وصول أكثر من 1.5 مليون حاج إلى السعودية

خالد الفيصل يكشف ضبط 355 ألف مخالف للأنظمة... ووزارة الدفاع تعلن جاهزيتها

الأمير خالد الفيصل يتفقد المرافق والخدمات والتجهيزات المقدمة للحجاج في المشاعر المقدسة (واس)
الأمير خالد الفيصل يتفقد المرافق والخدمات والتجهيزات المقدمة للحجاج في المشاعر المقدسة (واس)
TT

وصول أكثر من 1.5 مليون حاج إلى السعودية

الأمير خالد الفيصل يتفقد المرافق والخدمات والتجهيزات المقدمة للحجاج في المشاعر المقدسة (واس)
الأمير خالد الفيصل يتفقد المرافق والخدمات والتجهيزات المقدمة للحجاج في المشاعر المقدسة (واس)

أعلن الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أن إجمالي الحجاج القادمين من خارج السعودية حتى صباح أمس (الثلاثاء) بلغ 1.521.918 حاجا موضحاً أن أعلى الجنسيات قدوما هي إندونيسيا تليها باكستان ثم الهند وبنغلاديش وتركيا وإيران.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمير خالد الفيصل بمركز الإيواء في مشعر مزدلفة، بعد أن اطمأن على جاهزية المرافق والقطاعات لخدمة ضيوف الرحمن، وكشف الفيصل أنه تم إصدار 224.655 تصريحا لحجاج الداخل، فيما تم ضبط 87 مكتبا وهميا وجرى إحالة أصحابها للنيابة العامة، كما تم ضبط 355.453 مخالفا لأنظمة وتعليمات الحج، وألقي القبض على 2.760 ناقلاً مخالفاً لحجاجٍ غير نظاميين، كذلك بلغ أيضاً إجمالي المركبات التي تمت إعادتها من منافذ العاصمة المقدسة 157.335 مركبة.
ولفت أمير منطقة مكة المكرمة إلى أن أبرز ما لاحظه خلال جولاته، التنسيق العالي بين الجهات العاملة في الحج وعملها المتسم بالتطوير الذاتي والتفكير الإبداعي، مستشهدا بسرعة إنهاء إجراءات الحجاج في مجمع صالة المطار، إذ تمت جدولة الرحلات وتنظيمها وبذلك يجري إنهاء إجراءات أكثر من 40 ألف حاج بمجمع صالات الحج والعمرة يومياً بيسر وسهولة، كذلك تسهيل وتنظيم تنقلات الحجاج من المطار وإلى مكة، مضيفا أن استخدام التقنية أسهم في سرعة الإنجاز ودقته، كما استدل سموه على الأفكار الإبداعية بما أنجزته القوات المسلحة بإنشائها في وقت قياسي مستشفيات متنقلة بالمشاعر مزودة بكافة التجهيزات والمعدات والكوادر البشرية، مضيفا: «هذه الإنجازات المبتكرة التي نبحث عنها».
مشاريع الحج التطويرية
وفي رد على سؤال لإحدى وسائل الإعلام، عن المشاريع التطويرية لمكة المكرمة والمشاعر، قال الأمير خالد الفيصل إن « أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بإنشاء الهيئة الملكية لمكة والمشاعر برئاسة سمو ولي العهد يعتبر أكبر خطة تطويرية لها، كما أن أول اجتماع للهيئة كان مبشراً بالخير، وبإذن الله سترون النتائج خلال الفترة المقبلة»، وأضاف متفائلا أن «مكة والمشاعر ستكون من أذكى مدن العالم خلال العشر السنوات المقبلة». وعن التعامل مع ضيوف الرحمن، أكد أن الجميع مسخرون لخدمتهم وتوفير سُبل الراحة لهم خلال رحلتهم الإيمانية، مستشهدا بما يقوم به رجال الأمن لخدمة الحجيج، موضحا أن ذلك يأتي من منطلق أخلاقهم الإسلامية التي يتمتعون بها، وإيمانهم برسالة الإسلام التي تحث على سمو الأخلاق والتربية.
