كاظم السّاهر يغني في «قرطاج»... منافساً ماجدة الرومي

الفنان العراقي كاظم السّاهر
الفنان العراقي كاظم السّاهر
TT

كاظم السّاهر يغني في «قرطاج»... منافساً ماجدة الرومي

الفنان العراقي كاظم السّاهر
الفنان العراقي كاظم السّاهر

يحظى الفنان العراقي كاظم السّاهر بشعبية كبيرة بين الجمهور التونسي، خصوصاً المتابع منه لمهرجان قرطاج الدولي وبقية المهرجانات الكبرى، وقد نفدت تذاكر حفله المبرمج الليلة الماضية بالكامل منذ يوم الجمعة المنقضي. سبق حفل الساهر الحفل الذي أقامه الفنان اللبناني مارسيل خليفة يوم 26 يوليو (تموز) وغيره من الفنانين، إلا أنّ تلك الحفلات، ولئن عرفت إقبالاً جماهيرياً محترماً فإنها لم تقفل الأبواب أمام المتفرجين كما يحصل مع الفنان العراقي.
ومن المنتظر أن يكون متبوعاً بحفل للفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، وهو ما يجعله في منافسة عن بعد مع عدد من الفنانين، من بينهم مارسيل والرومي وغيرهم من الفنانين العرب والنجوم القادمين على مسرح قرطاج على غرار الفنان اللبناني ملحم زين والتونسية يسرى المحنوش.
وكان المختار الرصاع مدير مهرجان قرطاج الدولي، قد أكّد على أن الفنان العراقي كاظم الساهر لن يغني هذه المرة إلا في مهرجان قرطاج، ولن يصعد فوق أي مسرح فني آخر، وإلى حد الآن وبعد مرور أكثر من أسبوعين على انطلاق المهرجان، فإنّ «القيصر» هو الأكثر مبيعاً بالمقارنة مع بقية الفنانين الذين صعدوا على مسرح قرطاج، ومن بينهم مارسيل خليفة الذي يحظى بحفاوة كبرى لدى الجمهور التونسي لارتباط فنه بالقضية الفلسطينية، وما يعرف بـ«الفن الملتزم». وكانت إدارة هيئة المهرجان قد أشارت إلى صعوبات رافقت المفاوضات مع الفنان العراقي قبل إمضاء العقد بين الطرفين، من بينها اشتراط مدير أعماله تنظيم حفلين متتاليين إلى جانب الاختلاف على موعد إقامة السهرة الغنائية، علاوة على وجود مخاوف أمنية، كما أنّ الفنان العراقي لن يعقد مؤتمراً صحافياً إثر الحفل، على الرّغم من مساعي إدارة مهرجان قرطاج الدولي للمحافظة على هذا التقليد، وقد جرى تجاوز مختلف هذه العوائق ليجد الساهر نفسه نجماً بلا منازع في الدورة الـ54 للمهرجان.
تعود شهرة الساهر بين المتفرجين التونسيين إلى سنوات خلت حين أتحفهم بمجموعة من الأغاني الرومانسية ذات التدفق القوي للمشاعر الإنسانية من خلال رجوعه إلى أشعار نزار قباني، ولقيت هذه الأشعار والموسيقى الشاعرية التي ترافقها هوى كبيراً في قلوب المتفرجين، وظلّ محافظاً على حبل الود مع الجماهير التونسية.
وحدّدت إدارة مهرجان قرطاج سعر تذاكر الدّخول لحفل كاظم الساهر التي أقيمت أمس، بـ50 ديناراً تونسياً للمدارج (نحو 20 دولاراً أميركياً)، و80 ديناراً تونسياً (نحو 32 دولاراً) للمقاعد الأمامية، وهي أسعار مرتفعة ليست في متناول الكثير من التونسيين، ومع ذلك فقد سجل الحفل امتلاءً غير مسبوق، وهو الذي يتّسع لأكثر من عشرة آلاف متفرج. ومن الملاحظ أنّ سهرة الفنان اللبناني ملمح زين قد حددت لها أسعار أقل من الفنانين المذكورين، وهي في حدود 30 ديناراً تونسياً للمدارج و50 ديناراً للمقاعد الأمامية.
ومن المنتظر تسويق سهرة الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي المبرمجة يوم 15 أغسطس (آب) الحالي، بالأسعار نفسها التي تم تداولها في سهرة كاظم الساهر، وهو ما سيفتح مجالات المقارنة وأبواب المنافسة بينهما على مصراعيها.



