{فتحاويون} يفندّون ما نشر في إسرائيل عن فرق مسلحة تمهيداً لصراع «ما بعد عباس»

عدّوه محاولة تقليدية خبيثة لإشعال صراع في فلسطين قبل أوانه

{فتحاويون} يفندّون ما نشر في إسرائيل عن فرق مسلحة تمهيداً لصراع «ما بعد عباس»
TT

{فتحاويون} يفندّون ما نشر في إسرائيل عن فرق مسلحة تمهيداً لصراع «ما بعد عباس»

{فتحاويون} يفندّون ما نشر في إسرائيل عن فرق مسلحة تمهيداً لصراع «ما بعد عباس»

نشرت 3 وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الخميس، نبأ مصدره عناصر استخبارية إسرائيلية، يزعم أن عددا غير قليل من قادة حركة «فتح»، يقيم كل منهم تنظيما مسلحا، لكي يفرض نفسه في الصراع على خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد فراغ مقعده الرئاسي. وقد اعتبر الفلسطينيون هذا النشر بمثابة «محاولة خبيثة لإشعال صراع الوراثة قبل أوانه».
وكان لافتا للنظر، نشر النبأ في 3 وسائل إعلام عبرية في آن واحد، بصيغ مختلفة، ولكن بمضمون واحد، ما يدل على أن جهة بعينها تقف وراء النشر، والمواقع هي «واي نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، والقناة التلفزيونية الرسمية «كان»، والقناة العاشرة التجارية. وقد زعم جميعها، بأن عدة قادة متنفذين من حركة «فتح»، بدأوا قبل أشهر طويلة، تكديس السلاح وتشكيل «قوات مسلحة»، استعدادا لـ«معركة خلافة» عباس. وقالت إن هذه العملية بدأت مع نشر الأنباء عن مرض الرئيس الفلسطيني في السنة الماضية، وزادت حدة مع دخوله المستشفى قبل أشهر.
وقال موقع «واي نت»، إن معركة خلافة عباس «لن تكون معارك مجازيّة. ففي الآونة الأخيرة بدأت قيادات من حركة فتح تجنيد جماعاتٍ مسلّحة في الضفة الغربية. وهذه القيادات هي التي ترى نفسها مرشحة محتملة لخلافة عباس، في واحد من المناصب الثلاثة التي يشغلها رئيس السلطة الفلسطينيّة، ورئيس منظمة التحرير، ورئيس حركة فتح».
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أسماء بعض من هذه القيادات، وهم: رئيس اتحاد الكرة الفلسطينية، الرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي، اللواء جبريل الرّجوب، ورئيس جهاز المخابرات العامّة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، ونائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول، ورئيس الاستخبارات الفلسطينية في الضفة الغربية أثناء الانتفاضة الثانية توفيق الطيراوي، وجميعهم أعضاء في اللجنة المركزية لحركة «فتح». وحدد «واي نت» و«كان» الأماكن المحتملة لتخزين السلاح، ومراكز تأثير كل واحد من القيادات داخل الضفّة الغربيّة.
وقال الصحافي أليؤور ليفي «يديعوت أحرونوت»، إنّ «الصراع بين قادة فتح على خلافة الرئيس عباس، سيؤدي إلى قتال عنيف في شوارع الضفة الغربية».
ومع أن الموقعين لم يحددا مصدر معلوماتهما، إن كان إسرائيليا أم فلسطينياً، أو إن كان مدنيا أم عسكرياً، فإن مراسل الشؤون السياسية في القناة العاشرة باراك رافيد قال: إن «الأمر يبدو كأنه إحاطة إعلامية من قبل مسؤولين أمنيين إسرائيليين».
وتوقع الناشرون أن يكون كل من قادة «فتح» المذكورين، يخطط لأن يجمع لنفسه قوة منافسة ذات وزن شعبي وعسكري، تمنع استثناءه من الإرث، وتمنع غيره من الاستئثار بالسلطة. ولكنهم اعتبروا هذا التحشيد فرصة قد تقود إلى صدامات دامية وفوضى في الشوارع «كالتي شهدتها الضفة أثناء الانتفاضة الثانية».
وكشفت وسائل الإعلام العبرية المشار إليها، أن هذا الموضوع يتابع بقلق شديد في أروقة المخابرات الإسرائيلية وبقية أجهزة الأمن، وجرى بحثه بالتفصيل عدة مرات، وخرجوا باستنتاج أن «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها ستخرج من صراع كهذا خاسرة، وأن المستفيد الوحيد منه هو حركة حماس «التي سترفع رأسها في الضفة الغربية، وستستجمع قواها وتستغل فترة الصراع وتمزق حركة فتح وانشغال قادتها في الصراع».
وحسب الصحافي ليفي، فإن الصراع بين قادة فتح على خلافة أبو مازن سوف يؤدي «إلى قتال عنيف في الشوارع في الضفة لقيادة السلطة الفلسطينية، وسيخلق أجواء من الفوضى يمكن أن تتطور إلى انتفاضة تؤدي إلى شن هجمات ضد الإسرائيليين». وأوضح أنّ هذا الأمر من شأنه أن يجبر الجيش الإسرائيلي على التدخل، وهذا أمر آخر يجب ألا يتمناه الإسرائيليون، لأن مثل هذه الفوضى الداخلية ستؤدي حتما إلى وقوع إصابات في صفوفهم أيضا.
ومن التفاصيل التي ذكرت في التقارير الثلاثة، أن جزءا كبيرا من هذه القوات المسلحة تعيش في مخيّمات اللاجئين في الضفة الغربية، وهي مؤلفة من لاجئي «كتائب شهداء الأقصى»، الذراع العسكرية لـ«فتح» أثناء الانتفاضة الثانية. مثلا، الطيرواي يؤثر كثيرا في مخيّم بلاطة للاجئين في نابلس. وما زال يُعتبر فرج الذي ترعرع في مخيّم الدهيشة في بيت لحم، صاحب تأثير بين الجهات التي تنشط في المخيم. ويؤثر الرجوب في مراكز القوى في منطقة الخليل ورام الله. وما زالت هناك علاقات كبيرة بين العالول وبين جهات مختلفة في «التنظيم» (فصيل مسلّح تابع لحركة فتح) رغم مرور سنوات على رئاسته له.
وقد حاولنا معرفة رد القادة الفتحاويين على هذا النشر، فرفضوا تقديم تصريحات بأسمائهم، معتبرين ذلك «مجرد فقاعات إسرائيلية تقليدية، لا تستحق التعليق». وقال أحدهم: «إسرائيل تحاول إلهاءنا بمعارك جانبية تافهة». وقال آخر: «إسرائيل تنشر ما تتمناه، لكي تساعد حليفها الجديد في قطاع غزة، المتواطئ معها، على تمرير (صفقة القرن)، التي نقف في (فتح) ومنظمة التحرير موحدين لرفضها». وقال رابع: «محاولة خبيثة لإشعال صراع الوراثة قبل أوانه».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.