البرازيليون يعيدون تعريف عبارة «العار التاريخي» بعد هزيمة الثامن من يوليو

نكسة «ماراكانازو» عام 1950 كانت الأسوأ.. حتى أتت صدمة «مينيرازو»

برازيليون يتابعون بحسرة لقاء منتخبهم أمام ألمانيا الثلاثاء الماضي (أ.ب)  -  طفل برازيلي يبكي أثناء مواجهة ألمانيا في مدينة بيلو هوريزونتي (أ.ب)
برازيليون يتابعون بحسرة لقاء منتخبهم أمام ألمانيا الثلاثاء الماضي (أ.ب) - طفل برازيلي يبكي أثناء مواجهة ألمانيا في مدينة بيلو هوريزونتي (أ.ب)
TT
20

البرازيليون يعيدون تعريف عبارة «العار التاريخي» بعد هزيمة الثامن من يوليو

برازيليون يتابعون بحسرة لقاء منتخبهم أمام ألمانيا الثلاثاء الماضي (أ.ب)  -  طفل برازيلي يبكي أثناء مواجهة ألمانيا في مدينة بيلو هوريزونتي (أ.ب)
برازيليون يتابعون بحسرة لقاء منتخبهم أمام ألمانيا الثلاثاء الماضي (أ.ب) - طفل برازيلي يبكي أثناء مواجهة ألمانيا في مدينة بيلو هوريزونتي (أ.ب)

