وقفة احتجاجية من عاملي «أونروا» بغزة عقب قرار تخفيض عددهم

إثر قرار الولايات المتحدة تقليص مساهمتها في الميزانية

جانب من الوقفة الاحتجاجية من عاملي «أونروا» بغزة    (أ.ف.ب)
جانب من الوقفة الاحتجاجية من عاملي «أونروا» بغزة (أ.ف.ب)
TT

وقفة احتجاجية من عاملي «أونروا» بغزة عقب قرار تخفيض عددهم

جانب من الوقفة الاحتجاجية من عاملي «أونروا» بغزة    (أ.ف.ب)
جانب من الوقفة الاحتجاجية من عاملي «أونروا» بغزة (أ.ف.ب)

شارك عشرات العاملين في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم (الثلاثاء)، في وقفة احتجاجية عقب قرار تخفيض «أونروا» قوتها العاملة في قطاع غزة، وذلك في أعقاب قرار الولايات المتحدة بتقليص دعمها المالي لها.
ورفع المشاركون في الوقفة، التي دعا لها اتحاد العاملين بالوكالة أمام مكتبها في مدينة نابلس، لافتات كتب عليها «إنهاء خدمات 145 موظفاً مجزرة خدماتية وإنسانية، وحل الأزمة المالية عبر التقليصات تساوق مع تفكيك (أونروا)».
وقال الناطق الإعلامي باسم اتحاد العاملين العرب في «أونروا» محمد الشلبي لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن الوقفة جاءت استمراراً للاحتجاج على قرار الوكالة فصل موظفين في الضفة الغربية من العاملين في برنامج العمل مقابل المال والصحة النفسية، وآخرين في قطاع غزة، موضحاً أن بعض المفصولين يعمل في الوكالة منذ أكثر من 15 عاماً.
وأضاف، أن قرار الوكالة بفصل موظفين في برنامج الصحة النفسية في التجمعات البدوية، يأتي في الوقت الذي تتعرض فيه تلك التجمعات كالخان الأحمر وضواحي القدس للخطر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أن وجود برامج الصحة النفسية مهم في دعم صمود التجمعات البدوية في ضواحي القدس والأغوار الفلسطينية.
ومن جهته، قال مدير «أونروا» في غزة، ماتياس شمالي، لـ«وفا»، إن قرار إنهاء عقود نحو 145 موظفاً، من أصل 1000 موظف من الذين تم التعاقد معهم في قطاع غزة على برنامج الطوارئ في هذا الوقت الحرج «مدمر».
وأوضح، أن «الأونروا» لم يكن لديها أي خيار في ضوء الأزمة المالية الحادة التي تعاني منها، بعد قرار الولايات المتحدة تقليص مساهمتها في الميزانية، التي تعتبر أكبر مانح لـ«أونروا» بقيمة 300 مليون دولار سنوياً.
وقال شمالي، إن «الناس قلقون للغاية... القرار الصعب التالي والذي قد نضطر إليه هو تأجيل افتتاح مدارسنا البالغ عددها 275 مدرسة في غزة نهاية أغسطس (آب) المقبل؛ لهذا السبب أتفهم خوف وقلق الموظفين».
وأشار إلى أن عدداً من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أعلنت عن المزيد من الدعم المالي لميزانية «أونروا» على مدار أربع سنوات على الأقل.
وأشار إلى أنه سيتم الحصول على 60 مليون دولار سنوياً من الحكومة السويدية، والاتحاد الأوروبي سيواصل منحنا نحو 80 مليون يورو سنوياً، وبالتالي لن نفقد كل الدعم، لكن ليس لدينا ما يكفي من المال، وهذا له تداعيات خطيرة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.