السويداء تحت سيطرة قوات النظام بالكامل

TT

السويداء تحت سيطرة قوات النظام بالكامل

تمكنت قوات النظام، أمس، من تحقيق تقدم استراتيجي، تمثل باستكمال سيطرتها على ما تبقى من باديتي السويداء الشرقية والشمالية الشرقية، فيما شهدت منطقة اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي، انفراجاً في الأوضاع الأمنية، بعد أن أكدت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات النظام، نفت، انسحابها من مواقع وحواجز في المنطقة، مع تخفيف وجودها في القرى، فيما أبقت على وجودها على الطرق الواصلة بني قرى منطقة اللجاة، وبكثافة أكبر في المناطق المحيطة بمنطقة اللجاة، في القطاع الشمالي الشرقي من ريف درعا. وتأتي هذه الانسحابات عقب عمليات مداهمات واعتقالات موسعة من قوات النظام في الأيام الماضية.
وجاءت عملية التقدم والسيطرة في أعقاب هجوم عنيف من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها، تمكنت على إثرها في المرحلة الأولى من السيطرة على تلال في المنطقة ومرتفعات، الأمر الذي وسع عملية رصدها لمناطق أوسع من البادية السورية، كما استعانت بعمليات قصف مركزة على بادية السويداء ومواقع التنظيم، مما مكنها من تحقيق المزيد من التقدم والسيطرة بشكل متسارع على المزيد من المناطق، لتصل أمس الأحد، بحسب المرصد السوري، إلى السيطرة على محافظة السويداء بشكل كامل، لتكون خامس محافظة تصبح بشكل كامل تحت سيطرة قوات النظام، بعد طرطوس ودمشق ودرعا والقنيطرة.
وفي السياق ذاته، تتصاعد المخاوف بشكل كبير على المختطفين والمختطفات، بعد الإخفاق حتى الآن في الإفراج عن نحو 30 مختطفاً ومختطفة عقب إعدام فتى منهم ومفارقة سيدة من المختطفات للحياة في ظروف غامضة، حيث لا يزال المصير المجهول يلاحقهم، دون معلومات عن الجهة التي اقتيدوا إليها من قبل التنظيم الذي أجبر على الانسحاب إلى ريف دمشق، ليحصر نفسه بين مناطق وجود التحالف الدولي والفصائل الداعمة لها وبين محافظة السويداء، فيما تواصل قوات النظام عمليتها باتجاه بادية ريف دمشق، وسط عمليات استهداف متجددة تطال المنطقة.
غير أن مصدرا مطلعا على المفاوضات، قال موقع «عنب بلدي»، أمس الأحد، إن لجنة المفاوضات عن المختطفات وردها معلومات بأن الأخيرات أصبحن لدى النظام السوري، وقد وجهت له تحذيرات بضرورة تسليمهن خلال 48 ساعة.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن لجنة المفاوضات المؤلفة من شخصيات فاعلة في المحافظة تواصلت مع فرع «الأمن العسكري»، وأبلغهم بأن المختطفات «في الحفظ والصون».
وجاء رد «الأمن العسكري» بعد تهديد وجه له باحتمالية التوجه إلى التصعيد العسكري ضد النظام في حال لم يسلم المختطفات. ولم يحدد «الأمن العسكري» إن كانت المختطفات لديه أم لا، لكنه أشار إلى أنه قادر على الوصول إليهن، بحسب المصدر.
وتأتي هذه التطورات بعد تسجيل مصور نشرته «صفحة مختطفات السويداء»، أمس، وظهرت سيدة تدعى سعاد أبو عمار وبجانبها سيدة أخرى تدعى عبير شلغين، قالت فيه إنهن ما زلن سالمات وينتظرن المفاوضات لفلك أسرهن من يد التنظيم.
وتحدثت سعاد عن وضعهن الصحي السيئ، وأن السيدة عبير وضعت جنينها الذي أنجبته مبكرا، وتوفي نتيجة سوء الأوضاع هناك.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.