الشرطة الروسية تنتشر في الجولان لضمان «سلام دائم»

إسقاط طائرة «درون» استهدفت قاعدة حميميم

TT

الشرطة الروسية تنتشر في الجولان لضمان «سلام دائم»

أعلنت قيادة قوات الشرطة العسكرية الروسية في سوريا أنها شرعت في إقامة ثمانية مراكز مراقبة على الجانب السوري قرب منطقة نزع السلاح في الجولان، وأكدت أن مهامها في المنطقة لا تتعارض مع مهام قوات الفصل الدولية وأن دورها ضمان «سلام دائم».
وأوضح فيكتور زايتسيف نائب قائد قوات الشرطة العسكرية الروسية المنتشرة في سوريا، بدء العمل لتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها في وقت سابق مع الجانب الإسرائيلي لضمان عدم وقوع احتكاكات أو هجمات تنطلق من الأراضي السورية. وقال بأن «الخطوة الأولى نحو إقامة 8 مواقع قرب المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين سوريا وإسرائيل، تم تنفيذها بإقامة أول مركز مراقبة»، موضحا أنه «في القريب العاجل، سننشر سبعة مراكز أخرى، وكلها لضمان أمن المدنيين في محافظة القنيطرة».
ولفت نائب قائد القوات الروسية في سوريا، الجنرال سيرغي كورالينكو، إلى أن مراكز الشرطة العسكرية الروسية ستنشر أمام المنطقة منزوعة السلاح، التي تسيطر عليها قوات الأمم المتحدة وليس في داخلها، مؤكدا: «لن تنتشر وحدات الشرطة العسكرية الروسية داخل المنطقة منزوعة السلاح، وستوفر مراكز المراقبة التي ستنشر بالقرب منها السلام في المناطق السورية، وخصوصا في محافظة القنيطرة». وقال الجنرال إن «رفع العلم الروسي في هذه المنطقة سيضمن للسكان المسالمين أن السلام قد حلّ في هذه الأرض إلى الأبد».
وكانت الأمم المتحدة أكدت في وقت سابق أن القوات الروسية لن تشكل بديلا لقوات فك الاشتباك الدولية (أندوف). وأكد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق ضرورة «التمييز الواضح بين مهمتي القوات الدولية لمراقبة فك الاشتباك في مرتفعات الجولان والشرطة العسكرية الروسية»، مشددا على أن «القوات الروسية ليست جزءا من أندوف وأنشطة الشرطة العسكرية الروسية في هذه المنطقة ودورياتها في الجانب السوري، مفصولة بوضوح عن نشاط القوات الدولية». وأشار إلى أنه بموجب الاتفاق الموقع في العام 1974 والبروتوكول فإن قوات الأندوف تتشكل من ممثلين عن الأطراف الموقعة على الاتفاق (وليست من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي).
ونجحت موسكو قبل أسابيع في التوصل إلى تفاهمات لتخفيف التوتر في المنطقة ومنع وقوع احتكاكات بين إسرائيل من جانب والجيش السوري أو القوات التابعة لإيران من الجانب الآخر. ونصت التفاهمات مع تل أبيب على إبعاد الإيرانيين والميليشيات التابعة لطهران إلى مسافة 85 كيلومترا عن المنطقة إلى عمق الأراضي السورية وهو أمر أعلنت موسكو تنفيذه قبل أسبوع. كما تضمنت توافقا على نشر الشرطة العسكرية الروسية لتكون ضامن منع وقوع احتكاكات. وأعلنت موسكو أن إسرائيل لا تعارض انتشار القوات النظامية السورية على الجانب السوري قرب منطقة نزع السلاح على أن تلتزم دمشق باتفاق فك الاشتباك للعام 1974 الذي يحدد تعداد القوات المنتشرة وحجم تسليحها. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية قبل أيام إنهاء وجود تنظيمي «داعش» و«النصرة» في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة جنوبي سوريا، وبسط الجيش السوري سيطرته على كامل الحدود السورية الأردنية.
ونفذت قوات السلام الدولية بعد ذلك مباشرة، أول دورية لها في منطقة فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل في الجولان منذ اندلاع النزاع السوري، برفقة الشرطة العسكرية الروسية.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط طائرة مسيرة أطلقها مسلحون من المناطق التي تخضع لسيطرتهم باتجاه قاعدة حميميم الروسية.
وقال رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أليكسي تسيغانكوف إن «وسائل مراقبة الأجواء فوق قاعدة حميميم رصدت اليوم (أمس) طائرة مسيرة، تم إطلاقها من الأراضي التي تسيطر عليها التشكيلات المسلحة غير الشرعية بشمال محافظة اللاذقية».
وأضاف أنه تم تدمير الهدف بنيران المضادات الروسية دون أن يسفر الحادث عن سقوط ضحايا أو مصابين أو أضرار مادية، مؤكدا أن القاعدة تعمل بنظامها الطبيعي.
وكانت موسكو أشارت إلى تصاعد وتيرة الهجمات على حميميم باستخدام طائرات مسيرة خلال الشهر الأخير. وتحدثت عن وقوع نحو عشر هجمات في غضون أسبوعين. وحذرت وزارة الدفاع من أن غالبية الهجمات انطلقت من إدلب، في إشارة إلى ضرورة أن تضاعف تركيا بصفتها ضامن منطقة خفض التصعيد في إدلب من جهودها لوقف الهجمات. وأشارت مصادر عسكرية روسية أمس إلى أن الاتصالات التي تجريها موسكو مع أنقرة تهدف إلى وضع تصور مشترك لآلية إنهاء وجود المجموعات المتشددة في المدينة في إشارة إلى اقتراب الطرفين من التوصل إلى تفاهم حول حجم وطبيعة العملية العسكرية المُحتملة في إدلب بالإضافة إلى تحديد موعدها. علما بأن أوساطا روسية أشارت خلال اليومين الأخيرين إلى أن موسكو تفضل «حسم الوضع في إدلب قبل حلول موعد القمة الرباعية التي تجمع زعماء روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا والمقررة في السابع من الشهر المقبل في تركيا»، ستركز على وضع آليات مشتركة لتسوية الوضع في سوريا.
يشار إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يزور أنقرة الاثنين لبحث الملف السوري، وبالإضافة إلى تحضيرات القمة ينتظر أن يشغل الوضع في إدلب الحيّز الأهم من محادثاته هناك مع المسؤولين الأتراك.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.