الولايات المتحدة والمكسيك تقتربان من تعديل اتفاق {نافتا»

الولايات المتحدة والمكسيك تقتربان من تعديل اتفاق {نافتا»
TT

الولايات المتحدة والمكسيك تقتربان من تعديل اتفاق {نافتا»

الولايات المتحدة والمكسيك تقتربان من تعديل اتفاق {نافتا»

تقترب المكسيك والولايات المتحدة من وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مبدئي متعلق بتعديل «اتفاقية التبادل الحر لأميركا الشمالية (نافتا)» لتوقع عليه كندا كذلك، وفق ما أعلن كبير مفاوضي المكسيك مساء الأربعاء.
وأعرب وزير الاقتصاد المكسيكي إيلديفونسو غواخاردو عن أمله بأن تُختتم المحادثات الثنائية مع ممثل التجارة الأميركي روبرت لايتهايزر التي دخلت أسبوعها الخامس «خلال الساعات أو الأيام المقبلة».
وقال يسوس سياد، الذي عينه الرئيس المكسيكي المنتخب آندريس مانويل لوبيز أوبرادور لتمثيله في مفاوضات «نافتا»: «قد نتمكن من إنهاء جميع الأمور المرتبطة بـ(نافتا) بين الولايات المتحدة والمكسيك هذا الأسبوع». وأضاف أنه «لا يزال على كندا الانضمام. علينا ألا نستعجل الأمور، لكننا اقتربنا من التوصل إلى تسوية»، مشيرا إلى أن التعاطي جار مع المسائل الصعبة.
وذكر سياد من بين المسائل الصعبة بند «انقضاء مدة الاتفاقية» الذي اقترحته الولايات المتحدة ورفضته كل من كندا والمكسيك، والذي ينص على مراجعة المعاهدة كل 5 سنوات، لكنه أعرب عن تفاؤله بشأن إمكانية إبرام اتفاقية «نافتا» جديدة قبل المهلة النهائية التي تم تحديدها في 29 أغسطس (آب) الحالي.
وكانت وكالة «بلومبيرغ» ذكرت أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعتزم خلال الساعات اللاحقة الإعلان عن تحقيقها انفراجة في محادثات اتفاقية «نافتا» مع المكسيك، مما يمهد الطريق أمام كندا للانضمام مجددا إلى المفاوضات لمراجعة الاتفاقية.
يذكر أن ترمب أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس المكسيكي، وقال للصحافيين إنه يأمل في إقامة علاقة جيدة معه. ووصف ترمب محادثته التي استمرت نصف ساعة مع لوبيز أوبرادور بأنها «رائعة» وتناولت قضايا أمن الحدود والتجارة، بما في ذلك اتفاقية «نافتا» وفكرة التوصل إلى اتفاق منفصل مع المكسيك.
وخلال الأسبوع الماضي، أكد ترمب أنه لا يتعجل إتمام التوصل إلى تعديلات لاتفاقية «نافتا»، بعد أن قال الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر إنه متفائل بإحراز تقدم في الأيام القليلة المقبلة. وأوضح الرئيس الأميركي أنه يريد التوصل إلى «الصفقة المناسبة»، مشيراً إلى أنه «إذا لم تحقق أميركا طلباتها، فينبغي عدم إتمام الصفقة».
وتعمل واشنطن ومكسيكو لتوقيع اتفاق جديد قبل تسليم الرئيس المكسيكي إنريكه بينا نيتو السلطة رسميا إلى لوبيز أوبرادور في 1 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وليتم ذلك، يجب إبلاغ الكونغرس الأميركي بالاتفاقية الجديدة قبل 90 يوما من تاريخ التوقيع على النسخة النهائية.
ورأت وزيرة خارجية كندا ورئيسة فريقها المفاوض كريستيا فريلاند أن التقدم الذي تم تحقيقه حتى الآن يعد مشجعاً. وتتفاوض الدول الثلاث منذ عام لإنقاذ «اتفاقية التبادل الحر» التي دخلت حيز التنفيذ منذ 25 عاما، وعدّها الرئيس الأميركي دونالد ترمب كارثية بالنسبة لبلاده.



اقتصاد منطقة اليورو ينهي عام 2024 على تراجع وسط مخاوف بشأن التجارة

شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

اقتصاد منطقة اليورو ينهي عام 2024 على تراجع وسط مخاوف بشأن التجارة

شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)

أظهر كثير من المؤشرات الرئيسية، يوم الأربعاء، أن اقتصاد منطقة اليورو، الذي ظل يتجنب الركود لأكثر من عام، أنهى عام 2024 على نحو ضعيف، مما يشير إلى أن التعافي المأمول منذ فترة طويلة لا يزال بعيد المنال.

وانخفض مؤشر المعنويات الرئيسي للمفوضية الأوروبية أكثر من المتوقع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وانخفضت الطلبيات الصناعية الألمانية وتراجعت مبيعات التجزئة الألمانية بشكل غير متوقع. كل ذلك يضيف إلى المؤشرات القاتمة بالفعل في كتلة العملة التي تضم 20 دولة. وتشير الأرقام إلى أن منطقة اليورو، التي تواجه تهديداً جديداً بفرض رسوم جمركية جديدة على صادراتها من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، المقبلة، بالكاد نمت في الربع الأخير من العام الماضي، وربما كان النمو الألماني سلبياً مرة أخرى.

جاء ذلك امتداداً لسلسلة كئيبة منذ ارتفاع أسعار الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أضر بالصناعة. وقال ليو بارينكو من «أكسفورد إيكونوميكس»: «يشكل مؤشر المعنويات الاقتصادية الكئيب اليوم خطراً واضحاً على توقعاتنا بنمو معتدل للناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من العام. لا توجد نقطة مضيئة لاقتصاد منطقة اليورو».

وانخفضت القراءة الرئيسية للمعنويات الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي إلى 93.7 خلال ديسمبر الماضي من 95.6 في نوفمبر (تشرين الثاني) الذي سبقه، وهو ما يقل كثيراً عن التوقعات بقراءة ثابتة. وتراجع مؤشر المناخ الصناعي، وانخفضت معنويات المستهلكين، بينما ارتفعت توقعات الأسعار. وجاءت هذه الأرقام بعد ساعات فقط من بيانات منفصلة أظهرت أن الطلبيات الصناعية في ألمانيا؛ أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، انخفضت بنسبة 5.4 في المائة عن الشهر السابق، وهو ما جاء أقل من التوقعات التي أشارت إلى عدم حدوث أي تغيير. وفي الوقت نفسه، انخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 0.6 في المائة بالقيمة الحقيقية عن الشهر السابق، مقابل توقعات بنمو بنسبة 0.5 في المائة. ويعاني القطاع الصناعي الألماني الضخم من الركود منذ أكثر من عام بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من آسيا، والمنافسة الرخيصة من الأسواق الأخرى، التي أثرت جميعها على القطاع. وقال كارستن برزيسكي، الخبير الاقتصادي لدى «آي إن جي»: «لا يوجد حتى الآن في الأفق أي انعكاس للاتجاه بالنسبة إلى الصناعة الألمانية. إنها في أدنى مستوياتها في أحسن الأحوال... تشير مبيعات التجزئة المخيبة للآمال إلى أن انتعاش الاستهلاك الخاص في الربع الثالث من غير المرجح أن يستمر في الربع الرابع».

ولطالما عوّل الاقتصاديون على الاستهلاك الخاص لدفع الانتعاش، حيث تتمتع الأسر الآن بنمو كبير في الدخل الحقيقي وسط تضاؤل التضخم. ولكن تشير دراسة صادرة عن «البنك المركزي الأوروبي» إلى أن الأسر ستستمر في ادخار جزء كبير غير عادي من دخلها لإعادة بناء الثروة التي فقدتها بسبب التضخم المرتفع، مما قد يربك آمال زيادة الإنفاق. ويرى الاقتصاديون أن هذا الاتجاه قد يتفاقم بسبب أي ضعف إضافي في سوق العمل، التي بدأت تعاني من ضعف النمو وتقلص هوامش أرباح الشركات وضعف الطلب على سلع وخدمات الشركات.