روسيا قلقة من نشر اليابان أنظمة دفاع ضد الصواريخ الباليستية

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الياباني تارو كونو ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره الياباني هيتسوري أونيوديرا  أثناء اجتماعهم في موسكو (أ.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الياباني تارو كونو ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره الياباني هيتسوري أونيوديرا أثناء اجتماعهم في موسكو (أ.ب)
TT

روسيا قلقة من نشر اليابان أنظمة دفاع ضد الصواريخ الباليستية

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الياباني تارو كونو ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره الياباني هيتسوري أونيوديرا  أثناء اجتماعهم في موسكو (أ.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الياباني تارو كونو ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره الياباني هيتسوري أونيوديرا أثناء اجتماعهم في موسكو (أ.ب)

أعربت روسيا عن مخاوفها من خطة اليابان لنشر نظام دفاعي ضد الصواريخ الباليستية، طراز «أجيس أشور»، خلال اجتماع «2+2»، بين وزراء خارجية ودفاع روسيا واليابان أمس الثلاثاء، طبقا لما ذكرته صحيفة «أساهي شيمبون» اليابانية اليوم الأربعاء.
والتقى وزير خارجية اليابان، تارو كونو ووزير الدفاع الياباني، إتسونوري أونوديرا مع نظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويجو، في أول اجتماع «2+2»، يعقد في روسيا.
وفي مؤتمر صحافي مشترك، في أعقاب الاجتماع، قال لافروف: «لقد لفتنا الانتباه مرة أخرى لمخاوف، كانت روسيا قد أعربت عنها بالفعل، فيما يتعلق بنشر نظام دفاع عالمي أميركي».
وقال وزير الدفاع الياباني إنه كان قد طلب من روسيا تفهم الموقف، خلال الاجتماع الرباعي، قائلا في المؤتمر الصحافي إن نظام «أجيس أشور»، دفاعي تماما، ويهدف إلى الدفاع عن اليابان». وأضاف: «لا يشكل تهديدا لروسيا».
وتعتزم اليابان إنفاق 4.‏466 مليار ين (2.‏4 مليار دولار) لنشر نظام «أجيس أشور»، الذي تصنعه شركة «لوكهيد مارتن».
وفي حين أنه يهدف للدفاع ضد الصواريخ الباليستية، التي تطلقها كوريا الشمالية، فإن نظام الرادار المتقدم، الذي سيتم نشره، يبلغ مداه حوالي ألف كيلومتر، ما يعني أن الصواريخ التي يتم إطلاقها من ولاية «الإقليم الشمالي» الأسترالية المتنازع عليها يمكن رصدها أيضا.
وتؤكد روسيا منذ زمن طويل أن نظام «أجيس أشور»، يمثل «قلقا مباشرا للأمن الوطني، نظرا لأنه جزء من الخطة الأميركية لنشر نظام دفاع صاروخي في آسيا».
وذكر وزير الدفاع الياباني في المؤتمر الصحافي أنه أثار مخاوف إزاء جهود روسيا لتعزيز إمكاناتها العسكرية على الجزر الأربع، التي تشكل ولاية «الإقليم الشمالي»، بالإضافة إلى تدريب عسكري، من المقرر أن يجريه الجيش الروسي هذا الصيف في الشرق الأقصى.
واتفق الوزراء الأربعة على عقد اجتماعات دورية، على الأقل مرة سنويا، بين نواب الوزراء الإداريين للدول المعنية، المسؤولين عن السياسة الخارجية والدفاع.
وأكدوا أيضا أنهم سيواصلون البقاء على اتصال عن كثب، في قضية نزع السلاح النووي الكوري الشمالي.
وفي المؤتمر الصحافي، قال كونو: «إنه من المهم تعميق التفهم المشترك بين اليابان وروسيا في المجال الأمني».
وكانت الحكومة اليابانية قد نشرت، في أغسطس (آب) من العام الماضي، منظومة صواريخ الدفاع الجوي «باتريوت آر.اي.إس - 3» في مقاطعات كوتي وهيروشيما وإيمي وشيماني، على خلفية تهديدات من بيونغ يانغ بإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في اتجاه جزيرة غوام الأميركية، طبقا لما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.