ألذ طبق حمام محشي على الطريقة المصرية في نيويورك

رحلة مع الفنان طارق لطفي

ألذ طبق حمام محشي على الطريقة المصرية في نيويورك
TT

ألذ طبق حمام محشي على الطريقة المصرية في نيويورك

ألذ طبق حمام محشي على الطريقة المصرية في نيويورك

يبدو أن شخصية الفنان المصري طارق لطفي الهادئة تنعكس على رحلاته أيضا، فهو له وجهة مفضلة في المصايف، إذ يحب الهدوء من أجل الاسترخاء والابتعاد عن الضغوط وزحام العاصمة القاهرة، فضلاً عن أنه يعتبر أن التسوق يمكن أن يفسد رحلاته التي غالبا ما يخيم عليها السكينة والبعد عن الصخب.
لا يتذكر لطفي الذي بدأ مشواره الفني قبل 30 عاما تقريبا، على وجه الدقة متى كانت أول رحلة في حياته خارج مصر، غير أنه موقن أنه كان طالباً يدرس آنذاك. كما هو موقن بأن لبنان وجهته المفضلة عربا. ويشير بأن نيويورك محفوظة المعالم بالنسبة له كما القاهرة موطنه.
وفي رحلة معه، كشف لطفي لـ«الشرق الأوسط» عن ذكرياته مع السفر، وعاداته، وماذا تضم حقيبة سفره:
> السفر يمثل لي راحة نفسية. فهو للاسترخاء والتخلص من توتر القاهرة التي أصبحت ضاغطة لكل الناس إما بسبب زحمة المرور أو تلوث الجو وما شابه من مشكلات. ألاحظ أن الناس يتغيرون عندما يتركون الزحام ويتخلصون من الضغوط اليومية، إذ يتحسن مزاجهم كما تتحسن أخلاقهم رغم أنهم نفس الأشخاص.
> وجهتي المفضلة دائما في المصايف هي الساحل الشمالي. فهو وجهتي المفضلة نظرا لهدوئها وكم الراحة التي أحصل عليه. أما أفضل مدينة في مصر بالنسبة لي فهي أسوان بلا منازع نظرا لجمالها الخرافي. أرتمي بين أحضانها في الشتاء، واستمتع بدفئها وحسن ضيافتها
> لا أتذكر بالضبط متى بدأت علاقتي بالسفر، لكني أتذكر أن أول رحلة لي خارج مصر كانت وأنا طالب، وكانت عمرة إلى الأماكن المقدسة. بعدها سافرت إلى سوريا ولبنان على ما أتذكر. الحقيقة أني سافرت كثيرا إلى حد أني نسيت تسلسلها. طبعا هناك مدن أوروبية كثيرة لم أزرها وأتمنى أن تسنح لي فرصة استكشافها، على العكس من نيويورك التي زرتها عدة مرات إلى حد أني أحفظها كما أحفظ شوارع القاهرة تماما
> أكثر بلد عربي أحب زيارته هو لبنان، وبيروت تحديدا. فهي لها طعم خاص بأجوائها وجبالها ومناظرها الطبيعية الخلابة.
> أنا شخص مرتب عموما وأعرف ما أريد، لذلك لا أشغل بالي بشد حقيبة السفر قبل موعد الرحلة بمدة. أرتبها دائما قبلها بيوم، ولم يحصل أن نسيت أي شيء هام لحد الآن مع أني أراعي دائما أن تتنوع محتوياتها حسب الوجهة والغرض من الرحلة، أي ما إذا كانت بداعي العمل أو للترفيه.
> التسوق ليس من أولوياتي في السفر، لأني عندما أرغب في شراء أي شيء فأنا ألجأ إلى المواقع الإلكترونية للتسوق، ليصلني أينما كنت، لهذا لا أميل أنا وأسرتي أن نضيع متعة السفر في مجمعات التسوق. فكل دقيقة وكل ساعة نخصصها إما للاستجمام أو لزيارة المعالم السياحية المهمة. هذا لا يعني ألا أتسوق نهائيا خلال السفر، بل العكس فأنا أحيانا أسافر لهذا الهدف خصيصا، لكن فقط عندما أكون مرتبطا بعمل أحتاج فيه إلى أشياء معينة للشخصية التي سأتقمصها ولا تكون متوفرة في مصر. فأنا أبحث عنها في مصر أولا قبل أن أسافر إلى الخارج من أجلها.
> من خلال تجاربي المختلفة للمطابخ العالمية، فإن المطبخ الفرنسي هو رقم واحد بالنسبة لي. فهو مختلف في كل شيء لهذا هو المفضل لدي في رحلاتي. يأتي بعده المطبخ الياباني، الذي يقدم أطباقاً بحرية بطرق لذيذة جدا مثل السوشي، علما أنه مختلف تماما عما نأكله في مصر. في نيويورك التي أزورها كثيرا، فإني توصلت إلى نتيجة مهمة وهي أن الأميركيين لا يتوفرون على مطبخ خاص بهم. لكنهم ميزتهم أنهم يقدمون كل المطاعم بجودة عالية جدا. فقد أكلت ألذ طبق حمام محشي على الطريقة المصرية في نيويورك. بالنسبة للمطابخ العربية، فأنا أعشق المطبخ السوري، وبالذات الحلبي يليه المطبخ اللبناني
> لم أعانِ من أي تجارب سيئة تُفسد علي متعتي، فالحمد لله جميع رحلاتي حتى الآن كانت سالمة وممتعة.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».