قرصات البعوض... معاناة عالمية

دراسات حديثة حول مراحل القرص وتأثيراته وأنواع الناموسيات

قرصات البعوض... معاناة عالمية
TT

قرصات البعوض... معاناة عالمية

قرصات البعوض... معاناة عالمية

لا يزال البعوض الحيوان الأشد شراسة على وجه الأرض، ولذا لا تتوقف ماكينات البحث العلمي والطبي عن إجراء وإصدار العديد من الدراسات والبحوث الطبية والعلمية حول البعوض، والأمراض التي يتسبب بنقلها، وكيفية التعامل معها ومع البعوض الذي ينقلها.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، قدمت مجموعة باحثين بريطانيين وسويسريين نتائج استخدام نوعية مطورة من الناموسيات لطرد البعوض والوقاية من قرصاته، كما قدم باحثون من ولاية أوهايو الأميركية دراسة متعمقة في فهم آليات حصول عملية قرص البعوض بما يجعلها غير مؤلمة للشخص، وقبل ذلك أصدر باحثون من كلية «بايلور للطب» في هيوستن نتائج دراستهم تأثيرات لعاب البعوض على جهاز مناعة الجسم.
- حشرة فتاكة
رغم ضعف قدرات هذه الحشرة الصغيرة في الحجم، إلاّ أنها الأعلى فتكاً بالإنسان، والأعلى تسبباً بالضرر عليه، إما بإزعاج القرصات الجلدية أو بالأمراض أو بالوفيات. وإضافة إلى معاناة ملايين الناس بشكل يومي من قرصات البعوض والحكة والألم والإزعاج الجلدي، ينقل البعوض عدداً من الأمراض الشديدة التسبب في المرض، ولعل أسوأها الملاريا، التي يُصاب بها سنوياً نحو 250 مليون إنسان، وتُؤدي الإصابات بها إلى وفاة أكثر من 600 ألف إنسان سنوياً على مستوى العالم. وبالإضافة إلى الملاريا ثمة أمراض أخرى تتسبب بها قرصات البعوض، مثل حمى الضنك والحمى الصفراء ومرض «زيكا» وغيرها من الأمراض. وكان بيل غيتس، قد كتب في مدونته عام 2014 تحت عنوان «أشد الحيوانات فتكاً في العالم»، وقال: «حينما نأتي إلى ذكر الحيوانات الأعلى تسبباً في وفاة الإنسان، فإن لا شيء يُضاهي ولا يُداني البعوض». وأوضح أن عدد من يموتون سنوياً بسبب الفيلة هم نحو مائة شخص، وبسبب التماسيح ألف شخص، وبسبب الحلزون الناقل للبلهارسيا نحو عشرة آلاف شخص، وبسبب الكلاب خمسة وعشرين ألف شخص، وبسبب الأفاعي خمسين ألف شخص، وبسبب البعوض 750 ألف شخص في كل عام. وللتقريب، يقتل البعوض سنوياً 50 ألف ضعف عدد الوفيات الناجمة عن أنواع أسماك القرش المتوحشة.
- ناموسيات مطورة
وفقاً لنتائج دراسة حديثة تم نشرها ضمن عدد 10 أغسطس (آب) من مجلة «لانست» الطبية (The Lancet)، فإن نوعاً مطوراً من الناموسية «Bed Nets» بإمكانه منع حصول ملايين الإصابات بحالات الملاريا. وبالتعاون فيما بين الباحثين من جامعة «درهام» ببريطانيا وكلية ليفربول للطب الاستوائي والمعهد السويسري للصحة الاستوائية والصحة العامة ومركز البحوث في بوركينا فاسو بغرب أفريقيا، أظهرت التجارب السريرية لهذه الناموسية الجديدة في بوركينا فاسو أن عدد حالات الإصابة بالملاريا انخفض بنسبة 12 في المائة، وذلك عند استخدامها لمدة سنتين على أكثر من ألفي طفل، مقارنة مع استخدام أنواع الشبكات التقليدية للناموسيات. كما أظهرت النتائج انخفاض معدلات الإصابة بقرص البعوض بنسبة تجاوزت 50 في المائة. وإضافة إلى ذلك، انخفضت بالنسبة نفسها معدلات إصابة أولئك الأطفال بفقر الدم، ومعلوم أن فقر الدم هو سبب رئيسي للوفيات بين الأطفال ما دون سن الثانية من العمر في تلك المنطقة بغرب أفريقيا. وأفاد الباحثون أن إناث «بعوض الأنوفيلة»Anopheles) (Mosquitoes، البعوض الباحث عن الدم