بري يُصالح «فتح» و«حماس» في لبنان

عودة إلى العمل المشترك بعد تعليقه شهراً

من اجتماع أعضاء حركتي «فتح» و«حماس» في مكاتب حركة «أمل» («الشرق الأوسط»)
من اجتماع أعضاء حركتي «فتح» و«حماس» في مكاتب حركة «أمل» («الشرق الأوسط»)
TT

بري يُصالح «فتح» و«حماس» في لبنان

من اجتماع أعضاء حركتي «فتح» و«حماس» في مكاتب حركة «أمل» («الشرق الأوسط»)
من اجتماع أعضاء حركتي «فتح» و«حماس» في مكاتب حركة «أمل» («الشرق الأوسط»)

نجح رئيس المجلس النيابي وحركة «أمل» نبيه بري بمصالحة حركتي «فتح» و«حماس» في الداخل اللبناني ما سيؤدي إلى استئناف العمل الفلسطيني المشترك الذي توقف مطلع الشهر الماضي على خلفية تراكم الخلافات بين الفصيلين.
وبدا واضحا أن ضغوطا كبيرة مورست على القوى الفلسطينية للإسراع بمعالجة الخلافات في الداخل اللبناني خوفا من دخول طابور خامس على الخط من بوابة المخيمات بعد تراجع الأداء الأمني للجان المشتركة.
وأكد ممثلو «فتح» و«حماس» الذين شاركوا في لقاء في مقر المكتب السياسي لحركة «أمل» في بيروت، برعاية وتوجيه من بري، التمسك بالعمل الفلسطيني المشترك في لبنان، وتفعيل أطره السياسية والأمنية والشعبية لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان، وتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية - الفلسطينية، ومواجهة صفقة القرن وتداعياتها على قضية اللاجئين، بحسب ما جاء في بيان وزعته «أمل».
ووصف ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة الاجتماع بـ«لقاء المصالحة الأخوي بين أكبر فصيلين فلسطينيين»، مؤكدا أنه طوى صفحة الخلاف ووضع حدا لغيمة الصيف العابرة التي طرأت على العلاقة بينهما وأثرت على العمل المشترك. وقال بركة لـ«الشرق الأوسط» إن صفحة جديدة قد فُتحت سيتم على أثرها إعادة ترتيب البيت الداخلي خصوصا من خلال تفعيل عمل القيادة السياسية المشتركة كما العمل المشترك على المستويات كافة، لافتا إلى أن التفاهمات سترتبط بخطوات عملية قريبا جدا تبدأ باستئناف الاجتماعات المكثفة بين الفصائل. وأضاف: «أبرز ما شددنا عليه خلال الاجتماع أن الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية يجب ألا تنعكس على الساحة اللبنانية والمخميات، فنحن بالنهاية ضيوف وعلينا أن نكون موحدين لحماية وجودنا وتعزيز العلاقات اللبنانية – الفلسطينية».
من جهته، أكد أمين سر حركة «فتح» في لبنان فتحي أبو العردات أن المصالحة مع «حماس» تمت في عام 2011 وما حصل بالأمس لقاء لمعالجة مشكلات وثغرات بالعمل الفلسطيني المشترك في لبنان، مؤكدا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» التوصل لتفاهمات حول كل القضايا على أن يتم إطلاق العمل المشترك وفق أرضية وأسس جديدة يلتزم كل الفرقاء بها. وقال: «ما سنسعى إليه في المرحلة الحالية هو تدعيم وتعزيز التعاون الفلسطيني - الفلسطيني في الداخل اللبناني بما يؤمن المصلحتين اللبنانية والفلسطينية على حد سواء».
وكانت «فتح» وفصائل منظمة التحرير قررت تعليق العمل بالأطر الفلسطينية الموحدة بعد نحو 6 أشهر من توقف اجتماعات القيادة السياسية وذلك احتجاجا على ما تقول إنه «تنصل حماس من الاتفاقات والتفاهمات التي يتم التوصل إليها»، فيما تعتبر «حماس» أن قيادة «فتح» تحاول التفرد بالقرارات ما يوجب برأيها إعادة النظر بالأسس والضوابط التي تم التوافق عليها قبل نحو 4 سنوات.
ووقعت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان في عام 2014 ما عُرف بـ«المبادرة الموحدة» لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان وتعزيز العلاقات اللبنانية الفلسطينية، وقد اشتملت في حينها على 19 بندا وركزت على العمل لمنع الفتنة المذهبية والحؤول دون وقوع اقتتال فلسطيني أو مع طرف لبناني، وحماية الهوية الوطنية الفلسطينية عبر التمسك بحق العودة ورفض مشروعات التوطين والتهجير والوطن البديل، ودعم وحدة لبنان وأمنه واستقراره، وتعزيز العلاقات اللبنانية الفلسطينية.
ورغم إجماع الفصائل على أهمية اللقاء الذي عُقد بين «فتح» و«حماس» أمس الخميس، فإن مصادر فلسطينية وصفت ما تم التوصل إليه بكونه «الحد الأدنى من التفاهم المطلوب لتجنيب الساحة اللبنانية أي انعكاسات للخلاف الفتحاوي - الحمساوي»، مستبعدة تماما في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تعود الأمور لما كانت عليه قبل القطيعة وتعليق العمل المشترك مطلع شهر يوليو (تموز). وقالت: «يبدو واضحا أن هناك ترتيبات معينة لاستئناف العمل المشترك ولو من حيث الشكل لأن السقف الأعلى للتفاهم الجديد يطال تحييد الساحة اللبنانية لا أكثر».
ولحظ البيان الذي وزعته حركة «أمل» أمس اتفاق المجتمعين على 7 بنود من ضمنها: التمسك بوكالة «الأونروا» باعتبارها الجهة الدولية المكلفة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لحين العودة إلى ديارهم في فلسطين، والتشديد على أهمية وضع استراتيجية فلسطينية - عربية لحماية وكالة الأونروا، وتعزيز دورها، ومطالبة الدول المانحة الوفاء بالتزاماتها المالية.
وأكد ممثلو «فتح» وحماس» التمسك بالحوار باعتباره اللغة الوحيدة التي ينبغي أن تسود بين الفصائل الفلسطينية الموجودة في الساحة اللبنانية، مع تشديدهم على وجوب عدم نقل الخلافات إلى الساحة الفلسطينية في لبنان.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.