نتنياهو يهاجم مناهضي قانون القومية: يريدون تحويل إسرائيل دولة فلسطينية

تعبيراً عن انزعاجه من مظاهرة واسعة شارك فيها اليهود إلى جانب العرب

من المظاهرة المناهضة لقانون القومية (أ.ف.ب)
من المظاهرة المناهضة لقانون القومية (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يهاجم مناهضي قانون القومية: يريدون تحويل إسرائيل دولة فلسطينية

من المظاهرة المناهضة لقانون القومية (أ.ف.ب)
من المظاهرة المناهضة لقانون القومية (أ.ف.ب)

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المظاهرات ضد قانون القومية «تحدياً جديداً لإسرائيل». أتى ذلك في إطار تعليقه على مظاهرة أقيمت أول من أمس، في إطار الاحتجاج على قانون القومية العنصري، وحضرها أكثر من 40 ألف شخص؛ نصفهم من اليهود.
وربط نتنياهو بين المظاهرة وإطلاق «حماس» صواريخ في اتجاه إسرائيل. وقال إنهم «يريدون تحويل إسرائيل إلى دولة فلسطينية». وقال في مستهل جلسة الحكومة أمس، إن «العديد من المتظاهرين يريدون إلغاء قانون (العودة لليهود)، والنشيد الوطني، والعلم الإسرائيلي، وتحويل إسرائيل إلى دولة فلسطينية». وأضاف: «أعلام منظمة التحرير الفلسطينية (يقصد العلم الفلسطيني)، رفعت في قلب تل أبيب وسمعنا دعوات مثل (بالدم والنار نفديك يا فلسطين)» (في إشارة إلى هتافات «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين»). وزاد: «الآن أصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن قانون القومية كان ضرورياً جداً لضمان مستقبل إسرائيل دولة يهودية».
وكانت المظاهرة في تل أبيب مساء السبت، التي دعت إليها ونظمتها لجنة المتابعة العربية في إسرائيل، استقطبت عشرات الآلاف من المواطنين العرب (فلسطينيي 48)، ومعهم أكثر من 20 ألف يهودي من قوى اليسار والمعارضة، بينهم زعماء حزب «ميرتس» اليساري الصهيوني ورئيس جهاز «الشاباك» الأسبق عامي إيلون، الذي فسر حضوره قائلاً: «أنا كيهودي عانى شعبه من التمييز العنصري مئات السنين، لا أستطيع إلا أن أقف إلى جانب المساواة». كما شارك رئيس الوكالة اليهودية الأسبق ورئيس الكنيست في حينه، أبرهام بورغ، وصاحب صحيفة «هآرتس»، عاموس شوكن، وحشد كبير من الأدباء والمثقفين اليهود والسياسيين والعسكريين المتقاعدين.
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، معلقاً على المظاهرة، أمس، «التحية الكبيرة لعشرات آلاف المتظاهرين من جماهيرنا العربية، وأيضاً من القوى الإسرائيلية الديمقراطية، التي شاركت في مظاهرة المتابعة في تل أبيب ضد قانون القومية الترحيلي العنصري. إنه لحدث غير عادي، ونستطيع القول، كما اعترف كثيرون، أننا أمام حدث تاريخي. لقد راهنوا على سبات جماهيرنا، أو على تراجع جاهزيتها للنضال، فجاءت هذه المظاهرة، التي في الحقيقة فاقت كل توقعاتنا الأولية، لتعطي الجواب: جماهيرنا لا يمكنها يوماً أن تتجاهل الاستبداد والظلم الصهيوني، الذي سجل ذروة جديدة، بقانون اقتلاعي عنصري وقح يعربد على العالم».
ورد بركة على تصريحات نتنياهو، فقال إن «المشهد الرائع الذي رسمناه سوية في تل أبيب، الليلة الماضية، جعل بنيامين نتنياهو وعناصر عصابته، ينفلتون بتحريض يعكس حضيضهم، لينضم إليهم من يسمون أنفسهم قيادة معارضة، على شاكلة تسيبي ليفني، ورئيس حزب العمل آفي غباي». وأكد أن «مظاهرة تل أبيب لم تكن انطلاقتنا الأولى ضد قانون القومية، إذ سبقها نشاط ميداني تعبوي ساهم في تجنيد الناس للمظاهرة، ولكنها شكلت لنا اختباراً لفحص جاهزية شعبنا، ومنها ننطلق أيضاً إلى نشاطات على مختلف المستويات. فهذه المظاهرة يجب أن ترفع الهمة لاستكمال جمع نصف مليون توقيع ضد قانون القومية الاقتلاعي العنصري، ونحن مستمرون في الفعاليات الميدانية. والشهر المقبل، مع استكمال التحضيرات الضرورية، سيكون لنا نشاط على مستوى الأمم المتحدة والهيئات الدولية والعالمية، لنحاصر المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية، وسياساتها الاقتلاعية العنصرية».
وكانت قوى اليمين المتطرف وعدة أوساط إعلامية وسياسية معارضة قد انتقدت المظاهرة، بسبب رفعها بعض الأعلام الفلسطينية في قلب تل أبيب، واعتبرتها بمثابة «طلقة يوجهها العرب إلى أقدامهم، إذ إنهم ينفرون عنهم أوساطاً واسعة من اليهود المعادين لقانون القومية، ويبعدونهم عن ساحة النضال المشترك ضد القانون».
ولكن قيادة المظاهرة ردت مؤكدة أنها دعت الجمهور إلى عدم رفع أي أعلام في المظاهرة، والحفاظ على شعارات وحدوية مسؤولة. لكن نفراً من المتظاهرين رفعوا أعلام فلسطين، وأحدهم رفع حتى علم إسرائيل. وقال محمد بركة في هذا الشأن إن قرار عدم رفع الأعلام جاء بغرض تجنيد أوسع تحالف ضد قانون «الأبرتايد» البغيض. لكن من ناحية مبدئية نحن نعتز بهذا العَلَم، لأنه علم شعبنا الفلسطيني يرفعه في كل أماكن وجوده.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».