الإهانة والعار والحزن هم ثلاث كلمات يمكن أن تُلخص شعور البرازيليين عقب الهزيمة التاريخية بنتيجة (1 - 7) في الدور قبل النهائي ضد ألمانيا الثلاثاء الماضي. في اليوم التالي، كانت ملامح الذهول مرسومة على وجوه البرازيليين شرق مدينة ساو باولو، بينما كانوا يشاهدون الأرجنتينيين ومؤيدي الهولنديين وهم يتوافدون على استاد إيتاكويرا لمشاهدة أي الفريقين سيحاول الفوز بكأس العالم على أرضهم، حيث إنهم لم يصدقوا خروج البرازيل من المونديال. وحسب ما ذكره أنتونيسون جيساس، بينما كان ينظر إلى مجموعة من الأرجنتينيين الذين كانوا يهتفون أمامه: «إنني حزين للغاية ليس لأننا خسرنا المباراة، فمن المقرر أن يكسب منتخب واحد فقط من بين 32 منتخبا، لذلك من الطبيعي أن نخسر المباراة، ولكن تكمن المشكلة في عدد الأهداف التي تلقيناها. هذا عار لنا، ونحن نشعر بنوع من الإهانة».
وهذا هو شعور ملايين الملايين من البرازيليين في جميع أنحاء البلاد. فمنذ بدء دورة المباريات، انخفضت وتيرة الاحتجاجات ضد إقامة كأس العالم، وكان يشعر البرازيليون في الغالب، بالسعادة لاستضافة الحدث الذي جلب مجموعة من السياح إلى بلدهم، الذي من شأنه أن يؤدي إلى وضع النجمة السادسة على قميص البرازيل الأصفر اللون.
لم يبدأ المنتخب الوطني البرازيلي مباريات كأس العالم بشكل جيد، ففي المباراة ضد كرواتيا، تقدم المنتخب البرازيلي بالهدف الأول للاعب كرواتيا بطريق الخطأ في مرماه، وانتهت المباراة بين البرازيل وكرواتيا بنتيجة (3 - 1) لصالح البرازيل. ثم كانت نتيجة مباراة البرازيل ضد المكسيك (0 - 0)، وهزمت البرازيل الكاميرون (4 - 1). وفي مباراة البرازيل ضد تشيلي، تمكنت البرازيل من الفوز من خلال ركلات الجزاء الترجيحية، بالإضافة إلى فوز البرازيل في المباراة ضد كولومبيا بنتيجة (2 - 1)، مما يوضح أنه كان من الضروري تحسين الأداء فيما يتعلق بأمور كثيرة إذا كان البرازيليون يريدون أن يكونوا الفائزين باللقب.
ومع ذلك، لم يتوقع أحد على الإطلاق ما حدث في مواجهة ألمانيا؛ إذ باتت هزيمة البرازيل أمام المنتخب الألماني الأسوأ في تاريخ المنتخب البرازيلي الذي دام لمدة 100 عاما. فحتى يوم الثلاثاء، كانت تعد نكسة «ماراكانازو» التي شهدتها البرازيل عام 1950 عندما هُزمت (2 - 1) أمام منتخب أوروغواي في بطولات كأس العالم التي أُقيمت لأول مرة في البرازيل، بمثابة العار الأكبر في تاريخ دولة كرة القدم. والآن يُعيد البرازيليون تعريف معنى عبارة «العار التاريخي». وحسب ما أفادت به أندريا تيلي: «أعتقد أننا لم نستوعب هذه الهزيمة حتى الآن. سيظل هذا اليوم مسجلا في التاريخ إلى الأبد. إنه لأمر محزن، وأعتقد أنه لا يزال هناك حاجة لبعض الوقت لكي نستوعب ما حدث». كما أنها ترى أن المنتخب البرازيلي لم يتلق التدريب الكافي، كما أن غياب الكابتن تياغو سيلفا - الذي جرى إيقافه ولم يتمكن من لعب المباراة الأخيرة، كان له الأثر السلبي على المنتخب. وأشارت، قائلة: «لا أعتقد أن نيمار كان بمقدوره حل الأزمة، ربما كان باستطاعة تياغو سيلفا القيام بذلك، لأنه كان القائد الذي يملك بيده زمام الأمر، كما أنه لاعب دفاعي بالدرجة الأولى. ربما كان بمقدوره إحداث التغيير المطلوب».
يذكر أن نيمار - الذي كان يُنظر إليه باعتباره اللاعب الأهم في منتخب البرازيل - كان يعد بالفعل خارج بطولة كأس العالم بسبب الإصابة التي تعرض لها خلال لقاء كولومبيا.
ومنذ ذلك الحين، أخذ البرازيليون يتساءلون كيف سيستطيع المدرب لويز فيليبي سكولاري إعادة تنظيم فريقه لمواجهة ألمانيا. كما يمثل فريد، مهاجم منتخب البرازيل، خيبة أمل كبيرة فيما يتعلق بدوره في المباريات؛ حيث يُنظر إليه بأنه كان غير مكترث على الإطلاق بما يحدث.
ومن جهته يقول سيمون أوليفيرا: «نشعر بالحزن الشديد والإحباط لرؤية اللاعبين المحترفين، وأفضل لاعبين بالبرازيل، لا يفعلون شيئا من أجل كرة القدم. لقد هُزموا وهم لا يعرفون كيف يلعبون». وقالت جوانا ماركونديز: «شعرت بالحزن الشديد، ولكن كان الأمر متوقعا؛ حيث إن منتخب البرازيل كان يحقق الفوز في المباريات بمعاناة شديدة. وأعرب الكسندر سوزا عن أسفه، قائلا: «يوم أمس كان يوما مخزيا. فلا يمكن للبرازيل الاعتماد على لاعب واحد أو اثنين - إذا أخذنا في اعتبارنا مسألة غياب تياغو سيلفا. الهزيمة أمر طبيعي في كرة القدم ولكن منتخب البرازيل خسر بسبعة أهداف.. كانت هذه الهزيمة الأسوأ في تاريخ البلاد».
اختار المدرب فيليبو اللاعب برنارد بدلا من نيمار، وأعطت البرازيل خلال الدقائق الأولى من المباراة انطباعا يوحي بأن لديها فريقا هجوميا، لا يخشي اللعب من دون لاعبه الرئيس، ولكن ظل هذا الشعور سائدا إلى أن سجل مولر الهدف الأول لصالح ألمانيا بعد عشر دقائق فقط من بدء المباراة. بعد ذلك، كان هناك حالة «تعتيم جماعي»، وذلك حسب وصف فيليبو ووسائل الإعلام المحلية. وما بين الدقيقة 22 والدقيقة 28، تلقى منتخب البرازيل أربعة أهداف أخرى، ومن تلك اللحظة، كان منتخب البرازيل خسر المباراة بالفعل، وكان الهدفان الأخيران بمثابة الطعنات النهائية في قلوب البرازيليين. وقال جواو كريسوستومو: «إنه لأمر محزن للغاية. عندما خسرنا الهدف الخامس بدأتُ أبكي؛ حيث أدركت أننا لن نفوز بالبطولة».
في هذا اليوم الفظيع، هل كان هناك شيء من شأنه أن يجعل البرازيليون يشعرون بالاطمئنان فيما يتعلق بهزيمتهم في بطولة كأس العالم؟ بالطبع نعم، كان يتمثل هذا الشيء في هزيمة منتخب الأرجنتين في مباراته، ولكن لم يحدث هذا الأمر. والآن، قد يشهد البرازيليون احتفال أكبر فريق منافس لهم بفوزه بلقب بطل العالم داخل استاد ماركانا. ما الذي تبقى لمنتخب البرازيل؟ الذي تبقى هو محاولة الفوز بالمركز الثالث في المباراة ضد هولندا المقررة يوم السبت. بالتأكيد هذه هي بطولة كأس العالم التي يريد البرازيليون محوها من تاريخهم، ولكن للأسف لن يتمكنوا من ذلك.



الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT
20

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.