البرلمان الليبي يستأنف مناقشة الاستفتاء على الدستور

كوريا الجنوبية تبحث مع السراج مصير مواطنها المختطف

TT

البرلمان الليبي يستأنف مناقشة الاستفتاء على الدستور

أعلن عبد الله بليحق، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب، أن المجلس سيجتمع اليوم مجدداً لاستئناف النقاش الذي بدأه أمس في جلسة عقدها بمقره في مدينة طبرق، حول مشروع قانون الاستفتاء على الدستور الدائم، بعد أن أجل أمس حسم التصويت على مشروع قانون الاستفتاء على الدستور الجديد.
وأوضح بليحق، في بيان، أنه تم تعميم الرأي القانوني للهيئة الاستشارية لرئاسة المجلس على أعضائه، التي طلب منها إبداء الرأي القانوني في مسألة نصاب التصويت على مشروع القانون. حضر جلسة أمس 91 عضواً فقط، بينما يحتاج التصويت لـ120 عضواً من إجمالي الأعضاء الـ200 للبرلمان الوحيد المنتخب في البلاد.
من جهة أخرى، رأى طارق الجروشي عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن تقرير لجنة الخبراء بالأمم المتحدة حول ليبيا، الذي وصف سلوك المجموعات المسلحة بالتهديد المباشر للاستقرار السياسي، أغفل دور الجيش الوطني في محاربة الإرهاب.
كما أوضح أن التقرير لم يتطرق للجرائم الدولية التي ارتكبت في حق أبناء الشعب الليبي مؤخراً، والعلاقات المشبوهة لجماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة دولياً مع دول بعينها، ودعمها سياسياً ومالياً لأطراف مسلحة من أجل الاستمرار في اغتصاب السلطة السياسية في البلاد.
إلى ذلك أعلن الجيش الوطني الليبي مقتل 15 إرهابياً في اشتباكات مفاجئة على الطريق الصحراوية بين مدينتي أجدابيا وطبرق شرق البلاد، بعد ساعات فقط من إعلان جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي تعرض أحد مواقعه لهجوم إرهابي دون تسجيل خسائر بشرية.
وقال النقيب محمد أبسيط قائد الكتيبة 101 مشاة التابعة للجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر، إن الاشتباكات اندلعت بعدما تم رصد تحركات للجماعات الإرهابية على الطريق الصحراوية، حيث تم إعداد كمين محكم أسفر عن مصرع الإرهابيين، بينما شرعت قوات الجيش في ملاحقة فلول الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وجاء الهجوم بعد ساعات من تأكيد الإدارة العامة لجهاز النهر الصناعي، في بيان مقتضب، أن موقع حقل آبار السرير بمنظومة السرير - سرت - بنغازي، تعرض فجر أمس لهجوم مسلح من قبل مجموعة إرهابية، حيث تم السطو على سيارات وتموين الموقع، لكنها لم ترصد وقوع إصابات بين المستخدمين.
واعتبرت الإدارة أن «استمرار الاعتداءات على حقول آبار المياه بموقع الحساونة دون ردع، ينذر بكارثة تهدد الإمداد والأمن المائي بالدولة، مؤكدة أن منظومة الحساونة ستواجه عجزاً في الإيفاء بإنتاج المطلوب لتغذية المستهلكين.
وأكد مدير الموقع محمد المصري أن مهاجمين كانوا يرتدون الملابس العسكرية نهبوا جميع السيارات داخل الموقع، بالإضافة إلى أغذية وأدوية، كما رجحت مصادر أن تكون عناصر تنظيم داعش وراء هذا الهجوم.
وتعرضت بعض حقول آبار المياه لمشروع النهر الصناعي إلى هجمات إرهابية ونهب وتخريب وصلت إلى 58 بئراً، ما أدى إلى إهدار أكثر من ربع مليون متر مكعب يومياً من المياه، بسبب خروج هذه الآبار عن الخدمة، إضافة إلى خسائر مادية فادحة.
يأتي الهجوم بعد هجمات نفذها مسلحون الشهر الماضي، حيث تعرض حقل آبار مياه بموقع تازربو جنوب شرقي ليبيا، إلى هجوم إرهابي خلف قتيلين واختطاف اثنين من رجال الأمن، أعقبه باختطاف أربعة أجانب هم ثلاثة مهندسين من الفلبين ورابع كوري جنوبي يعملون في موقع مياه الحساونة جنوب غربي البلاد.
وكان مصير الكوري الجنوبي، محل محادثات أجراها رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج بالعاصمة طرابلس أول من أمس مع المبعوث الخاص لوزيرة خارجية كوريا الجنوبية وسفيرها لدى ليبيا كيم يونغ تشاي.
وقال بيان لمكتب السراج إنه أطلع المبعوث الكوري على الجهود المبذولة من الجانب الليبي للإفراج على المواطن الكوري المختطف من قبل مجموعة خارجة عن القانون، قبل أن يعرب عن تطلعه لعودة الشركات الكورية لاستئناف عملها في ليبيا.
ونقل البيان عن السفير الكوري تمنياته بنجاح جهود حكومة السراج لضمان إطلاق سراح الكوري الجنوبي المختطف، مؤكداً رغبة بلاده في إعادة الزخم إلى العلاقات الثنائية.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.