«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75». وتُعدّ القواعد الأساسية لهذا التحدي أن عليك الالتزام بنظام غذائي صحي من دون وجبات إضافية أو كحوليات لمدة 75 يوماً.

بالإضافة إلى ذلك، في كل يوم من الأيام الـ75 عليك القيام بتمرينين لمدة 45 دقيقة؛ أحدهما في الخارج، وشرب أكثر من 3 لترات من الماء، وقراءة 10 صفحات من كتاب غير خيالي.

وأفادت «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)»، اليوم (الأحد)، بأن شخصين قالا إنهما أنهيا التحدي، فيما حذر الخبراء من أنه إذا بدا التحدي صارماً بعض الشيء؛ فقد يكون من الأفضل أخذه بشكل أكثر استرخاءً.

«مجالات جديدة عليّ أن أتعامل معها»

تعرف على ديفامشا جانبوت، البالغة من العمر 29 عاماً، التي أكملت التحدي في مارس (آذار) الماضي، أثناء عملها بدوام كامل مستشارة رقمية لشركة كبيرة. وتقول لـ«بي بي سي»: «لقد كان الأمر صعباً بالتأكيد. كما أنني أعيش في أدنبرة، وكان الجو مظلماً ورطباً وبارداً، وكان عليَّ القيام بأحد التدريبات في الخارج».

وتتابع ديفامشا أن أحد أصعب جوانب التحدي كان «وضع الحدود» عند زيارة عائلتها من جنوب آسيا حتى تتمكن من الالتزام بنظامها الغذائي.

وتقول ديفامشا: «كان الاضطرار إلى ممارسة الرياضة مرتين في اليوم والالتزام بنظام غذائي صارم أمراً غير مريح حقاً، ومجالات جديدة بالنسبة لي للتعامل معها، لأنني لم أجرِ هذه المحادثة من قبل»، ولكن منذ إكمال التحدي، لاحظت التأثيرات الدائمة حتى الآن، وتتابع: «أمارس الرياضة بانتظام أكثر، وتغيرت عادات القراءة وعلاقتي بالطعام».

في حين تحول التحدي الرياضي إلى ما يشبه الجنون على مدار الأسابيع القليلة الماضية، فقد اخترعه في الواقع المؤلف والمذيع آندي فريسيلا، في عام 2019. وقال في «البودكاست» الخاص به إنه أمضى «20 عاماً في اكتشاف كيفية إتقان القوة العقلية»، واستخدم هذه المعرفة لإنشاء الخطة.

وتابع المذيع أنه ليس مدرباً شخصياً مؤهلاً أو طبيباً، ولا يقدم إرشادات حول ما يُصنَّف على أنه نظام غذائي صحي في الخطة، ولكن يُفهم أنه يعني متوازناً وغنياً بالمغذيات.

وقد ظهرت أشكال أكثر مرونة من التحدي على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً؛ حيث يمكن للمشاركين تناول وجبة غير صحية أثناء ممارسة التمارين الرياضية والقراءة.