وكان الأمير خالد الفيصل وقف على المشاريع التي أنجزتها هيئة تطوير المنطقة في المشاعر المقدسة، ومنها توسعة الكثير من الطرق داخل المشاعر وتظليل ممرات المشاة، وإنشاء ممرات لفصل حركة المشاة عن الحافلات، كما اطلع سموه على الخطة التشغيلية لأمانة العاصمة المقدسة بالمشاعر المقدسة والتي شملت 27 مركزا للخدمات و23 ألف عامل وموظف يعملون على مدار 24 ساعة لتنفيذ الخطة التي تشمل جميع المجالات.
13 ألف عامل في مطار جدة
إلى ذلك قال، عصام فؤاد نور، مدير عام مطار الملك عبد العزيز الدولي، إن مطار جدة استقبل في كافة صالاته الشمالية والجنوبية والحج عدد 691 ألفا و872 حاجا. وأكد أن استعدادات العمل في مطار جدة الجديد بدأت على قدم وساق لاستقبال جميع الرحلات المنتظمة في العمرة والحج القادمة والمغادرة عن طريق صالة رقم 1 في المطار الجديد مع بداية 2019. فيما سيكون استقبال الرحلات الإضافية والعارضة والمستأجرة من صالات الحج.
وصرح لـ«الشرق الأوسط» أن توجيهات رئيس الطيران المدني التي جاءت بأن تكون الطاقة الاستيعابية في مطار الملك عبد العزيز في صالات الحج التي تشهد تكدسا لعدد 42 ألف حاج، وأن تغادر الرحلات خلال 24 ساعة، وفيما يتعلق بالصالة الجنوبية والشمالية، أفصح نور أنه تم تحويل بعض الرحلات المنتظمة المغادرة منها إلى صالات الحج، مع ضمان استمرار مغادرة الرحلات في مواعيدها، مؤكدا وجود مواقع لإنهاء إجراءات المسافرين وبوابات خاصة للمغادرة في صالات الحج لاستيعاب هذه الحركة.
ويعمل في هذه الفترة الخاصة بقدوم ومغادرة الحجاج ما يقارب 13 ألف عامل وعاملة في مطار الملك عبد العزيز الدولي، كما استعانت هيئة الطيران المدني بما يقرب 250 متطوعا ومتطوعة، بالإضافة لموظفين سابقين من الهيئة تم استقطابهم من الرياض وجدة وتسلموا مواقعهم في الصالات وفق خطة عمل مدروسة لتسهيل حركة المسافرين وإنهاء إجراءات سفرهم، فيما يبلغ مجموع عدد الموظفين في الخدمات الأرضية بمطار جدة ومطار المدينة المنورة 10 آلاف و170 مع المتعاقدين المحليين والعمالة الخارجية.
وبين أن الاستعدادات لمرحلة مغادرة الحجاج ستبدأ بعد وصول آخر حاج في يوم 17 أغسطس (آب)، مفصحا عن أن أول رحلة مغادرة حجاج ستكون لحجاج الداخل في تمام الساعة الثامنة صباحا يوم الجمعة الموافق 24 أغسطس، وأول رحلة مغادرة لحجاج الخارج ستكون لأوروبا وأميركا يوم 25 أغسطس، فيما ستقلع أول رحلة حجاج من دول الخليج يوم 27 أغسطس، تليها بقية الرحلات لبقية الدول.
وزارة الدفاع في الحج
وعلى صعيد متصل، سخّرت وزارة الدفاع السعودية كافة خدماتها لخدمة ضيوف الرحمن في منطقة الحرم المكي والمشاعر المقدسة للمساهمة في الحفاظ على أمن وسلامة وراحة حجاج بيت الله الحرام.
وتستضيف وزارة الدفاع منسوبي قوات التحالف المشاركين في عاصفة الحزم وإعادة الأمل لأداء مناسك الحج وذلك بتذليل كافة العقبات وتسخير كافة الإمكانات التي تسهم في أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، بالإضافة إلى استضافة أسر ذوي الشهداء والمصابين المشاركين في عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل من قوات دول التحالف.
