حدائق موسكو تقدم خدمات طبية ضمن «الصيف الصحي» لعام 2018

تتنوع النشاطات التي تشهدها الحدائق الكثيرة في العاصمة الروسية موسكو، والتي تمتد في مختلف أرجائها على مساحات واسعة. وجرت العادة أن يتجه الناس إلى الحدائق للتنزه والحصول على بعض المتعة. إلا أن سلطات العاصمة الروسية قررت صيف هذا العام العمل بمقولة شعبية يكررها الروس دوما «الجمع بين المتعة والفائدة»، وأطلقت مؤخراً «ماراثون صيف موسكو الصحي - 2018»، تقوم فكرته الأساسية على تقديم مختلف أنواع الخدمات والمشورة الطبية للمواطنين مجانا، أثناء تنزههم في 11 حديقة، من أكبر وأشهر الحدائق في موسكو. ويستمر الماراثون الذي انطلق منذ منتصف يوليو (تموز) الماضي، حتى 9 سبتمبر (أيلول) المقبل. وطيلة تلك الفترة يمكن لأي مواطن أن يحصل على المشورة الطبية، أو معاينة المختصين لحالته الصحية، وكذلك على معلومات طبية إن قرر البقاء للاستماع إلى أي من التي يلقيها أطباء تحت الهواء الطلق، بين أحضان الطبيعة، في الحدائق طيلة أيام الماراثون.
ويقول القائمون على هذه الفعالية إن «أسلوب الحياة الصحي لا يقتصر على ممارسة الرياضة، واعتماد نظام غذائي سليم. أسلوب الحياة الصحي هو بالدرجة الأولى الاستجمام النشط مع الأسرة، مع الأولاد، والأصدقاء، وكذلك الوقاية الصحية». ضمن هذه النظرة يشكل «ماراثون صيف موسكو الصحي» فعالية تجمع ما بين الرعاية الصحية، والثقافة والرياضة، واستجمام العائلات، في حدائق موسكو، التي يشكل التنزه عبر ممراتها الطويلة المغطاة بأجمل الأشجار والمحاطة بأنواع رائعة الجمال من الزهور، نوع من الرياضة، هي «المشي». أما الثقافة فمن المعروف أن بعض حدائق موسكو، هي عبارة عن مساحات خضراء تحيط ببعض المعالم الأثرية من تاريخ الدولة الروسية، مثل حديقة «تساريتسينو»، وهي محمية طبيعية ومتحف تاريخي يحظى برعاية خاصة، ذلك أن الحديقة في الواقع عبارة عن مجمع قصور وحدائق، شيدته الإمبراطورة الروسية يكاتيرينا الثانية عام 1776، على مساحة 100 هكتار. والحديقة عمليا هي المحمية الطبيعية والتاريخية الوحيدة داخل حدود العاصمة موسكو. لذلك يقبل عليها يوميا آلاف الزوار، الذين وفر لهم «ماراثون صيف موسكو الصحي» فرصة لإجراء فحوص طبية، ومختلف أنواع التحاليل، والتصوير الشعاعي وغيرها من خدمات في إطار تشخيص الأمراض. وكل هذا مجانا لأي شخص يزور هذه الحديقة، أو غيرها من حدائق موسكو الشهيرة.
ويتم تقديم الخدمات الطبية طيلة أيام الماراثون في خيام طبية خاصة، أقامها المنظمون، وتتوزع مهامها ما بين خيام بمثابة عيادات استشارية، وأخرى تخصصية، بعضها لأمراض محددة، والبعض الآخر لفئات عمرية بحاجة إلى اهتمام خاص، مثل الأطفال وكبار السن. وفي المساحات الخضراء حول تلك الخيام، بوسع كل من يرغب في ساعات الصباح أو المساء أن ينضم إلى مجموعة التمارين الرياضية، ضمن برنامج الماراثون، ليحصل على بعض النشاط والفائدة للجسم. وفي مساحات خضراء أخرى تم تنظيم ما يشبه قاعة مدرسية لكن في الهواء الطلق، وهناك يلقي خيرة أطباء العاصمة الروسية محاضرات حول الأمراض، وآليات الوقاية الصحية، وغيرها من معلومات عامة تزيد من الوعي الصحي لدى المستمعين. ومع أن تقديم الخدمات الطبية ضمن فعالية تجمع بين الترفيه والمنفعة، هي عمل تشهده حدائق موسكو لأول مرة، إلا أنها سبق وأن شهدت فعاليات ترفيهية جميلة أخرى، مثل ورشات تعليم أنواع الرقص أو ورشات الفنون الجميلة، لكل الراغبين. هذا فضلاً عن مهرجانات واحتفالات فنية متنوعة تستضيفها تلك الحدائق، التي تحولت بفضل كل تلك الفعاليات إلى فضاء ترفيهي - ثقافي - صحي بات يشكل جزءاً هاماً من حياة الموسكوفيين وزوار العاصمة.