والناقل للملاريا، تكتسب بشكل متزايد قدرات فائقة في مقاومة أنواع المبيدات الحشرية التقليدية (Pyrethroids)، التي يتم بها معالجة أنواع الناموسيات الشائعة الاستخدام. وأضاف الباحثون أن أحدث الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تفيد بأن الإصابات بالملاريا عادت للارتفاع في أفريقيا، بعد انخفاض حصل في بداية الألفية الحالية. وأحد الأسباب المحتملة لذلك هو تكاثر البعوض المقاوم للمبيدات الحشرية، ما يجعل من الضروري استخدام ناموسيات حديثة، مُعالجة بمزيج مختلف من المواد الكيميائية، في المناطق التي تنتشر فيها أنواع نواقل البعوض المقاومة للمبيدات الحشرية (Insecticide - Resistant (Vectors. وقال الباحثون إن الشباك المدمجة الجديدة، المستخدمة في الناموسية المطورة بالدراسة، تحتوي على مبيد «بيريثرويد»Pyrethroid) Insecticide)، الذي يعمل على طرد البعوض والقضاء عليه، وكذلك مادة «بيريبروكسيفين» (Pyriproxyfen) التي تعمل على تقصير عمر البعوض وخفض قدراته على التكاثر.
وقال البروفسور ستيف ليندسي، من قسم العلوم الحيوية في جامعة دورهام في المملكة المتحدة: «لا تزال الملاريا تقتل طفلاً كل دقيقتين، لذا نحتاج إلى مواصلة العمل لإيجاد أفضل الطرق لمنع حدوث ذلك. ومن الواضح أن الطرق التقليدية المستخدمة للسيطرة على بعوض الملاريا تحتاج إلى تحسين وتطوير أدوات إضافية جديدة، وهذه الدراسة مهمة لأن مكافحة الملاريا في مناطق جنوب الصحراء بأفريقيا قد ضعفت بسبب تكيّف البعوض وزيادة مقاومته لمبيدات (البيريثرويد) الحشرية المستخدمة في معالجة الناموسيات التقليدية. ولو وسعنا تجربتنا إلى جميع أنحاء بوركينا فاسو لانخفض عدد حالات الملاريا بمقدار مليون ومائتي ألف حالة، التي تبلغ حالات الملاريا فيها نحو 10 ملايين حالة في العام».
- مراحل عملية القرص
وضمن عدد أغسطس (آب) من مجلة «السلوك الميكانيكي للمواد الطبية الحيوية»Journal of the Mechanical) Behavior of Biomedical Materials)، عرض الباحثون من جامعة ولاية أوهايو دراسة بعنوان «دروس من القرص غير المؤلم للبعوض». وقالوا فيها ما ملخصه: «المفصليات (Arthropods) هي أكبر مجموعة من بين جميع الكائنات الحية، وهي تهاجم الكائنات الحية الأخرى عن طريق العض أو اللسع أو الثقب أو الامتصاص». ومن بين مختلف المفصليات المهمة طبياً، تعتبر العملية غير المؤلمة لقرصات البعوض، التي لا يشعر بها المرء، والتي تتسبب في نقل الأمراض، هي الأعلى تسبباً في الوفيات سنوياً.
وتهدف هذه الدراسة إلى فهم مفاتيح وتوضيح الدروس التي نتعلمها من عملية القرص غير المؤلم للبعوض، والتي تستمر لعدة دقائق، عبر استخدام البعوض لمزيج من التخدير والتشغيل الاهتزازي، وفق خصائص ميكانيكية متدرجة في التردد لمجموعة حزمة الإبر الدقيقة في جسمها، وذلك أثناء مراحل عملية غرز الجلد لسحب الدم الذي تتغذى عليه. وضمن تحليلهم التفصيلي لآلية عمل أجزاء البعوض التي تخترق الجلد وتسحب الدم، حدد الباحثون أربعة مفاتيح لكيفية حصول ذلك دون التسبب بألم: الأول هو استخدام مادة مخدرة، والثاني هو التصميم المسنن للإبرة، والثالث هو تتابع عملية الاهتزاز أثناء الثقب، والرابع وجود أجزاء لينة وأخرى صلبة لتلك الإبرة التي تخترق الجلد. وأضاف الباحثون أن اجتماع هذه العناصر الأربعة هو ما يجعل عملية قرص البعوض، التي تستمر لدقائق، عملية غير مؤلمة، وبالتالي لا يُمكن للمرء التنبه بحصولها على الجلد لديه.
