التقنية لتنظيم حفلات الزفاف... فوائد وقيود

تتطلب الاتصال بأكثر من 10 جهات للتهيئة لها

التقنية لتنظيم حفلات الزفاف... فوائد وقيود
TT

التقنية لتنظيم حفلات الزفاف... فوائد وقيود

التقنية لتنظيم حفلات الزفاف... فوائد وقيود

قبل عصر الإنترنت، كان التحضير لحفلات الزفاف في الولايات المتحدة يبدو غير رومانسي بعض الشيء، وكان أشبه بشراء سيارة جديدة، فقد كان على العروسين اللذين يبحثان عن مكان لإقامة زفافهما أن يقرآ الإعلانات المطبوعة التي تحتوي على معلومات محدودة مصممة خصيصاً لجذبهما لزيارة مكان ما بهدف الضغط عليهما لاختياره أخيراً.
أما في هذه الأيام، فقد أصبح بإمكان أي عروسين الحصول على كثير من المعلومات بمساعدة الوسائل التقنية كالمجلات الإلكترونية، وأدوات تنظيم حفلات الزفاف، والمواقع الإلكترونية المتخصصة بصالات المناسبات.
- «زفاف رقمي»
ولكن التغيير الذي طرأ ليس كبيراً؛ إذ لا تزال الأماكن المخصصة لإقامة الحفلات تصرع الزبون بالنشرات المثالية (التي أصبحت اليوم تأتي بنسخات رقمية) مما يصعب على المستهلك مقارنة الأسعار. وغالباً ما تزود هذه الإعلانات الزبون بتكاليف أساسية، أما المعلومات المفصلة حول التكلفة، فلا تقدمها مواقع الحفلات إلا بعد الزيارة. يقول مايكل كرايدر، الكاتب المتخصص بالمواعدة والزواج، في حديث لوسائل الإعلام الأميركية: «عند وصولكم إلى أحد هذه الأماكن، يصبح أمر الرفض عليكم أصعب منه عند التعامل مع موقع إلكتروني صامت. ثم تبدأ التكاليف الحقيقية بالظهور، فتسمعون تعبيرات مثل: (هل تريدون لضيوفكم الجلوس؟ إذن عليكم أن تدفعوا مبلغاً إضافياً مقابل الكراسي».
تهدف الأدوات التقنية إلى جعل مهمات كتنظيم حفل الزفاف أكثر سهولة وفعالية، ولكن مجال حفلات الزفاف لا يزال معقداً... هذا ما يتعلمه الخطيبان اللذان يريان أنهما رازحان تحت عبء الملفات الإلكترونية والمواقع الإلكترونية بحثاً عن مكان لإقامة الحفل، والباعة والمصورين. وأخيراً، وبعد إعلان استسلامهما عينا منسقا ليتولى المهمات الثقيلة في العملية.
- أدوات التخطيط
في ما يلي، ستقرأون عن فوائد وقيود استخدام الأدوات التقنية للتخطيط لحفل الزفاف:
- في فترة الخطوبة، تلجأ الغالبية العظمى من المقبلين على الزواج إلى شبكة الإنترنت للحصول على المساعدة في تنظيم حفل الزفاف. ويعد موقعا «ويدينغ واير (Wedding Wire)» و«ذا نوت (The Knot)» المنتجين الرقميين الأهم على صعيد التخطيط لحفلات الزفاف.
يقدم كلا الموقعين نسخة إلكترونية وتطبيقاً هاتفياً، يتضمنان مجموعة شاملة من الأدوات التنظيمية، من أول الخطوات حتى آخرها، كاختيار مكان الحفل، والعثور على باعة اللوازم، وتنظيم الميزانية. ويبدو الأمر معقدا، ولكن بحسب موقع «ويدينغ واير»، يستعين الأزواج عادة في المتوسط بنحو 13 جهة لتنظيم حفل زفاف كامل.
تعرض أدوات التنظيم الكبرى لوائح قابلة للبحث تتضمن باعة ومواقع للحفلات، مرفقة بتقييمات وروابط إلكترونية من المواقع الإلكترونية للشركات نفسها. يستطيع الناس أيضاً أن يلجأوا إلى مواقع تقييم أشمل مثل «يلب Yelp «لمساعدتهم في العثور على باعة ومصورين وموسيقيين مخضرمين.
- قيود التقنية
الطابع الشخصي يزيد التعقيد الآن وقد أصبحت لديكم صورة واضحة عن مدى شمولية أدوات تنظيم حفلات الزفاف، لنتحدث عن قيودها.
إن الطبيعة الشخصية الشديدة لحفل الزفاف لا تسمح لكم بتنظيم كل شيء ببضع نقرات على الهاتف الذكي أو أثناء الجلوس أمام الكومبيوتر، أي إنكم ستضطرون أخيراً إلى التواصل المباشر مع كثير من الأشخاص على الطريقة القديمة: عبر الهاتف، أو وجهاً لوجه.
يصبح هذا الأمر واضحاً بالنسبة لكم عندما تستخدمون هذه الأدوات في محاولة لإضفاء طابع شخصي على حفل زفافكم. يرغب الأزواج دائماً بأن يكون يومهم المميز فريداً وأن يعكس اهتماماتهم، فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه موقع «ويدينغ واير» شمل نحو 2700 زوج من المخطوبين أن 85 في المائة منهم يضعون مهمة إقامة حفل زفاف مميز وذي طابع شخصي في طليعة أولوياتهم.
من قد يقاوم فكرة إضفاء لمسة خاصة على حفل زفافه في ظل وجود أدوات مثل «بنترست (Pinterest)»، تسهل عليكم جمع صور للديكور والمواقع من جميع أنحاء الإنترنت؟ محبو الأدب مثلاً، يعملون على جمع صور لمقولات شعرية وكتابات أدبية كلاسيكية لاستخدامها في تزيين مكان إقامة الحفل.
ولكن لورين غودسان، مديرة قسم «أفكار الزبائن» في موقع «ويدينغ واير» ترى أن هذا النوع من إضفاء الطابع الشخصي يصعب على العروسين الحصول على سقف للتكاليف من شركات إقامة الحفل وغيرها من شركات الخدمات. فكلما أمعنتم في شخصنة الحفل، طالت ساعات مختلف الفقرات من الحفل إلى المشروبات والاستقبال. وتقدم مواقع مثل «ويدينغ واير» تقديرات للأسعار لبعض الفروقات البسيطة، ولكنكم في النهاية ستكونون مضطرين للانتقال من الأدوات التقنية إلى التعامل المباشر مع الجهات التجارية.
ولفتت غودسان إلى أن التخلي عن مقاربة الطابع الشخصي ليس أكثر فعالية مطلقا. وتضيف أن تحقيق بعض رغبات الزوجين يتطلب تفاعلاً مع مكان الحفل. وأكدت أن الأزواج يخفقون غالباً في تقدير تكاليف زفافهم بنسبة 40 في المائة، لأنهم وقبل كل شيء غير واعين بتكاليف الشخصنة التي يسعون إليها في حفلهم.
- تقييم التكاليف والشراء
- التقييمات الإلكترونية أساسية: تعد فعالية التقييمات الإلكترونية واحدة من أهم فوائد استخدام أدوات الإنترنت. يمكنكم أن تحصلوا على انطباعات حول أماكن الحفلات والجهات التجارية عبر عدد كبير من المواقع الإلكترونية «فيسبوك» و«يلب» بالإضافة إلى «ويدينغ واير» و«ذا نوت».
يقول الكاتب كرايدر إنه عندما كان وزوجته ينظمان حفل زفافهما، زارا صفحات «فيسبوك» الخاصة بجهات كثيرة كمعدي الطعام، ومتاجر الحلويات، والمصورين لمعرفة ما يقوله الناس عنها، ووجدوا أن هذه التقييمات موثوقة.
يذكر أن التقييمات الإلكترونية مفيدة جداً أيضاً لمن يخطط لإقامة زفافه في مكان بعيد.
- الشراء الإلكتروني مناسب ولكن إلى حد معين: بعد بداية عملية تنظيم حفل الزفاف، يمكن التوجه للاستعانة بالأدوات التقنية لاحقاً لشراء الزينة وطلب بطاقات الدعوة المطبوعة، وإنشاء صفحة إلكترونية خاصة للمدعوين.
ولكن أحد الأشياء التي لا يفكر المخطوبون مطلقا بشرائها عبر الإنترنت هي الملابس التي سيرتدونها، لأن مناسبة بهذا الحجم والأهمية تستحق أن يكونوا في أبهى حللهم خلالها. أما كرايدر، فقال إنه وزوجته طلبا ملابس الزفاف وخاتمي الزواج عبر الإنترنت. ولكن على الرغم من أنهما كانا يعرفان مقاساتهما جيداً، فإنهما اضطرا إلى إرجاع الخاتمين لأنهما كانا غير مناسبين. ولكن هذه الأخطاء لا تحصل دائماً.


