أهم أطباق الكاري في المطبخ الراجستاني

أشهرها لال ماس وماشلي جايساماندي

أهم أطباق الكاري في المطبخ الراجستاني
TT

أهم أطباق الكاري في المطبخ الراجستاني

أهم أطباق الكاري في المطبخ الراجستاني

لا تشتهر راجستان بقصورها وحصونها الضخمة والجميلة فحسب، بل لديها أيضا تقاليد قديمة في الطعام والكثير من الأطباق المهمة التي تشكل مطبخها المتميز في شمال غربي الهند. هذا هو التصنيف الذي يستخدمه النقاد عند الحديث عن المطبخ الراجستاني. ورغم أن «أرض الألوان» كما يطلق عليها، صحراوية الطبع فهي تضم واحدا من أهم وأقدم المطابخ الهندية التقليدية. ولدى الولاية الأكبر في البلاد مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأطعمة اللذيذة وأطباق الكاري التي تجذب الكثير من عشاق الطعام الهندي والسياح.
والتنوع هذا يعكس التنوع القبلي وعادات أهل هذه القبائل أيضا، إذ إن أبناء الراجبوت - Rajput (الاسم يعني ابن الملك) وهم طبقة من المحاربين المعروفين ينقسمون إلى قسمين مطبخيا، القسم الأول يتناول اللحوم بكثرة بسبب تقاليد صيد الحيوانات والطيور وغيره والثاني ما هو أقرب إلى الطبخ الملكي الذي لا يستخدم إلا الأطباق النباتية، وهذا التنوع ينطبق على أبناء المارواري الذين يشكلون أغلبية السكان في الولاية ويعرفون بوسائل تحضير الطبخ المتقدمة والغنية. كما بقي الـ«فيشنافاس - Vaishnavas، أتباع كريشنا نباتيين في أطعمتهم، كما هو الحال مع طائفة البيشنوي - Bishnois الهندية التي تهتم برعاية وحماية الحيوان والنبات لأسباب دينية بحتة.
أما الجينيون (المنتصرون) الذين يتبعون الديانة الجينية القديمة الذين لا يأكلون بعد غروب الشمس، فهم نباتيون بالدرجة الأولى رغم أنهم يمتنعون عن تناول البصل والثوم اللذين هما من عماد المطبخ الراجستاني.
ولهذا يمكن القول إن طبيعة المطبخ الراجستاني بالأغلبية نباتية (70 في المائة) مع بعض الاستثناءات والتنوعات، والتأثير الأكبر هو للرجبوت وخصوصا من ناحية أطباق اللحوم والمآكل الشهية. كما أن المطبخ الراجستاني حار جدا ويستخدم أو يعتمد على السمنة بكثرة. ولأن المناطق الصحراوية شحيحة على صعيد الخضراوات الطازجة فيكثر استخدام الحبوب والبقول وخصوصا العدس والفاصولياء، ولشحة الماء (في الحزام الصحراوي في جايسالمر وبارمر وبيكانر) يستخدم الناس بكثرة اللبن والزبدة والحليب في تحضير الصلصات وعمليات الطبخ. وغياب الماء والخضراوات من أول ما يلاحظه الفرد في عالم المطبخ الراجستاني. كما يستخدم هذا المطبخ الهام الكثير من طحين الحمص والفاكهة المجففة لتحضير الكثير من الوصفات المعروفة.
ويقول جيتيندار كوماوات في هذا الإطار، إن المطبخ الراجستاني قد تأثر كثيرا بما يمكن وصفه بحياة سكان الإقليم أو الولاية الشبيهة بالحرب وبما هو متوفر في هذه البيئة الصعبة أيضا، أي أنه طعام يمكن أن يبقى لعدة أيام دون أن يتلف ويمكن تناوله من دون أن يسخن، أو بكلام آخر طعام الضرورة لا الخيار.
ولا بد من الذكر هنا أن أهل راجستان، يستخدمون الكثير من النباتات المحلية مثل ساريغري وكير، ويصنعون صلصة الـ«تشطني» من البهارات المحلية وخصوصا الكركم، الكزبرة، النعناع والثوم.
ويعتبر دال باتي كورما - Dal Baati Churma واحدا من أشهر أطباق راجستان وأكثرها تقليدية والذي يعود تاريخه إلى مملكة ميوار، وهو على أهمية طبق شول باتشار بالنسبة أهل البنجاب. ولهذا يعتبر الطبق الأول في المناسبات الدينية والأعراس وأعياد الميلاد. الطبق الحلو - الحار، عبارة عن عدة مواد على صينية صغيرة تضم الخبز المكور والكورما وباشاميل العدس الهندي - يتم تحضير الكورما الحلوة نسبيا من عدة قطع من الخبز المكور (طحين من دون خميرة - مع السمنة والحليب والسومالينا وطحين الحمص وحب الشومر والملح وحب النانخة) عبر طحنها بعد قليها وخلطها بالسكر والسمن والمكسرات. أما باشاميل العدس الحار فيتم تحضيره من خمسة أنواع من العدس مع القرنفل والكمون وورق الغار والفلفل والثوم والبصل والغارا ماسالا والبندورة والكزبرة والكركم والسمنة وغيره.