- لعاب البعوض
وكان الباحثون من كلية «بايلور للطب» في هيوستن بتكساس قد عرضوا دراستهم حول تأثيرات لعاب البعوض على قوة عمل جهاز مناعة الجسم. ووفق ما تم نشره ضمن عدد مايو (أيار) الماضي من مجلة «بلوز للأمراض الاستوائية المهملة»PLOS Neglected Tropical) Diseases)، يموت ما يقرب من 750 ألف شخص سنوياً في العالم بسبب الأمراض التي ينقلها البعوض، ولكن البعوض لا يقوم فقط بنقل الأمراض، بل يزيد من حدة معاناة المُصاب بها، ولذا يختلف نقل فيروسات المرض مباشرة إلى المُصاب عبر الحقن بالإبرة عن نقل نفس فيروسات ذلك المرض عبر قرص البعوض.
وأضاف الباحثون: «إن فهم كيف يتفاعل لعاب البعوض مع جهاز المناعة البشري لا يساعدنا فقط على فهم آليات الإصابة بالأمراض، ولكن يمكن أن يوفر أيضاً إمكانات للعلاج». وأظهرت الدراسات أن لعاب البعوض (Mosquito Saliva) يعزز قدرة العدوى وتطور المرض.
ولعاب البعوض هو خليط معقد من البروتينات التي تسمح للبعوض بإتمام عملية سحب الدم أثناء عملية القرص، كما يحتوي لعاب البعوض على بروتينات ذات تأثيرات سلبية على مناعة جسم الإنسان، ولذا فإن تفاعلات الحساسية في أماكن قرص البعوض قد لا تكون فقط مزعجة ومؤلمة للغاية، بل قد تؤثر بدرجات متفاوتة على قوة جهاز مناعة الجسم ككل، ما يزيد من احتمالات التضرر بالأمراض الميكروبية التي ينقلها.
وقال الباحثون إنه وحتى في حال عدم تسبب قرص البعوض في نقل أي من الميكروبات، فإن لعاب البعوض التي يتم تركه في منطقة القرص يثير تفاعلات فيما بين البروتينات فيه وبين جهاز مناعة الجسم، وهو ما قد يسبب تفاعلات مناعية تستمر لعدة أيام.
- أنواع قليلة من البعوض تتسبب بالأمراض للإنسان
> البعوض لديه قدرة على نقل الأمراض ونشرها بين البشر، وهي الأمراض التي تسبب بملايين الوفيات كل عام. والحقيقة أن ليس كل البعوض يلجأ إلى قرص جلد الإنسان كوسيلة للحصول على الدم، ولا الدم هو غذاء البعوض بالأصل، بل تلجأ إناث بعض أنواع البعوض إلى قرص الجلد للحصول على الدم الذي تحتاجه لإنتاج مئات البويضات خلال بضعة أيام. ورغم أن أنواع البعوض في العالم تفوق 3500 نوع، إلاّ أن 100 نوع منها تسحب دم الإنسان خلال القرص، ومن بينها نوعان فقط هما الأشهر في تسببهما بنقل الأمراض للإنسان. الأول هو «بعوض الأنوفيلة»، ناقل مرض الملاريا للبشر، والثاني هو بعوض «الزاعجة المصرية» (Aedes aegypti)، ناقل فيروس مرض «زيكا» وفيروس حمى الضنك وفيروس داء «شيكونغونيا» وفيروس الحمى الصفراء إلى البشر.
وتشير المصادر العلمية إلى أن للبعوضة قدرة على قطع مسافة ثلاثة كيلومترات في الساعة الواحدة. ويقول الدكتور جو كونلون، المستشار بالرابطة الأميركية للسيطرة على البعوض: «ثمة كمّ كبير من الأبحاث والدراسات العلمية التي حاولت معرفة المركبات أو الروائح أو المميزات التي توجد في جلد أو حتى دم البعض، والتي تجعل البعوض ينجذب نحوهم لقرصهم وشفط الدم منهم». ويلخّص الباحثون من «مايو كلينك» العوامل التي تجعل الشخص أكثر عرضة لقرص البعوض، بقولهم: «ينتقي البعوض ضحاياه عبر تقييم الرائحة، وكمية ثاني أكسيد الكربون والمواد الكيميائية الممتزجة بسائل العرَق على الجلد، والبعوض أكثر احتمالاً لقرص الرجال، والأشخاص الذين فصيلة دمهم من نوع (O) والبدينين. وكذلك ينجذب البعوض إلى الحرارة، ولذا فإن ارتداء ملابس غامقة اللون حافظة لحرارة الجسم عن التبخر يزيد من جعله عرضة انجذاب للبعوض».