مقالات ذات صلة

روسيا تواصل استهداف وسائل التواصل الاجتماعي وتحظر «فايبر»

أوروبا شعار تطبيق «فايبر» (رويترز)

روسيا تواصل استهداف وسائل التواصل الاجتماعي وتحظر «فايبر»

أعلنت الدائرة الاتحادية لرقابة الاتصالات وتقنية المعلومات والإعلام في روسيا، الجمعة، حجب تطبيق «فايبر» للتراسل، وذلك في أحدث حظر يطول خدمات التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تكنولوجيا كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....

جيه دي بيرسدورفر (نيويورك)
تكنولوجيا تتيح منصة «Bolt.new» تطوير وتشغيل التطبيقات مباشرة عبر المتصفح معتمدةً على الذكاء الاصطناعي وتقنية الحاويات الويب دون الحاجة لإعدادات محلية (bolt.new)

تعرف على خدمة تطوير التطبيقات من المتصفح مباشرة مع «Bolt.new»

حققت خدمة «Bolt.new» نقلة نوعية في مجال تطوير التطبيقات؛ إذ تتيح للمطورين كتابة وتشغيل وتحرير التطبيقات مباشرة عبر المتصفح.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
يوميات الشرق تحوّلت الهواتف الذكية بما فيها من تطبيقات إلى إدمان العصر (رويترز)

كيف تقطع يدك الافتراضية... 7 خطوات للحدّ من الإدمان على الهاتف

باتت الهواتف الذكية امتداداً لليَد البشريّة، وكأنها يدٌ جديدة التصقت بها. العيون لا تفارقها ليل نهار، فهل من سبيل للتخفيف من هذا الإدمان المستجدّ؟

كريستين حبيب (بيروت)
أوروبا شعار تطبيق «تلغرام» (رويترز)

وفق تعديلات جديدة... «تلغرام» قد يرسل معلومات تخص بعض مستخدميه للسلطات القضائية

عدّل تطبيق «تلغرام» قواعد الإشراف الخاصة به من أجل التعاون بشكل أكبر مع السلطات القضائية، وفق ما قال، الاثنين، مؤسس المنصة ورئيسها بافل دوروف.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».