«القاعدة» تتمدد في شمال أفريقيا وغربها

عبر بيع الأسلحة وغسل الأموال وتهريب المهاجرين

«القاعدة» تتمدد في شمال أفريقيا وغربها
TT

«القاعدة» تتمدد في شمال أفريقيا وغربها

«القاعدة» تتمدد في شمال أفريقيا وغربها

رصدت دراسة حديثة في مصر، تمدد تنظيم «القاعدة» في شمال وغرب أفريقيا خاصة دول مجموعة الساحل مضافاً إليها تونس والجزائر. وأكدت الدراسة أن التنظيم يمثل التهديد الأول والأخطر على أمن واستقرار منطقة شمال وغرب أفريقيا. واعتبر مراقبون مصريون ذلك بأنه محاولة من تنظيم «القاعدة» للعودة من جديد لصدارة مشهد «المتشددين» ولو بشكل مؤقت، عقب خسائر تلقاها خصمه «داعش» في سوريا والعراق.
ورصدت الدراسة أيضاً وسائل التمويل التي يعتمد عليها تنظيم القاعدة، وتتمثل في «عمليات اختطاف وتبادل الرهائن الأجانب وتجارة المخدرات وبيع السلاح وغسل الأموال والسرقة والنهب وتهريب المهاجرين والتبرعات وتحويل الأموال من الجمعيات غير الشرعية».
وما زال تنظيم «القاعدة» يقدم نفسه بصفته «طليعة الجهاد» ضد أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا، ويعتبر أتباعه أصحاب منهج صحيح على خلاف «داعش» الذي يصفهم بـ«الخوارج الغلاة والتكفيريين».
ويرى مراقبون، أن «كثيراً من الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تلقت تدريبات على يد عناصر «القاعدة» انفصلت عن التنظيم خلال السنوات الماضية وانضمت إلى تنظيمات أخرى مثل «داعش». ويسعى تنظيم «القاعدة» إلى ضم هؤلاء «الدواعش» عقب الهزائم التي لحقت بهم في سوريا والعراق خلال الأشهر الأخيرة. وذكرت الدراسة المصرية أنها اعتمدت على شواهد كثيرة تدل على تنامي التنظيم الإرهابي منذ عام 2017 بعد أن تمكن من إعادة بناء قدراته بهدوء خلال السنوات الماضية، في ظل توقعات بأن يكون التنظيم أكثر نشاطاً وخطورة على الأمن القومي لعدد من المناطق الإقليمية ودول بعينها في شمال وغرب أفريقيا.
وأشارت الدراسة إلى أنه على رغم الخفوت والتراجع العام لتنظيم «القاعدة» في مناطق عدة، خاصة دول الشرق الأوسط بعد صعود «داعش» في سوريا والعراق 2014، فإن شبكات التنظيم في بلاد المغرب وغرب أفريقيا ظلت حاضرة على مسرح الأحداث هناك.
وأكدت الدراسة التي أعدها مرصد دار الإفتاء في مصر، أن تنظيم القاعدة لم يخف خلال السنوات السبع الماضية سعيه الحثيث للحضور ضمن دائرة التأثير في شمال وغرب أفريقيا، وقام خلال تلك المدة بتجديد شبكاته وهياكله وتطوير خطابه الإعلامي. وأوضحت أن التنظيم سعى إلى الامتثال لتعليمات زعيمه أيمن الظواهري بضرورة عمل تحالف واندماج الجماعات «الجهادية» في محاولة لمعالجة التشتت والتخبط التنظيمي، الذي عانى منه التنظيم خلال السنوات الماضية، وهو ما أضعفه. لذا عملت خمسة أفرع تابعة للتنظيم في المنطقة على تبني نهج التحالف والاندماج تحت اسم «نصرة الإسلام والمسلمين»، وهو يعد التنظيم الأخطر في المنطقة منذ تأسيسه في 2017 لجهة عدد العمليات في مالي.
ورصدت الدراسة أيضاً التحولات على مستوى الخطاب الإعلامي للتنظيم خلال السنوات الماضية، وسعيه إلى تبني خطاب «المقاومة ضد الاستعمار» وضد قوات الأمن من الجيش والشرطة الوطنية في تلك البلدان، كما حاول جاهداً إضفاء صبغة اجتماعية على إصداراته، إذ صور مقاومته للجيش والشرطة كرد فعل على انتهاكات الجنود ضد المواطنين المدنيين. كما روج أن عملياته تأتي ضد «الفساد والقهر» الذي تتعرض له شعوب المنطقة.
وأوضحت الدراسة أن خطاب التنظيم الذي بات متماسكاً منذ عام 2017 يوضح أولوياته في استهداف قوات الشركات الفرنسية العاملة في منطقة تجمع دول الساحل الأفريقية، وكذلك السياح والعمال الأجانب وخصوصا الفرنسيين الموجودين في المنطقة، واستهداف بعثات قوات الأمم المتحدة واستهداف قوات الجيش والشرطة في تلك البلاد، وأخيراً استهداف العملاء المتعاملين مع القوات الفرنسية أو الأفريقية.
وسبق أن هدد تنظيم «القاعدة» بشن هجمات على شركات غربية في شمال وغرب أفريقيا، ودعا إلى مقاطعتها في يوليو (تموز) الماضي. كما استهدفت عناصر التنظيم فنادق يرتادها أجانب في مالي وبوركينا فاسو وساحل العاج. وأشار التنظيم في بيان له مؤخراً، إلى «منابذة كل الشركات والمؤسسات الغربية وبدرجة أولى الفرنسية منها العاملة في المغرب الإسلامي (من ليبيا إلى موريتانيا) ومنطقة الساحل، واعتبارها هدفاً مشروعاً».


