الصحافي إدوارد كلاين يكشف عن حالة العداء والضغينة بين عائلتي أوباما وكلينتون

في كتاب جديد يتصدر المبيعات

حديث بين الرئيسين باراك أوباما وكلينتون
حديث بين الرئيسين باراك أوباما وكلينتون
TT

الصحافي إدوارد كلاين يكشف عن حالة العداء والضغينة بين عائلتي أوباما وكلينتون

حديث بين الرئيسين باراك أوباما وكلينتون
حديث بين الرئيسين باراك أوباما وكلينتون

في كتابه الأخير «الهاوي» شن الصحافي الشهير إدوارد كلاين، المحرر السابق لمجلة «نيوزويك»، هجوما شرسا على شخص الرئيس باراك أوباما وعلى طريقة إدارته. وصفه بالرئيس الذي يستمتع بـ«برستيج» المنصب والأضواء التي يجلبها، أكثر من العمل الرئاسي نفسه القائم على الإنجاز.
الرئيس، بحسب كلاين، شخص متعال ومنطو على ذاته ويحيط نفسه بمجموعة ضيقة من الأصدقاء. أما لفظة «الهاوي» فلم يطلقها عليه الصحافي نفسه، بل الرئيس بيل كلينتون، حيث أطلق هذه الصفة على أوباما بعدما تراجع الرئيس عن دعمه لهيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة لعام 2016.
لكن كلاين وجه منصة صواريخه صوب موضوع آخر. فقد أطلق كلاين مؤخرا كتابا جديدا بعنوان «The Blood Fued» يكشف فيه عن حالة الضغينة والعداء العميقة بين أشهر العائلات السياسية في الولايات المتحدة هذه الأيام، وهما عائلتا كلينتون وأوباما. ففي هذا الكتاب الذي أصبح الأكثر مبيعا في قائمة صحيفة «نيويورك تايمز» بلغت مبيعاته لحد الآن 177 ألف نسخة، يكشف عن أن الكراهية حالة متبادلة تشمل جميع الأطراف؛ الزوجين والزوجتين.
فبحسب الكاتب، فقد نُسب لكلينتون قوله عن أوباما إنه «يكره هذا الرجل أوباما أكثر من أي شخص التقاه، وأكثر من أي شخص عاش». وتحدث الكاتب عن ألعاب الغولف التي يضطر كلينتون أن يقضيها مع الرئيس الحالي، وعن اللحظات الحرجة التي يقضيانها في النظر إلى بعضهما، لعدم وجود ما يمكن أن يتحدثا عنه.
وأشار في إحدى المرات لمجموعة من الأصدقاء إلى أنه لا يحب الطريقة المتعالية التي يتحدث بها أوباما معه.
وفي موضع آخر من الكتاب ينقل الصحافي قوله عن الرئيس كلينتون أنه سمع من الرئيس السابق جورج بوش طلبات النصيحة أكثر مما سمع من الرئيس الحالي، ويضيف: «ليس لدي أي علاقة بهذا الرئيس بأي شكل من الأشكال!».
ومن الواضح أن أوباما يريد التملص من وعده بدعم هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ ففي لقاءات كثيرة بين الرجلين يتجنب الرئيس أوباما فتح الموضوع، ولكنه في إحدى المرات قال إن زوجته ميشال تصلح لأن تكون أيضا رئيسة للولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي أثار غضب كلينتون، الذي قال: «هل يعتقد حقا أن مؤهلات زوجته تعادل مؤهلات هيلاري؟!».
المقت أيضا مستعر بين زوجة الرئيس ميشال أوباما ووزيرة الخارجية السابقة، لدرجة أنها طلبت من زوجها أن تسافر في إحدى المرات بطائرة وحدها، كي لا تضطر للسفر مع هيلاري على طائرة واحدة. ويذكر الكاتب جلسات النميمة والثرثرة التي كانت تقضيها ميشال مع المقربين منها، ونصيب كبير من أحاديث السخرية هذه موجهة لهيلاري.
وكشف كلاين أن العلاقة التي تربط المذيعة الشهيرة أوبرا وينفري مع عائلة أوباما ليست متينة وحميمة، كما تبدو في العلن. حيث وصفت أوبرا السيدة الأولى بالمتطلبة دائما، وقالت إن قضاء بعض الوقت معهم يعد أمرا مرهقا. وفي تعليق أكثر حدة، وصفت أوبرا السيدة الأولى وفاليري جاريت، مستشارة الرئيس، بأنهما «يضايقانك دائما بطلب شيء ما. قضيت قدرا كبيرا من حياتي في تجنب أناس أقوياء وغير أقوياء يريدون أشياء مني. لكن هاتين المرأتين هما عبارة عن أجندات تمشي. قائمة طلباتهم لا تنتهي!».
وبحسب كلاين، فإن أوبرا تشعر بالحميمة أكثر مع عائلة كلينتون التي تشعر معهم بالراحة أكثر من عائلة الرئيس أوباما، التي تقوم دائما بإبعادها و«القيام بتصرفات قد لا تعنيها تجعلني أشعر بالغضب».
كتاب كلاين الذي تجاوزت مبيعاته كتاب هيلاري كلينتون الأخير «خيارات صعبة» كشف عن حالة من العداء العميق كان كثير من المراقبين يعتقد أنها لا تعدو أن تكون تنافرا كيميائيا بين العائلتين المختلفتين. ولكن كلاين الذي يواجه انتقادات تقول إنه يعتمد على مصادر مجهولة وغير موثقة وقائمة بشكل كامل على الثرثرة، صرح بأنه يستخدم الأسلوب الصحافي الذي يستخدمه الصحافي الشهير بوب وود وورد في الكشف عن قصصه من داخل الغرف السرية المغلقة.
ولكن بحسب أحد المعلقين، فإن قارئ كتب كلاين بحاجة دائم إلى التأكد من صحة ما يقوله، خصوصا أن المصادر غائبة تماما، مما يجعل مصداقية ما يقوله ضعيفة جدا. كلاين الذي يحتفل بنجاح كتابه الفضائحي هذا، قال لصحيفة «نيويورك تايمز»، ردا على هذه التهم: «لا أختلق هذه الأشياء من العدم».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».