«لقد أذهلَتْني عائلتي وأصدقائي»

وفي سياق متصل، أكملت صوفي ديكينز، 27 عاماً، أيضاً التحدي، العام الماضي، أثناء عملها مساعدة مدير في إحدى دور السينما بلندن. وتقول إنها خاضت التحدي بعد صراع «مع الانضباط والاتساق» مع خطط أخرى، وتتابع: «لقد أصلحت نظامها الغذائي، فتوقفت عن تناول الشوكولاته والحلويات، ولكنها سمحت بأي شيء يحتوي على سكر طبيعي، مثل الفاكهة والعسل».

كما أعدَّت صوفي جميع وجباتها في المنزل، وتتبعت استهلاكها من البروتين والماء باستخدام تطبيق. وجدت أنه من المفيد منح نفسها مكافآت صغيرة، مثل قص أظافرها أو شراء كتاب جديد، لكن الجزء الأصعب بالنسبة لها كان التواصل الاجتماعي؛ حيث يدور هذا حول تناول الطعام في الخارج. ولحل هذه المشكلة، تشرح: «كنت صريحة للغاية بشأن ما كنت أفعله، لذا لم يكن هناك أي ضغط عندما وصلت إلى هناك (للمناسبات الاجتماعية)، ولكن كان لا يزال هناك انضباط ذاتي حقيقي للقيام بذلك».

ومنذ أن أكملت ذلك، التزمت ببعض أجزاء الخطة، مثل عدم تناول الطعام في الخارج أو شراء القهوة والكعك غير الضروريين، مما ساعدها على «توفير كثير من المال». وتتابع: «لكن الشيء الأكبر ربما هو تحول في طريقة تفكيري - التشجيع الذي حصلت عليه من معرفتي أنني أستطيع القيام بذلك، والأعذار حول الوقت والشك الذاتي قد ولَّت».

إيجابيات وسلبيات التحدي

لكن التحدي ليس للجميع، وهو أمر تريد مدربة القوة واللياقة البدنية، تانا فون زيتزويتز، أن يضعه أولئك الذين يفكرون في ذلك بالاعتبار. وتقول لـ«بي بي سي»: «أنت بحاجة إلى كثير من الوقت، ليس فقط للتدريبات، ولكن لقراءة الكتاب. يبدو أن الأمر يتطلب الكثير لمحاولة فعل كل ذلك في يوم واحد».

وتضيف تانا: «أعتقد بالتأكيد أن هناك عناصر يمكن للناس تنفيذها، مثل الالتزام بـ45 دقيقة من الحركة اليومية، والوعي بشرب المزيد من الماء، وتقليل وقت الشاشة، ولكن عليك أن تكون على دراية بما ينطوي عليه الأمر»، وتقول: «هناك كثير من الضغوط على الناس لتغيير حياتهم في هذا الوقت من العام».

وتقترح المدربة إيجاد طريقة «لتحدي نفسك مع كونك لطيفاً أيضاً»، بحيث تضيف المتعة والقيمة إلى كل يوم، دون أن تشعر بأن التمرين والطعام بمثابة عقاب.

من منظور طبي، من الصعب تحديد ما إذا كان التحدي مفيداً؛ إذ يشير طبيب عام في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، سام وايتمان، إلى أنه نظراً لأنه «لم تتم دراسته» في بيئة سريرية، فلا يمكن أن يدعي أنه سيغير حياتك بأي شكل من الأشكال. كما يقول إنه يجب مقارنته بنظام أكثر أساسية، لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يحقق نفس النتائج. ويتابع: «إذا كانت هذه طريقة للناس للخروج والنشاط، فأنا أؤيدها تماماً، ولكن إذا كان الأمر يتعلق بما إذا كان هذا أفضل من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية 3 مرات في الأسبوع أو الركض مرة واحدة في الأسبوع وتناول الطعام الصحي، فلستُ متأكداً».

في حين يشجع التحدي الأشخاص على التقاط صور التقدم كل يوم، فإن الكثير من محتوى «تيك توك» حوله يركز على شعور الشخص في النهاية، بدلاً من مظهره، مما يساعد على تجنُّب الهواجس غير الصحية بالمظهر.