أخبار قهوة الصباح... سباق بين الوسائل التقليدية والتطبيقات الإلكترونية

جميع المشاهير ومن بينهم الرئيس الأميركي ما زالوا يعتمدون على مصادر تقليدية للأخبار
جميع المشاهير ومن بينهم الرئيس الأميركي ما زالوا يعتمدون على مصادر تقليدية للأخبار
TT

أخبار قهوة الصباح... سباق بين الوسائل التقليدية والتطبيقات الإلكترونية

جميع المشاهير ومن بينهم الرئيس الأميركي ما زالوا يعتمدون على مصادر تقليدية للأخبار
جميع المشاهير ومن بينهم الرئيس الأميركي ما زالوا يعتمدون على مصادر تقليدية للأخبار

لا يختلف السياسيون وكبار الصحافيين كثيرا في وسائل الاطلاع على أخبار الصباح أثناء احتساء قهوتهم. بعضهم يفضل الوسائل التقليدية مثل قنوات التلفزيون والراديو والصحف اليومية، والبعض الآخر يلجأ إلى تطبيقات حديثة على الكومبيوتر أو الهاتف الذكي لإلقاء نظرات سريعة على عناوين الأخبار قبل بداية يومهم العملي.
ومن بين آلاف التطبيقات المتاحة على الهواتف الجوالة الذكية للأخبار، لا بد من الاختيار الدقيق حتى لا يجد المتصفح أنه يهدر وقته الثمين في أخبار هامشية لا أهمية لها أو في أخبار قديمة لم يعد لها قيمة. وحتى مع وجود التطبيقات الجيدة، لا يجد المتصفح وقتا كافيا لقراءة كافة المحتويات ويكتفي في معظم الأحيان بقراءة العناوين فقط.
من بين أشهر التطبيقات التي تقدمها الشركات الكبرى للحفاظ على ولاء مستخدمي أدواتها تطبيق «آبل نيوز» الذي توفره شركة آبل لمستخدمي هواتفها وأجهزة «أي باد»، وهو تطبيق يعتمد على الأخبار السريعة المصحوبة بالفيديو أو الصور. وهي تتعاون في المحتوى مع مؤسسات إعلامية وعلمية مثل نيويورك تايمز وناشيونال جيوغرافيك. كما يمكن للمستخدمين أن يتابعوا توجهات معينة في مجالاتهم من السياسة إلى الفن.
وبينما يقتصر تطبيق «آبل نيوز» على أدوات آبل فقط، فإن تطبيق «غوغل نيوز» متاح لكافة الأدوات الإلكترونية وهو البديل الحديث لتطبيق سابق اسمه «غوغل بلاي نيوزستاند». ويوفر غوغل أخباره من كل أنحاء العالم ويوفر مختصرا مفيدا لأهم الأخبار العالمية. ويمكن حفظ بعض الأخبار وتنزيلها للقراءة فيما بعد. ويتعرف النظام على تفضيلات مطالعيه ويركز على تقديم ما يهمهم من الأخبار.
وعلى النمط نفسه يتم تقديم خدمة «مايكروسوفت نيوز» التي كانت تسمى في الماضي «إم إس إن نيوز». ولدى استخدام النظام للمرة الأولى يتم سؤال المتصفح عن تفضيلاته، وهي تفضيلات يمكن تغييرها فيما بعد. ويوفر التطبيق خدمة التنبيه إلى الأخبار الجديدة.
وعلى نمط مشابه يمكن الاطلاع على عشرات التطبيقات الجيدة للأخبار وأهمها «إيه بي موبايل»، و«بي بي سي نيوز»، و«سي إن إن نيوز» و«سمارت نيوز»، و«فيدلي» و«فليب بورد» و«ريديت» و«إيه أو إل ميل»، وغيرها.
وفي بحث قامت به مؤسسة «بزنس انسايدر» حول مصادر الأخبار التي يلجأ إليها السياسيون وكبار المشاهير كانت النتائج تشير إلى تفضيل هؤلاء للمصادر التقليدية عن التطبيقات الحديثة. وكان من أبرز الشخصيات التي أفصحت عن مصادرها المستثمر العالمي وارين بافيت الذي قال بأنه يقضي 80 في المائة من وقته في القراءة. وكان بافيت قد صرح لمؤسسة «سي إن بي سي» أنه يقرأ «وول ستريت جورنال» و«أميركان بانكر» في الصباح.
من المشاهير الآخرين ومصادر الأخبار التي يطلعون عليها كل من:
> الرئيس الأميركي دونالد ترمب: وهو يطلع على التلفزيون كمصدر أخبار صباحي كما يقرأ صحيفتي نيويورك بوست ونيويورك تايمز بالإضافة إلى وول ستريت جورنال ومطبوعة «بريتبارت» اليمينية.
> مارك زوكربرغ، مؤسس «فيسبوك»: وهو يبدأ بتصفح «فيسبوك» وماسنجر و«واتساب» ومنها يتعرف على كل الأخبار التي يريد أن يبدأ بها يومه.
> جيفري انميلت، رئيس شركة جنرال إلكتريك: يقرأ أخبار الصباح في صحيفة «فاينانشيال تايمز» بالإضافة إلى صفحات الأعمال في نيويورك تايمز. كما يقرأ أيضا «يو إس إيه توداي» والصفحة السادسة في صحيفة نيويورك بوست.
> بيل غيتس، مؤسس مايكروسوفت: وهو يحصل يوميا على ملخص الأخبار المهمة فجرا يعدها فريق متخصص في مؤسسة «باركشير هاثاواي» الاستثمارية التي يجلس ضمن مجلس إدارتها. وهو يقرأ أيضا صحيفتي وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز بالإضافة إلى مجلة «إيكونوميست» من الغلاف للغلاف، وفقا لما صرح به تلفزيونيا إلى «فوكس بزنس».
> ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فرجن: وهو يطلع في الفجر على مصادر أخبار متنوعة بالإضافة إلى ردود على بريده الإلكتروني ثم الكتابة على موقع «فرجن دوت نت». وهو يرى في ساعات الصباح الأولى فرصة نادرة لكي يتعرف على مجريات الأمور قبل أن يصحو الآخرون من نومهم.
> جوناه بيريتي، مؤسس موقع «بزفيد» الإخباري يتلقى نسخة يومية من صحيفة نيويورك تايمز، ويطلع أيضا على مجلات «نيويورك ماغازين» والإيكونوميست. وهو يرى أن «تويتر» وفيسبوك يعتبران أيضا من مصادر الأخبار اليومية المهمة.
الملاحظ أن جميع المشاهير ومن بينهم الرئيس الأميركي، ما زالوا يعتمدون على مصادر تقليدية رصينة للأخبار مثل الصحف والمجلات ومحطات التلفزيون. والمتوقع ألا يختلف الوضع كثيرا على الصعيد العربي حيث الكثير من التطبيقات والمواقع لم تكتسب مصداقية بعد.


