شَرِيش تخفي في جوفها آثاراً وأسراراً بانتظار من يكتشفها

حضارات فينيقية ورومانية وإسلامية مرّت على المدينة الإسبانية

في شريش مدرسة فروسية شّهيرة حيث تتألّق الخيول العربية الأصيلة
في شريش مدرسة فروسية شّهيرة حيث تتألّق الخيول العربية الأصيلة
TT

شَرِيش تخفي في جوفها آثاراً وأسراراً بانتظار من يكتشفها

في شريش مدرسة فروسية شّهيرة حيث تتألّق الخيول العربية الأصيلة
في شريش مدرسة فروسية شّهيرة حيث تتألّق الخيول العربية الأصيلة

شَرِيش (الملقبة بالفَرَنتِيرة أي الحدود)، أو بلدية خيريز دي لا فرونتيرا، هي بلدة عريقة من أعمال مقاطعة قادش عند أقصى ساحل الأندلس الأطلسي، ذائعة الصّيت عالميّاً بمدرسة الفروسية الشّهيرة التي تتألّق فيها الخيول العربية الأصيلة منذ عقود. وفي أحد أرباضها يقوم حي زراعي يعيش فيه نحو 500 ساكن ينصرف معظمهم لزراعة القمح والذرة والزيتون. ولكن على ما يبدو فإنّ هذه المنطقة التي كانت مأهولة منذ نحو ثلاثة آلاف سنة، ومرّ عليها الغزاة من فينيقيين ورومان ومسلمين، تختزن في جوفها آثاراً وأسراراً بانتظار من يكشف عنها ويُنطقها. هذا ما يؤكده أساتذة التاريخ القديم في جامعة قادش الذين يقومون بأعمال الرصد والجسّ بالرادار المتطوّر، في حقول القمح الصفراء بعد موسم الحصاد.
يقول البروفسور لاغوسطينا الذي يدير البحث، إنّ المعلومات التي توفّرت حتى الآن تشير إلى وجود مدينة من العهد الروماني، بأسوارها ومداخلها، إضافة إلى بعض المباني التي يُعتقد، من تصميم قواعدها، أنّها تعود للعصر الإسلامي الأول في الأندلس. ويستخدم فريق البحث أجهزة متطوّرة قادرة على رسم البنى المدفونة على عمق يصل إلى أربعة أمتار من غير اللجوء إلى حفر التربة.
وقد سبق لأساتذة من جامعتي قادش وإشبيلية أن طلبوا الإذن بالتنقيب في تلك المنطقة عن آثار فينيقية ورومانية وإسلامية؛ لكنّهم لم يلقوا تجاوباً من السّلطات الإقليمية والمركزية. ويقول رئيس البلدية خوسيه أنطونيو فرنانديز، الذي لا يكاد يغيب لحظة عن مواكبة أنشطة فريق الباحثين، إنّ ما عثر عليه هؤلاء حتى الآن واعدٌ جداً، وإنّه يأمل في أن تساعد نتائج التحليلات الأولية التي يُنتظر أن تظهر بعد أسابيع، على إطلاق ورشة واسعة لكشف الكنوز الأثرية التي تنام تحت تلك الحقول.
جدير ذكره أنّ ثمّة مناطق كثيرة في الأندلس، خاصة في جوار المدن الكبرى، مثل إشبيلية وغرناطة وقرطبة، يُعتقد بوجود آثار قديمة مدفونة فيها منذ أيام الفينيقيين إلى العصر الإسلامي الأول.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.