الاتحاد الأوروبي يمنح جائزة «شايو» لمؤسسة الملك خالد الخيرية

تكريم الأميرة البندري (تصوير: خالد الخميس)
تكريم الأميرة البندري (تصوير: خالد الخميس)
TT

الاتحاد الأوروبي يمنح جائزة «شايو» لمؤسسة الملك خالد الخيرية

تكريم الأميرة البندري (تصوير: خالد الخميس)
تكريم الأميرة البندري (تصوير: خالد الخميس)

كرمت مندوبية الاتحاد الأوروبي بالسعودية، مؤسسة الملك خالد الخيرية، عبر منحها جائزة «شايو» لتعزيز حقوق الإنسان بدول مجلس التعاون الخليجي، للعام الحالي، بناء على عملها لحملة مجتمعية تهدف إلى مكافحة العنف الأسري، بعنوان «وما خفي كان أعظم»، ومساهمتها في مشروع قانون الحماية من الإيذاء الذي أقر من مجلس الوزراء السعودي في أغسطس (آب) الماضي.
وأوضح السفير آدم كولاخ، رئيس مندوبية الاتحاد الأوروبي لدى السعودية، أن الجائزة تسلم سنويا لتكريم الجهود المميزة في مجال التوعية بحقوق الإنسان، بحضور عدد من سفراء الدول الأوروبية، علاوة على سفراء وممثلي سفارات دول الخليج في السعودية.
وقال السفير كولاخ، خلال كلمته التي ألقاها حول الجائزة: ترابط المجتمعات قائم على حقوق الإنسان، ونحن نؤمن بها وقيمتها على المستوى العالمي، وأن الإنسان ينال حقوقه أينما كان. وأضاف: «مؤسسة الملك خالد لم تقدم فقط حملة، وإنما تحاول أن تصبح فعالة داخل المجتمع».
الأميرة البندري بنت عبد الرحمن الفيصل، مدير عام مؤسسة الملك خالد الخيرية قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «طموح المؤسسة هو إيصال رسالة توعوية، ولكن الأثر أصبح أكبر بكثير وإيجابي بشكل لم نتوقعه، نظام الحماية من الإيذاء صدر أخيرا، ودورنا احتمال أن يتوسع في العمل مع الوزارات المعنية في الجانب التنفيذي للنظام». وأكدت الأميرة البندري تنوع أنشطة المؤسسة في المجال الخيري والإنساني وعدم اقتصارها على جانب حقوق الإنسان.
وفي الوقت نفسه كرم الاتحاد الأوروبي، مركز أمل للرعاية النهارية في مدينة جدة؛ احتفاء بمجهوداتهم في تقديم الرعاية الإنسانية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وأشارت عظمى رحيم حسين، مديرة المركز، إلى، أنه لشرف وتقدير بعد عمل لأكثر من 15 عاما في هذا المجال.
وانطلقت حملة «وما خفي كان أعظم» بمنتصف العام الحالي، على الشبكات الاجتماعية، عبر رسالة تم إيصالها بصورة تعبيرية لامرأة تعرضت لعنف أسري بعد ضرب مبرح بتعابير في عينيها لا تخلو من الصمت والحيرة، ولا تخفي انكسارها.
وتحتفل جائزة «شايو» بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي قدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسميت تيمنا باسم قصر «شايو» في العاصمة الفرنسية باريس، واعتمدت منذ العام الميلادي 1948، وتمنح «شايو» بالتعاون الوثيق مع سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لمنظمات المجتمع المدني المحلية والمؤسسات العامة أو الخاصة لجهودهم في تعزيز الوعي بحقوق الإنسان في دول مجلس التعاون الخليجي.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».