«مارينا رينالدي» والمصمم فاوستو بوغليسي والعارضة آشلي غراهام يتكاتفون من أجل {المرأة الممتلئة}

عندما أعلنت دار «مارينا رينالدي» أنها ستتعاون مع مصمم المشاهير فاوستو بوغليسي على تشكيلة خاصة تكون سفيرتها العارضة آشلي غراهم، ترّقبها الكل باهتمام شديد. فالموضة لم تتعود بعد على تصاميم خاصة بالمرأة الممتلئة. وإلى الآن لا يزال هذا العالم يرى أن المقاسات الكبيرة تؤثر على جمال التصميم ولا تبرز جمالياته الدقيقة جدا، سواء تعلق الأمر بالبلسيهات أو بانسداله على الجسم بانسيابية. لكن في باريس وخلال أسبوع الـ«هوت كوتير» الأخير، تغيرت هذه الفكرة إلى حد كبير. فكانت الأنظار مشدودة تترقب؛ ماذا يمكن أن يُبدعه هذا المصمم الذي يتميز بأسلوبه المثير لامرأة ليست بمقاس العارضات النحيفات؟! ولم يخيب الأمل فيه. فقد قدم تشكيلة لا تتعدى 20 قطعة، لم يقم فيها بمجرد تكبير التصميم بل رسمه بدقة، لتأتي كل قطعة محسوبة، تأخذ انحناءات الجسد وتضاريسه البارزة بعين الاعتبار.
المصمم الإيطالي، الذي يعيش أغلب أوقاته في كاليفورنيا، اعتبر أن الاستغراب الذي رافق الخبر ليس في محله، لأن «المرأة تأتي بعدة ألوان وأحجام وهذا لا يؤثر على جمالها». وأضاف أن كونها نحيفة أو بدينة لا يهم لأن جمالها ينبع من شخصيتها وثقتها بنفسها.
وهذا ما انعكس تماما على تشكيلته التي تلونت كل قطعة فيها بألوان متوهجة ونقشات هندسية جريئة لم تقتصر على الأزياء فحسب بل شملت الأحذية وحقائب اليد أيضا. لكن ما لم يغب عن الانتباه أيضا أن الأسلوب الأنثوي الإيطالي الذي يطبع تصاميم «مارينا رينالدي» عادة، نجح في التخفيف من الجرعة القوية من الجرأة التي ضخها بوغليسي فيها، الأمر الذي خلق توازنا مريحا للجسم والعين معا.
وهذا ما أكدته العارضة آشلي غراهام بقولها إنه «عندما اتصلوا بي لأكون سفيرة تشكيلة «مارينا رينالدي» الجديدة وقالوا لي إن فاوستو هو الذي سيصممها لم أصدق، وقبلت من دون أي تردد، لأننا لا نرى هذا يحصل في عالم الموضة كثيرا. السبب أن هناك مصممين يراعون المرأة الممتلئة ويقدمون لها أزياء قد تصل إلى مقاس 20 أو أكثر، لكنها لا تكون طبيعية، لأنها مجرد تكبير لمقاس 0 أو 2 وهو ما يجعلها تبدو غريبة. لكن أن تكون هذه التشكيلة بأكملها موجهة للمرأة الممتلئة، فهذا أكثر من رائع ولم أره في السابق».
تجدر الإشارة إلى أن تعاون «مارينا رينالدي» مع كل من بوغليسي واختيارها العارضة آشلي غرين كسفيرة لهذه التشكيلة لم يأت من فراغ. فـ«مارينا رينالدي» من بين القلائل جدا ممن يسبحون ضد التيار منذ سنوات. كانت دائما تراعي أن المرأة تأتي بمقاسات متعددة، ويمكن القول إنها تحدت التوجهات السائدة قبل الثورة النسوية الأخيرة، وقبل الانتفاضة التي شهدها عالم الموضة وأدت إلى تقبله كل الأجناس والأعراق. فقبل كريستيانو سيريانو ومايكل كورس وغيرهما كانت «مارينا رينالدي» هناك وحدها تسبح ضد التيار.