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
TT

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

ووُجد أن تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية، وخفض الكوليسترول، ومؤشر كتلة الجسم، وحجم الخصر.

تمَّت دراسة نحو 380 إسبانياً يعانون من زيادة الوزن، و«متلازمة التمثيل الغذائي» لمدة 3 سنوات، مع جمع البيانات حول صحتهم، وأوزانهم، وعادات تناول الإفطار.

و«متلازمة التمثيل الغذائي» هي مجموعة من الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية. علامات «متلازمة التمثيل الغذائي» هي السمنة، ومقاومة الإنسولين، وارتفاع ضغط الدم، وكثير من الدهون في الدم. ويُعتَقد بأن نحو 1 من كل 4 بريطانيين بالغين يعانون من هذه المتلازمة.

وجدت الدراسة الإسبانية أن وجبة إفطار كبيرة، تمثل بين 20 في المائة و30 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، كانت أفضل للصحة من وجبة إفطار صغيرة، أو وجبة ضخمة، أو تخطيها بالكامل.

توصي إرشادات «هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية» بتناول 2000 سعر حراري يومياً للنساء و2500 للرجال. ويجب أن تمثل وجبة الإفطار رُبع هذا الرقم، كما أوصت الدراسة بنحو 500 سعرة حرارية للنساء و625 للرجال.

كان مؤشر كتلة الجسم لدى الأشخاص المشاركين في الدراسة الذين تناولوا وجبة إفطار بهذا الحجم كل صباح أقل من أولئك الذين تخطوا وجبة الإفطار، وكانت خصورهم أصغر بمقدار بوصة.

وكان الأشخاص الذين تناولوا وجبات إفطار كبيرة (أكثر من 30 في المائة من السعرات الحرارية اليومية الموصى بها) أكبر حجماً من أولئك الذين تخطوها تماماً.

وتضيف الدراسة مصداقية إلى المثل القديم القائل إن وجبة الإفطار من أهم الوجبات في اليوم. وتُظهر البيانات أنها خفَّضت الكوليسترول، بالإضافة إلى مساعدتها على تحسين كمية الدهون بالدم.

وقالت كارلا أليخاندرا بيريز فيجا، مؤلفة الدراسة، من معهد أبحاث مستشفى ديل مار في برشلونة، لصحيفة «التليغراف»: «لقد ركّزنا حصرياً على تحليل وجبة الإفطار، لذلك لا يمكننا أن نستنتج أن وجبة الإفطار أكثر أهمية من الوجبات الأخرى».

وأضافت: «لكنها دون شك وجبة مهمة، لأنها تلعب دوراً حاسماً في كسر فترة الصيام الطويلة؛ بسبب النوم. في دراستنا، تم تضمين الأفراد الذين تخطوا وجبة الإفطار في المجموعة التي استهلكت طاقة أقل من 20 - 30 في المائة الموصى بها من المدخول اليومي».

وأضافت: «أظهر هؤلاء الأفراد زيادة أكثر بالوزن بمرور الوقت مقارنة بأولئك الذين تناولوا وجبة إفطار معتدلة وعالية الجودة. تشير الأدلة السابقة، بالإضافة إلى النتائج التي توصلنا إليها، إلى أن تناول وجبة إفطار صحية منتظمة قد يدعم التحكم في الوزن».