القطايف والكنافة تتصدر قائمة الحلويات الرمضانية في الأردن

التمر هندي المشروب المفضل خلال شهر الصيام

القطايف والكنافة تتصدر قائمة الحلويات الرمضانية في الأردن
TT

القطايف والكنافة تتصدر قائمة الحلويات الرمضانية في الأردن

القطايف والكنافة تتصدر قائمة الحلويات الرمضانية في الأردن

تتربع القطايف والكنافة والجلاش والتمرية في صدارة قائمة الحلويات العربية لدى الأردنيين خلال شهر رمضان المبارك التي يزداد الطلب عليها لتأخذ مكانا لها في السهرات الرمضانية، حسب ما أفاد به أصحاب محال حلويات.
وتعد الحلويات في السهرات الرمضانية ضرورية عند الأردنيين، خصوصا القطايف التي تشتهر في هذا الشهر فقط دون غيره، مما يدفع الراغبين في شراء القطايف للوقوف أوقات طويلة بطوابير أمام تلك المحال للحصول عليها، لا سيما أن الكثير من الأسر تعدها جزءا من تقاليد الضيافة.
يقول أحمد عطا الله، صاحب أحد محال الحلويات، إن الطلب من زبائنه يزداد على عدد من أصناف الحلويات أكثر من غيرها خلال شهر رمضان الفضيل، وخصوصا الكنافة والبقلاوة والوربات والقطايف المصنعة، خاصة أن أسعار هذه الحلويات بمختلف أصنافها مستقرة تقريبا رغم ارتفاع الكلف التشغيلية عن العام الماضي.
من جانبه، يقول المستهلك عبد الله مدادحة إن تناول الحلويات بمختلف أنواعها بعد الإفطار أصبح من الطقوس الرمضانية التي تتميز بها السهرات، ويضيف أنه لمس ارتفاعا في أسعار الحلويات هذا العام، غير أن ذلك لم يثنه عن شرائها.
بدوره، قال نقيب أصحاب المطاعم والحلويات، رائد حمادة، إن الإقبال على الحلويات، وخاصة الرمضانية، شهد زيادة كبيرة هذا العام مقارنة مع العام الماضي خصوصا القطايف، وذلك نظرا لوجود أعداد كبيرة من المغتربين واللاجئين السوريين والسياح في الأردن، مؤكدا أن الأردنيين يستهلكون ما يقارب 12 مليون دولار حلويات بمختلف أنواعها.
وأكد حمادة أن أسعار تلك المواد حافظت على معدلاتها الطبيعية التي كانت عليها العام الماضي رغم ارتفاع الكلف التشغيلية لتلك المنتجات، غير أن المنافسة الكبيرة التي تشهدها المحال فيما بينها لجذب الزبائن إليها دفعت إلى استقرار الأسعار، مشيرا إلى أن عدد محال الحلويات في المملكة يصل أكثر من ألف محل تقريبا.
يقول خالد عرفات، صاحب أحد محال الحلويات، إن محلات الحلويات تزدهر في شهر رمضان المبارك، وتشهد إقبالا كبيرا على شراء القطايف والعوامة والكنافة وأصناف أخرى، مشيرا إلى أن الإقبال على شراء الحلويات يرتبط بالتقاليد الرمضانية، كما أن الجسم يحتاج إلى السكر تعويضا للنقص الذي يتعرض له الصائم خلال النهار.
وبما أن الشهر الفضيل جاء في منتصف الصيف، فإن الإقبال ليس فقط على الحلويات، وإنما هناك إقبال ملحوظ على المرطبات والمشروبات الرمضانية المثلجة.
ويزدحم الصائمون مساء كل يوم رمضاني أمام محلات بيع القطايف والمشروبات الرمضانية الشهيرة كالعرقسوس والتمر هندي والتوت والليمونادة والحلويات، فهم يعدونها تسد حاجة الجسم من المصادر السكرية وسهلة الهضم والامتصاص، التي من شأنها منحهم الطاقة وإعادة الحيوية إليهم، إذ أضحى تناولها والإقبال على شرائها خلال الشهر الفضيل أمرا تقليديا وعادة شعبية متوارثة ومحببة، ويأتي في مقدمة المشروبات التي يقبل عليها الناس في رمضان المبارك التمر هندي وقمر الدين وعرق السوس والخروب. فشراب التمر هندي يطفئ ظمأ الصائمين، حيث إنه يتربع ملكا على عرش موائد الإفطار، فلا تخلو مائدة إفطار رمضانية من هذا الشراب، الذي يشكل إلى جانب شراب «السوس» العنصر «رقم واحد» في المائدة الرمضانية، وخصوصا بحلول الشهر الفضيل في فصل الصيف، ونظرا للحر والعطش تكون المشروبات الباردة العنصر الأهم على المائدة الرمضانية.
فأكثر ربات البيوت يفضلن صنع التمر الهندي في بيوتهن لأسباب صحية واقتصادية ونوعية. ‏ اختصاصيون يؤكدون أن التمر هندي مشروب غني بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم، التي تعمل على تعويض العناصر والأملاح المعدنية التي فقدها خلال نهار طويل من الصيام، ويوصون بتناول عصيره في أوقات الحر وبعد نهار طويل من الصيام.
ويحتوى التمر الهندي على ما بين 16 – 18 في المائة من الأحماض العضوية، منها الستريك، والطرطريك، والماليك، وسترات البوتاسيوم، وأملاح معدنية مثل الفوسفور، والمغنسيوم، والحديد، والمنجنيز، والكالسيوم، والصوديوم، كما يحتوي على فيتامين (B3) وزيوت طيارة أهم مركباتها الليمونين، وكذلك بكتين ودهون، هذا بالإضافة إلى احتوائه على نسبة عالية من السكريات تتراوح ما بين 25 – 40 في المائة.
أما مشروب العرقسوس الذي يعد من أهم المشروبات الرمضانية، لا سيما في فصل الصيف الحار، فأصبح الكثير من الصائمين يحضرونه في منازلهم لقلة تكلفته وفوائده وأهميته للصائم، إضافة إلى قلة المحلات التي تقوم ببيعه.
ويساعد العرقسوس على شفاء قرحة المعدة، إضافة إلى أنه يحتوي معادن مختلفة، ويساعد على ترميم الكبد ويدر البول، ويشفي المرضى من السعال المزمن باستعماله ساخنا، ويجلب الشهية ويسهل عملية الهضم، وهو شراب مرضى السكري المفضل لخلوه من السكر، كذلك يساعد في شفاء مرض الروماتيزم ويحتوي على الكثير من أملاح البوتاسيوم والكالسيوم، ويقوي جهاز المناعة.
فمادة قمر الدين المصنعة من المشمش الذي يعد منقوعه مشروبا مفضلا لدى الصائم ومن ميزات شهر الصيام، لأنه ملين لطيف ومبرد منعش ويفيد لحالات الإمساك والاضطرابات المعوية وله فوائد كبيرة - أصبح يباع على شكل نكهات وملونات يمزج مع السكر ومادة ملح الليمون، الذي يؤثر في صحة الصائم ليصنع منه شرابا بديلا عن ذاك المتعارف عليه.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».