد من المسؤولين، ومنهم المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، والسفير الإيطالي بالقاهرة.وأكد دي مايو «حرص بلاده على تكثيف التعاون مع مصر خلال الفترة القادمة في مختلف المجالات»، ومشيراً إلى «إعجابه بما تشهده مصر من نهضة في المجالات المختلفة وجهود للإصلاح الاقتصادي، وما يتم إنجازه من مشروعات كبرى ملموسة بدأت تؤتي ثمارها في تحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي». وشهد اللقاء «بحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين»، حيث أكد الجانبان «الحرص على تطوير علاقاتهما ودفعها إلى آفاق أرحب، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، فضلاً عن التعاون في مجال الطاقة، وذلك في ضوء اكتشافات الغاز الأخيرة في مصر وسعيها لكي تكون مركزاً إقليمياً لتجارة وتداول البترول والغاز، فضلاً عما يتوافر بها من بنية تحتية وقدرات لوجيستية تؤهلها للوصول إلى هذا الهدف»، إذ أعرب نائب رئيس الوزراء الإيطالي عن «حرص بلاده على تكثيف التعاون مع مصر في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة»، ومشيراً إلى أن «المشروعات المصرية في هذا المجال شهدت طفرة كبيرة كان لها أثرها الدولي الواسع».
وأوضح المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، أن «اللقاء شهد تبادلا للرؤى ووجهات النظر تجاه عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، حيث استعرض الرئيس الجهود التي تقوم بها مصر لمكافحة الهجرة غير الشرعية، والتي ساهمت في الحد من انتقال اللاجئين عبر المتوسط بشكل ملحوظ، حيث لم تسجل حالة واحدة من مصر منذ عام 2016 وحتى الآن».
ولفت السيسي إلى «الأعباء التي تتحملها (مصر) لاستضافة الملايين من اللاجئين»، ومؤكداً أن «مصر ليس لديها مخيم أو معسكر للاجئين، ولكنهم يعيشون كضيوف وينصهرون داخل المجتمع المصري بحرية كاملة، ويتمتعون بالخدمات مثل المواطنين المصريين».
وتطرق اللقاء إلى «مستجدات الأزمة الليبية حيث توافقت رؤى الجانبين حول أهمية العمل على التوصل إلى حل سياسي للأزمة قائم على إعادة بناء مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش الوطني والبرلمان والحكومة والحفاظ على اتفاق الصخيرات، ودعم جهود المبعوث الأممي، غسان سلامة».



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.