اعتقالات واسعة في الضفة وصدامات في مخيم الدهيشة

TT

اعتقالات واسعة في الضفة وصدامات في مخيم الدهيشة

اعتقلت قوّات الاحتلال الإسرائيلي 20 فلسطينيا في مناطق مختلفة في الضفة الغربية، بعد يوم من اعتقال حوالي 30، في حملة واسعة استهدفت نشطاء وصحافيين،
وطالت فلسطينيين من معظم مناطق الضفة بما في ذلك القدس. وقال بيان للجيش الإسرائيلي، إنه اعتقل إلى جانب الأمن العام «الشاباك» والشرطة الإسرائيلية، 17 مطلوبا فلسطينيا للتحقيق. واعترف الجيش بإصابة ضابطة إسرائيلية من قوة «حرس الحدود»، خلال مظاهرات في مخيم الدهيشة، جنوب بيت لحم. وقد أصيبت الضابطة بزجاجة حارقة ألقاها متظاهرون باتجاه القوات الإسرائيلية في المخيم.
وقالت الشرطة إن الضابطة «تلقت الإسعاف الأولي في الموقع وتم نقلها بعد ذلك إلى المستشفى».
وتابع عشرات المتظاهرين في الموقع، رشق الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه القوات الإسرائيلية، التي ردت بالنار والقنابل الصوتية وقنابل الغاز. وكان الجيش وصل إلى المخيم لتنفيذ عملية اعتقال، فاندلعت مواجهات مع متظاهرين فلسطينيين.
وقد تحول مخيم الدهيشة إلى ساحة مواجهات ساخنة، كالعادة، بين شبانه والقوات الإسرائيلية التي اقتحمه مع ساعات الفجر. وقتل جيش الاحتلال الأسبوع الماضي، فتى قاصرا في المخيم نفسه برصاصة في الصدر. وقالت حركة حماس إن حملة الاعتقالات التي يشنها الاحتلال، في الآونة الأخيرة، في الضفة المحتلة، لن تفلح في كسر عزيمة شعبنا.
من جهته، هاجم رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، الاقتراحات التي دعا لها «غلعاد اردان»، وزير الأمن الداخلي لدولة الاحتلال، بشأن تقليص ساعات الاستحمام الخاصة بالأسرى، وقال إنها «تعكس المستوى الذي وصلت إليه حكومة الاحتلال، من انحطاط أخلاقي وعنصرية».
وأضاف فارس، في بيان، أن اردان، ومن خلال هذه التصريحات، بدأ يُمارس دور سجان صغير في إدارة السجون، في محاولة لتسجيل مواقف داخل حزب الليكود، وفي إطار المزايدات الداخلية للأحزاب الإسرائيلية.
وتابع فارس: «إن أوضاع الأسرى في معتقلات الاحتلال صعبة، وهناك العديد من المكتسبات التي أنجزها الأسرى تحاول سلطات الاحتلال أن تلتف عليها وتصادرها. بالمقابل، فإن الأسرى ومن خلال العديد من المحطات التي حاولت فيها سلطات الاحتلال القيام بذلك، واجهوا ذلك بالرفض والتصعيد».
وشدد فارس على ضرورة أن يتجاوز دور المؤسسات الدولية بث الإدانات، وأن تتخذ إجراءات فعلية حيال ما يتعرض له الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».