قبل نحو 11 عاما بدأ الطفل محمد حسن، رحلته مع تصنيع شماسي البحر في ورشة عمه في منطقة تحت الربع بالقاهرة، ورغم حداثة عمره وقتها إلا أنه لا يزال يتذكر المشاهد التي تربى عليها، والتي تختلف تماما عن الوضع الراهن عندما بات عمره 17 سنة الآن.
يقول حسن، وهو يشير إلى سماعة ضخمة في المحل: «لم نكن نستطيع أن نتحدث مثلما أفعل أنا وأنت الآن، بسبب صوت عبد الحليم الحافظ القادم من هذه السماعة، وهو يغني أغنيته الشهيرة (دقوا الشماسي)، بينما يمارس الحرفيون عملهم في تصنيع الشماسي بكل نشاط وحيوية، والزبائن تملأ الورشة، ولكن الوضع هادئ جدا كما ترى».
بوادر هذا الوضع الذي وصفه حسن بـ«الممل» كانت قبل 8 سنوات عندما بدأت الشماسي الصينية تزحف إلى السوق بأسعارها المنخفضة، ثم جاءت الضربة القاضية بعد ارتفاع أسعار الوقود، الأمر الذي انعكس بشكل كبير على أسعار الخامات، لترتفع أسعار الشماسي التقليدية بشكل كبير أفقدها أي قدرة على منافسة الصيني.
ويضيف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «قبل دخول الشماسي الصينية إلى السوق، كانت الورشة تستقبل عددا كبيرا من الزبائن، لا سيما في موسم الصيف، وانخفض العدد لنستقبل قبل قرار ارتفاع أسعار الوقود 9 زبائن في المتوسط يوميا، ولكن بعد الزيادة أصبحنا نستقبل زبونين على الأكثر، وتمر أيام لا نستقبل فيها أي زبون».
في السياق نفسه، انعكست الزيادة في أسعار الوقود على تشغيل الماكينات التي تستخدم في تجهيز الخامات، كما انعكست على تكلفة نقلها إلى ورش تجهيزها وإلى ورش تصنيع الشماسي، ولكن هذه الزيادات كما يصفها محمد عبد المجيد، صاحب إحدى الورش، تستغل بشكل سيئ لمضاعفة ثمن الخامات.
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا ننكر تأثير أسعار الوقود على سعر الخامة، ولكن ليس بالشكل الذي يمارسه التجار، والذي يهدد حرفتنا».
ورغم مزاحمة المنتج الصيني، للشماسي التقليدية المصرية، فإن عبد المجيد يقلل من خطورته على مستقبل الحرفة، ويرى أن امتلاكهم لأدوات المنافسة، سيجعل الزبون يدرك الفارق مع الوقت، ولكن ما يقلق عبد المجيد هو استمرار جشع تجار الخامات.
ويضيف: «اضطررنا إلى رفع سعر الشمسية الصغيرة من 150 إلى 250 جنيها مصريا (الدولار الأميركي يعادل 17:8 جنيه مصري)، بسبب ارتفاع أسعار الخامات، فمن سيقبل على شراء شمسية بهذا المبلغ، بينما يمكنه الحصول على أخرى صينية بـ120 جنيها».
ويملك الحرفيون مزايا يمكنهم بها منافسة المنتج الصيني، يتمثل في ابتكار أفكار جديدة تطيل عمر الشمسية، مثل وضع فتحات تهوية في قماشها بما يمكنها من استيعاب تيارات الهواء الشديدة على شاطئ البحر، والتي قد تؤثر على عمر الشمسية، وتقديم خدمة الصيانة للشماسي التي تحدث بها مشكلات بسبب الاستخدام، وهو ما لا يوجد في المنتج الصيني، الذي تنتهي صلاحية استخدامه بحدوث أي مشكله، ولكن مع حدوث المزيد من الارتفاع في أسعار الخامات قد تصبح أي حلول غير ذات جدوى، كما يخشى عبد المجيد.
7:49 دقيقة
الغزو الصيني يهدد صناعة شماسي البحر في مصر
https://aawsat.com/home/article/1366346/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1
الغزو الصيني يهدد صناعة شماسي البحر في مصر
البعض قلل من خطورته على مستقبل الحرفة
- القاهرة: حازم بدر
- القاهرة: حازم بدر
الغزو الصيني يهدد صناعة شماسي البحر في مصر
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة