لا تزال ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، تمارس أبشع جرائمها بحق الطفولة، وذلك بإجبار أطفال اليمن على هجر طفولتهم وانتهاك أبسط حقوقهم بحياة أفضل من خلال الزج بهم في الحرب كمجندين ودروعاً بشرية دون مراعاة لحق الطفولة، وبات وضع الأطفال ينذر بالكارثة جراء ارتفاع عدد المجندين بالإكراه منهم، إضافة الى تشريدهم من المدارس وما يعانوه من فقر وجوع ومرض.
وتختطف الميليشيات الانقلابية الأطفال دون علم أهاليهم، وتعمل على استغلال أوضاع الأسر الاقتصادية وجهلها منتهكة بذلك طفولة أبنائهم الذين حولتهم إلى بيادق محاربة في الصفوف الأمامية.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سلمت سبعة أطفال من الذين أنقذتهم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من براثن الاستغلال الحوثي، ليبلغ إجمالي الأطفال الذين تم إنقاذهم خلال أشهر فقط 86 طفلاً، بحسب بيان صادر عن القيادة المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن.
وأكد الناطق باسم تحالف دعم الشرعية العقيد الركن تركي المالكي، إن ميليشيا الحوثي جندت آلاف الأطفال في المعارك، وتستغلهم «أحياءً وأمواتاً» في الحرب.
وأضاف المالكي، أن الانقلابيين يستغلون الظروف المعيشية الصعبة للأطفال وعائلاتهم، لإجبارهم على القتال في صفوفهم، أو يغررون بهم أو يجبروهم بالقوة، موضحاً أن الميليشيا تحاول حتى بعد تقديمهم للموت استغلالهم أمام الرأي العام المدني والعالم بتقديمهم كضحايا للعمليات العسكرية.
كما أكد المالكي، أن التحالف أطلق برنامجاً خاصاً لإعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم الميليشيا الحوثية، يمر بأربع مراحل قبل إعادة الأطفال إلى عائلاتهم، بين نزع السلاح وتقديم الرعاية الطبية والعلاج النفسي وتسليمهم للجنة الدولية للصليب الأحمر ومن ثم للحكومة اليمنية الشرعية التي تعمل على إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.
وفي وقت سابق من يوم أمس، قال التحالف الذي تقوده السعودية إن تجنيد ميليشيا الحوثي الإيرانية للأطفال وتعريضهم للهلاك «مستمر»، وأضاف التحالف عبر بيان أنه بدأ إجراءات إعادة 7 أطفال جندتهم الميليشيا الإرهابية كمقاتلين، بتسليمهم للحكومة الشرعية بحضور لجنة الصليب الأحمر الدولي، وأوضح أن قواته أنقذت 86 طفلاً من الموت وسلمتهم لأهاليهم خلال الأشهر الماضية، مشدداً على أن الحفاظ على سلامة الأطفال وعدم الزج بهم في الحروب وتأثرهم بها من اهتماماته. وفي يوليو الماضي، قال الناطق باسم التحالف إن أكثر من 100 طفل فقدوا أرواحهم في أرض المعركة، بعد أن جندهم المتمردون الحوثيون.
وأكد المالكي أن التحالف يملك بيانات موثوقة تؤكد تجنيد أطفال في سن الثامنة. محمّلاً ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران المسؤولية عن تجنيد الأطفال اليمنيين والزج بهم في أرض المعركة، حيث فقد العشرات منهم أرواحهم خلال المعارك في صفوف المتمردين.
وبحسب مراقبون فإن جرائم الحوثي في اليمن لا تحتاج إلى دليل، حيث القتل وحصار المدنيين والزج بالأطفال والنساء إلى ميادين القتال، فيما يدعم التحالف العربي بقيادة السعودية العمليات الإنسانية، وإنقاذ الأطفال من براثن الميليشيا الحوثية الإرهابية.
وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قد واصل إعادة تأهيل الأطفال اليمنيين الذين جندتهم ميليشيا الحوثي وزجت بهم في جبهات القتال، وذلك لإزالة الأضرار النفسية التي أصابتهم تمهيداً لإعادتهم إلى أسرهم.
ويجري حالياً في محافظة مأرب استكمال دورة تأهيلية لسبعة وعشرين طفلاً ضمن أنشطة المرحلتين الخامسة والسادسة من مشروع إعادة التأهيل للأطفال المجندين الذين ينتمون لعدة محافظات يمنية. وتشارك المركز منظمة «وثاق» للتوجه المدني اليمنية في تنفيذ برنامج إعادة التأهيل للأطفال المجندين، ووفقاً لتقارير المنظمة فإن عدد الذين تمت إعادة تأهيلهم من الأطفال ضحايا الميليشيا في الحرب 161 طفلاً تم احتجازهم في عدد من جبهات القتال.
ويتلقى هؤلاء الأطفال تأهيلاً نفسياً واجتماعياً وتعليمياً وفق برنامج أعد بإتقان من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة، ويهدف البرنامج إلى إعادة تأهيل ألفي طفل ممن جندتهم ميليشيات الحوثي وحرمتهم من طفولتهم وحقوقهم في التعليم. ويتولى إعادة التأهيل فريق من الأطباء والأخصائيين النفسانيين والاجتماعيين والتربويين بهدف إخراج الأطفال من الحالة النفسية السيئة التي يعيشونها نتيجة تأثرهم بعملية التجنيد القسري من قبل الميليشيا الحوثية، وتشمل البرامج التأهيلية أعمالاً ترفيهية وثقافية ومسابقات هادفة، لإعطاء طابع الفرح ومساحة أكبر للتفريغ النفسي الذي يحتاجه الأطفال المجندون.
المنظمات الدولية والمحلية، تكشف أرقاماً مفزعة عن وضع الأطفال في اليمن ومستوى الكارثة التي تسببت فيها الميليشيات الانقلابية بحق الطفولة، حيث تشير هذه الأرقام إلى أن عدد الأطفال المجندين في صفوف الميليشيا الحوثية وصلت إلى أكثر من 13 ألف طفل وتم استحداث العديد من المعسكرات لتدريبهم في بعض المحافظات، فيما عملية تجنيدهم من قبل الميليشيات الحوثية تتم في محافظات ذمار وعمران وصعدة وحجة والمحويت، وغالبية هؤلاء الأطفال من مناطق ذات نمط اجتماعي فقير.
يذكر أن القوانين الدولية كافة، تجرم استهداف الأطفال في الصراعات والنزاعات والحروب وتطالب بضرورة تحييد الأطفال وعدم استخدامهم في التجنيد وإعادتهم إلى المدارس لتلقي تعليمهم، إلا أن ميليشيات الحوثي انتهكت هذه القوانين الخاصة بحقوق الأطفال، وتسببت بمقتل الآلاف منهم، إضافة إلى فرض التجنيد الإجباري عليهم.
كيف يستغل الحوثيون أوضاع الأسر والزج بأطفالهم في الحرب «أحياءً وأمواتاً»؟
إجمالي الأطفال الذين أنقذهم «التحالف» من براثن الحوثي خلال أشهر بلغ 86 طفلاً
كيف يستغل الحوثيون أوضاع الأسر والزج بأطفالهم في الحرب «أحياءً وأمواتاً»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة