المؤبد لفرنسي وألمانية في العراق بتهمة الانتماء إلى «داعش»

TT

المؤبد لفرنسي وألمانية في العراق بتهمة الانتماء إلى «داعش»

أصدرت محكمة عراقية أمس الاثنين حكما بالسجن المؤبد قابلا للطعن بحق مواطن فرنسي وأخرى ألمانية بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش. وفيما لم يصدر بيان عن مجلس القضاء الأعلى بهذا الحكم فإن وكالة «رويترز» نقلت عن القاضي الذي نطق بالحكم قوله إن المواطن الفرنسي لحسن عمار غيبودج (55 عاما) والألمانية نادية راينر هيرمان (22 عاما) أدينا بالانتماء للتنظيم المتشدد. وكان حكم سابق قد صدر بحق الألمانية هيرمان بالسجن لمدة عام لدخولها العراق بصورة غير مشروعة. وحضر موظفون ومترجمون من سفارتي البلدين جلسة المحكمة.
وكان العراق أعلن أواخر العام الماضي 2017 تحرير كامل أراضيه من تنظيم داعش عقب احتلاله في شهر يونيو (حزيران) 2014 نحو أربع ثلاث محافظات عراقية (نينوى، صلاح الدين، الأنبار) وأجزاء واسعة من كركوك وديالى كما شكل تهديدا للعاصمة العراقية بغداد، حيث وصل التنظيم إلى نحو 30 كم شمالي بغداد.لكنه وبرغم إعلان التحرير فإن تنظيم داعش وعبر خلايا نائمة لا يزال يواصل هجماته ضد القوات العراقية في مناطق مختلفة من البلاد خصوصا المثلث المحصور بين محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين. وكانت الأجهزة الأمنية العراقية ألقت القبض على آلاف الأجانب المنضوين في هذا التنظيم مع عوائلهم.
وفيما زج بالآباء والأمهات في السجون فإن الأطفال وضعوا في أماكن خاصة من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في وقت تمت فيه مفاتحة سفارات الدول التي ينتمون إليها لغرض إعادة الأطفال إلى تلك الدول، حيث كانت جمهورية الشيشان سباقة في إعادة الأطفال الذين يحمل آباؤهم الجنسية الشيشانية.
وبشأن الحكم الصادر على المواطنين الأجنبيين الفرنسي والألمانية يقول الخبير الأمني المتخصص فاضل أبو رغيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثرية المقاتلين العرب والأجانب موجودون لدى جهاز مكافحة الإرهاب بوصفه يمثل خط التماس فيما تسمى دولة التمكين فيما يتعلق بنينوى بشقيها الأيمن والأيسر وبالتالي لا توجد إحصائية دقيقة بشأنهم لأن أعدادهم متفاوتة»، مبينا أن «هؤلاء مشمولون بالقانون العراقي 4 إرهاب».
وحول الحكم الصادر وهو السجن المؤبد يقول أبو رغيف إن «الأحكام تتفاوت حسب نوع الجرم الذي يرتكبه هؤلاء حيث إن القضاة ينظرون إلى الأمر من كل الزوايا ويصدرون أحكامهم طبقا لذلك».
وكانت محكمة عراقية أصدرت قبل شهور حكما بإعدام 15 امرأة تركية بعد إقرارهن بالانتماء إلى «داعش» فيما حكم على تركية بالسجن المؤبد. ويسمح قانون مكافحة الإرهاب العراقي بتوجيه الاتهام لأشخاص غير متورطين بأعمال عنف لكن يشتبه بتقديمهم مساعدة لتنظيم داعش.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.