ومن جانب آخر تستعد القوات البحرية بمجموعة من الغواصين بكامل تجهيزاتهم مزودين بقوارب مطاطية للإسهام في عمليات البحث والإنقاذ تحسباً لهطول الأمطار ووصول السيول إلى المشاعر المقدسة، بالإضافة إلى المساندة في المنافذ البحرية. كما تقوم القوات البرية بتجهيز قوة من الشرطة العسكرية للمساندة في عملية حفظ النظام وإدارة وتنظيم حركة المشاة وتجمعات الحشود بالإضافة إلى قوة تدخل سريع، وتساند في عمليات التطهير الميداني وعمليات الكشف وإزالة المواد الخطرة.
وتساند القوات الجوية بسرايا الأمن والحماية في المطارات وحفظ النظام وتغطية المنافذ الجوية بفنيين للكشف عن المواد الخطرة، وتوفير الطائرات اللازمة لتنفيذ الخطة الأمنية تحسباً لأي طارئ وتوفير الطائرات للتغطيات الإعلامية، وأكملت الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة كامل استعداداتها الصحية بطاقة استيعابية تجاوزت (600) سرير، وتوفير كل إمكاناتها الصحية والوقائية وطاقتها البشرية والفنية والتقنية لحجاج بيت الله الحرام من خلال خدمات صحية متكاملة بمستشفى القوات المسلحة والمستشفيات الميدانية المتنقلة، ومراكز إسعافية ثابتة ومتحركة متعددة في المشاعر.
وزارة الشؤون الإسلامية
من جانبه يتفقد الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد اليوم في جولته بمكة المكرمة المشاعر المقدسة، آخر استعدادات الوزارة لخدمة ضيوف الرحمن، وتشمل الجولة، مسجد نمرة، ومقرات الوزارة في المشاعر، ومسجد المشعر الحرام، وتدشين مشروع التكييف، ومسجد حجاج البر بمنى، وتدشين مشروع التكييف فيه، ومسجد الخيف، ومشروع البوابتين الجديدتين للمسجد،، بالإضافة إلى زيارة مقر ضيوف خادم الحرمين الشريفين في مكة المكرمة، والالتقاء بهم.
وزارة الصحة
صحياً، خصصت وزارة الصحة موقعاً إلكترونياً للحج يضم عدداً من النصائح التوعوية التي يحتاج إليها ضيوف الرحمن بعدة لغات ضمن جهود الوزارة التي تقدمها للحجاج، وتتضمن مجموعة من النصائح والإرشادات الصحية في حملتها التوعوية تحت شعار «حج بصحة»، التي تركز على أكثر الحالات المتوقع أن يتعرض لها الحجاج، ومنها ضربات الشمس، والتسمم الغذائي.
ووصل إلى مكة المكرمة أول من أمس، ألف حاج وحاجة يمثلون الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الذين صدر أمر خادم الحرمين الشريفين باستضافتهم لموسم 1439هـ، الذين يزيد عددهم على خمسة آلاف حاج وحاجة من 94 دولة من مختلف قارات العالم.
هيئة الطيران المدني
وتفقد عبد الحكيم التميمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، أمس، مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، للاطمئنان على سير العمل والاطلاع من كثب على خطة المطار التشغيلية لموسم حج هذا العام 1439هـ في مرحلتي القدوم والمغادرة، كما تفقد صالات الحج. وشملت الجولة التفقدية زيارة صالة الحج والصالة المخصصة لمبادرة «طريق مكة» بالإضافة إلى الفندق الجديد بالمطار، واطلع خلال اجتماعه مع الجهات الحكومية والخاصة العاملة بالمطار، على الخطة التشغيلية لمرحتي القدوم والمغادرة خلال هذا الموسم.



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)