مقالات ذات صلة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

العالم العربي تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

أظهر التقرير السنوي لحرية الصحافة لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، اليوم الأربعاء، أن تونس والسنغال كانتا من بين الدول التي تراجعت في الترتيب، في حين بقيت النرويج في الصدارة، وحلّت كوريا الشمالية في المركز الأخير. وتقدّمت فرنسا من المركز 26 إلى المركز 24.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (الثلاثاء)، باستهداف الصحافيين، مشيراً إلى أنّ «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم». وقال في رسالة عبر الفيديو بُثّت عشية الذكرى الثلاثين لـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة»، إن «كلّ حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة... حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم»، مشيراً إلى أنّه «يتمّ استهداف الصحافيين والعاملين في الإعلام بشكل مباشر عبر الإنترنت وخارجه، خلال قيامهم بعملهم الحيوي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

ذكرت جمعية تعنى بالدفاع عن وسائل الإعلام أن تهمة التجسس وجهت رسمياً لصحافي صيني ليبرالي معتقل منذ عام 2022، في أحدث مثال على تراجع حرية الصحافة في الصين في السنوات الأخيرة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». كان دونغ يويو، البالغ 61 عاماً والمعروف بصراحته، يكتب افتتاحيات في صحيفة «كلارتي» المحافظة (غوانغمينغ ريباو) التي يملكها الحزب الشيوعي الحاكم. وقد أوقف في فبراير (شباط) 2022 أثناء تناوله الغداء في بكين مع دبلوماسي ياباني، وفق بيان نشرته عائلته الاثنين، اطلعت عليه لجنة حماية الصحافيين ومقرها في الولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية اليابانية العام الماضي إنه أفرج عن الدبلوماسي بعد استجو

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم العربي المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

بدا لافتاً خروج أربعة وزراء اتصال (إعلام) مغاربة سابقين ينتمون إلى أحزاب سياسية مختلفة عن صمتهم، معبرين عن رفضهم مشروع قانون صادقت عليه الحكومة المغربية الأسبوع الماضي، لإنشاء لجنة مؤقتة لمدة سنتين لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» وممارسة اختصاصاته بعد انتهاء ولاية المجلس وتعذر إجراء انتخابات لاختيار أعضاء جدد فيه. الوزراء الأربعة الذين سبق لهم أن تولوا حقيبة الاتصال هم: محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المعارض، ومصطفى الخلفي، عضو الأمانة العامة لحزب «العدالة والتنمية» المعارض أيضاً، والحسن عبيابة، المنتمي لحزب «الاتحاد الدستوري» (معارضة برلمانية)، ومحمد الأعرج، عضو

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي «الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

«الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

انتقدت جامعة الدول العربية ما وصفته بـ«التضييق» على الإعلام الفلسطيني. وقالت في إفادة رسمية اليوم (الأربعاء)، احتفالاً بـ«يوم الإعلام العربي»، إن هذه الممارسات من شأنها أن «تشوّه وتحجب الحقائق». تأتي هذه التصريحات في ظل شكوى متكررة من «تقييد» المنشورات الخاصة بالأحداث في فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في فترات الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟

كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟
TT

كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟

كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟

تزامناً مع انتشار الصراعات والأزمات والأحداث السياسية، تزايدت الشكاوى من حذف منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بحجة «تعارضها مع أو انتهاكها لمعايير النشر على تلك المنصات»، الأمر الذي جدّد الجدل حيال مدى تأثر المواقع الإخبارية بقيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي، وكيف يتفادى الناشرون الخوارزميات لعدم حذف تقاريرهم عن النزاعات والحروب.

وحقاً، طوال السنة تصاعدت شكاوى ناشرين وصُناع محتوى من القيود المفروضة على نشر المحتوى السياسي، لا سيما في فترات الأحداث الكبرى خلال «حرب غزة»، من بينها أخيراً قتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار، ولقد شكا صحافيون ومنصات إخبارية من «حذف» منشوراتهم و«تقييد» صفحاتهم بسبب نشرهم محتوى عن مقتل السنوار. خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» أكدوا أن منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما تلك التابعة لشركة «ميتا»، زادت من قيودها على نشر المحتوى السياسي، واقترحوا وسائل عدة للالتفاف حول تلك القيود: أبرزها الالتزام بالمعايير المهنية، وبناء استراتيجيات جديدة للترويج للمحتوى لا تعتمد بشكل كلي على وسائل التواصل الاجتماعي.

الدكتورة مي عبد الغني، أستاذة الإعلام في جامعة بنغازي والباحثة في الإعلام الرقمي، أرجعت استمرار منصات التواصل الاجتماعي في حذف بعض المنشورات والحسابات إلى «تعارض تلك المنشورات مع المصالح السياسية للشركات المالكة للمنصات». وأردفت أن «تحكم المنصات في المحتوى المنشور يزداد في أوقات الحروب والأزمات وفترات التوتر العالمي، على غرار الحرب الدائرة منذ أكثر من سنة في غزة».

وأوضحت مي عبد الغني أنه «على مدار العام الماضي تعرض المحتوى العربي لأشكال عدة من التقييد ومنع وصول المحتوى وإيقاف البث المباشر، وحذف وحظر المنشورات وحتى إيقاف الحسابات... من الطبيعي أن ينعكس ذلك على حسابات المواقع الإخبارية العربية، لكونها معنية بنقل ما يحدث في المنطقة من زاوية قد تتعارض مع مصالح وتوجهات الجهات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي».

لمواجهة هذه القيود اقترحت الباحثة والأكاديمية «استخدام أساليب عدة من بينها تقطيع الكلمات، أو استخدام أحرف لاتينية في الكتابة أو صور، مع محاولة اختيار الألفاظ بشكل دقيق للتحايل على خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي».

في المقابل، يرى الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، خالد البرماوي، أن «كُل طُرق التحايل لتفادي قيود منصات التواصل على نشر المحتوى، ليست إلا حلولاً مؤقتة... وهذه الطرق عادةً ما تُكتَشف بعد فترة، ما يجعلها عديمة الفاعلية في منع الحذف».

وأضاف البرماوي: «على المواقع الإخبارية أن تبني استراتيجيتها الترويجية بعيداً عن منصات التواصل الاجتماعي بحيث تكون لها وسائلها الخاصة للترويج، مهما تطلب ذلك من وقت ومجهود». ولذا اقترح أن «تلجأ المواقع الإخبارية إلى تنويع حساباتها على المنصات، بعمل حسابات مختلفة للأخبار والمنوعات والرياضة، إضافة إلى ممارسة الضغط على وسائل التواصل الاجتماعي لتقليل القيود المفروضة على نشر المحتوى الإخباري».

ويوضح محمد فتحي، الصحافي المتخصّص في الإعلام الرقمي، أنه منذ بدء «حرب غزة» أدخلت منصات التواصل الاجتماعي سياسات وقيوداً تؤثر على ظهور المحتوى المتعلق بالحرب، وهو ما «عرّض تلك المنصات لانتقادات عدة واتهامات بالتضليل».

وأكد فتحي أنه «إذا أراد الناشر الاستفادة من المنصات، فيجب عليه مراعاة معاييرها وسياستها... بينما على ناشري المحتوى الموازنة بين المنصات المختلفة، فلكل منصة سياسة خاصة بها، وما يصلح للنشر على (يوتيوب) قد لا يناسب (فيسبوك)». واختتم بالتشديد على «ضرورة مراعاة المعايير المهنية وتدقيق المعلومات عند النشر كوسيلة لتفادي الحذف... فالالتزام بالمهنية غالباً ما يكون الحل الأمثل لمواجهة أي قيود».