مقالات ذات صلة

إردوغان يلوح لأوروبا بالأمن... وحزب كردي يطالب بحرية «أوجلان»

شؤون إقليمية إردوغان متحدثاً أمام السفراء الأجانب في تركيا (الرئاسة التركية)

إردوغان يلوح لأوروبا بالأمن... وحزب كردي يطالب بحرية «أوجلان»

دعا حزب تركي مؤيد للأكراد إلى تخفيف ظروف سجن زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان حتى يتمكن من القيام بمهامه في الدعوة التي أطلقها لحلّ الحزب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي مقاتلون حوثيون يستعرضون قوتهم في صنعاء باليمن... 21 سبتمبر 2024 (رويترز) play-circle

الخارجية الأميركية تصنّف جماعة الحوثي اليمنية «منظمة إرهابية أجنبية»

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، أنها صنّفت جماعة الحوثي في ​​اليمن، المعروفة رسمياً باسم «أنصار الله»، «منظمة إرهابية أجنبية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي جانب من المباحثات التركية - البريطانية في أنقرة (الخارجية التركية)

تركيا طالبت خلال محادثات مع بريطانيا برفع كامل للعقوبات الغربية

أكدت تركيا ضرورة رفع جميع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا ودعم شعبها في المرحلة التي تسعى فيها إلى استعادة عافيتها

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا أفغان ينتظرون عبور معبر تورخام المغلق مع باكستان، حيث تبادلت القوات الباكستانية والأفغانية إطلاق النار بين عشية وضحاها في تورخام بأفغانستان يوم الاثنين 3 مارس آذار 2025 (أ.ب)

تراجع الاشتباكات بين باكستان وأفغانستان وآلاف يبحثون عن مأوى

قال سكان ومسؤولون إن اشتباكات اندلعت خلال الليل بين قوات الأمن الباكستانية والأفغانية عند معبر الحدود الرئيسي بين البلدين تسببت في فرار آلاف السكان من منازلهم

«الشرق الأوسط» (بيشاور (باكستان))
أوروبا قوات خاصة من الشرطة تفتش شقة في لودفيغسهافن حيث يقال إن سائق مانهايم الذي صدم حشداً من الناس كان يعيش فيها وفي 3 مارس قاد مشتبه به يبلغ من العمر 40 عاماً سيارته نحو مجموعة من الناس في وسط مدينة مانهايم ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين (د.ب.أ)

ألمانيا: مقتل شخصين وإصابة آخرين بعملية دهس نفذها «مريض نفسي»

قُتل شخصان، وأصيب 11 آخرون بجروح جراء دهس سيارة عدداً من المارة، ظهر الاثنين، في وسط مدينة مانهايم غرب ألمانيا، حسبما أفادت الشرطة التي أوقفت المشتبه به.

«الشرق الأوسط» (مانهايم)

رائدا فضاء عالقان يقتربان أخيراً من العودة إلى الأرض بعد 9 أشهر

تظهر هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو نشرته وكالة ناسا (من اليسار) رواد الفضاء بوتش ويلمور ونيك هاغ وسوني ويليامز وهم يتحدثون خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء 4 مارس 2025 (أ.ب)
تظهر هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو نشرته وكالة ناسا (من اليسار) رواد الفضاء بوتش ويلمور ونيك هاغ وسوني ويليامز وهم يتحدثون خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء 4 مارس 2025 (أ.ب)
TT

رائدا فضاء عالقان يقتربان أخيراً من العودة إلى الأرض بعد 9 أشهر

تظهر هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو نشرته وكالة ناسا (من اليسار) رواد الفضاء بوتش ويلمور ونيك هاغ وسوني ويليامز وهم يتحدثون خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء 4 مارس 2025 (أ.ب)
تظهر هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو نشرته وكالة ناسا (من اليسار) رواد الفضاء بوتش ويلمور ونيك هاغ وسوني ويليامز وهم يتحدثون خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء 4 مارس 2025 (أ.ب)

أصبح رائدا فضاء عالقان تابعان لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) على بعد أسابيع قليلة فقط من العودة أخيراً إلى الأرض بعد تسعة أشهر في الفضاء، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

واضطر رائد الفضاء بوتش ويلمور ورائدة الفضاء سوني ويليامز إلى الانتظار حتى يصل من يحل محلهما إلى محطة الفضاء الدولية، الأسبوع المقبل، قبل أن يتمكنا من العودة في وقت لاحق من الشهر الحالي.

ومن المقرر أن ينضم إليهما في رحلة شركة «سبيس إكس» إلى الأرض، رائدا فضاء وصلا إلى محطة الفضاء الدولية سبتمبر (أيلول)، بجانب مقعدين فارغين تم تخصيصهما لإعادة ويلمور وويليامز.

وتحدثت ويليامز من محطة الفضاء، اليوم الثلاثاء، وقالت إن أصعب جزء عن الإقامة الممتدة غير المتوقعة هو انتظار عائلاتهم لهم.

وقالت: «لقد كان الأمر مزعجاً للغاية بالنسبة لهم، ربما أكثر قليلاً مما هو بالنسبة لنا».