... وهذه 4 أنواع منها
> ماشلي جايساماندي - Macchli jaisamandi (كاري السمك): يشتمل الطبق على الصلصة الخضراء المحضرة من أوراق النعناع والكزبرة والثوم والزنجبيل، وقطع السمك وخليط البيض والطحين والماء والملح. وعادة ما يتم تحضير الصلصة الخضراء أولا وإضافتها إلى قطع السمك وبعد ذلك يتم نقع القطع بخليط الطحين والبيض وقليها نصف قلية ووضعها جانبا. بعد ذلك يتم قلي حبوب الكمون وإضافة قطع السمك والكريم والصلصة الخضراء لعدة دقائق حتى يجهز الطبق.
> لال ماس - Laal Maas (كاري لحم الضأن): يضم الطبق لحم الغنم والبصل والفلفل الحار الكشميري والسمنة واللبن والكمون وورق الغار وحب الهال الأسود والأخضر والغارا ماسالا وعودا من القرفة وعدة مسامير القرنفل والكزبرة المطحونة والكركم المطحون ومعجون الثوم والزنجبيل المهروس والملح. وعادة ما يتم نقع قطع اللحم باللبن والبهارات والثوم والزنجبيل والفلفل الحار وبعد ذلك يتم قلي بعض الهال مع ورق الغار والقرنفل بالسمنة ويضاف إلى ذلك البصل المفروم وبعد أن يذبل البصل يضاف اللحم وبعض الماء وبعض المالح ويتم الطبخ حتى يستوي اللحم (8 دقائق في طنجرة الطبخ).
> بونا كوكدا - Bhuna Kukda (كاري الدجاج): يضم الطبق قطع الدجاج الكبيرة، زيت الخردل، عود قرفة، قرفة مطحونة، حب الخردل والهال وورق الغار والثوم وكوبا من الفلفل الحار ومسحوق الكركم والكزبرة والخل والملح واللبن.
يتم قلي البهارات (حبوب الكمون والخردل والهال والغار) بزيت الخردل، ثم يضاف إليها الثوم والفلفل والكركم والكزبرة وبعد ذلك يطحن الخليط ويضاف إلى الدجاج لنقعه بها لمدة ساعتين وبعد ذلك يتم قلي حب الكمون وإضافة قطع الدجاج والخل والملح وبعض الماء ويترك الخليط ليطبخ حتى يستوي الدجاج.
> بنغاري غوشت - Banjari Gosht (لحم الغنم بالعظم): يتم تحضير الطبق عبر قلي البصل المفروم أولا ثم يضاف إليه الغارا ماسالا ومعجون الثوم والزنجبيل ومسحوق الكركم والكزبرة والفلفل الأحمر الحار، وبعد ذلك يضاف اللحم واللبن وحب الكزبرة ويترك الخليط ليطبخ حتى يستوي اللحم.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.