الألمان يتغنون بفوز الماكينات الأسطوري ويصفونه بواحدة من عجائب الدنيا السبع

الفوز الكاسح على البرازيل يحقق عشرة أرقام قياسية.. واتحاد الكرة يغري لاعبيه بمكافآت باهظة قبل نهائي المونديال

فرحة ألمانية بالسباعية التاريخية (إ.ب.أ)  -  خضيرة يعزز تقدم ألمانيا بهدف خامس وسط دفاع البرازيلالواقف متفرجا (رويترز)
فرحة ألمانية بالسباعية التاريخية (إ.ب.أ) - خضيرة يعزز تقدم ألمانيا بهدف خامس وسط دفاع البرازيلالواقف متفرجا (رويترز)
TT

الألمان يتغنون بفوز الماكينات الأسطوري ويصفونه بواحدة من عجائب الدنيا السبع

فرحة ألمانية بالسباعية التاريخية (إ.ب.أ)  -  خضيرة يعزز تقدم ألمانيا بهدف خامس وسط دفاع البرازيلالواقف متفرجا (رويترز)
فرحة ألمانية بالسباعية التاريخية (إ.ب.أ) - خضيرة يعزز تقدم ألمانيا بهدف خامس وسط دفاع البرازيلالواقف متفرجا (رويترز)

بعد هزيمتين متتاليتين في الدور قبل النهائي لبطولات كأس العالم وهزيمة أخرى في نفس الدور بكأس الأمم الأوروبية 2012. كان المنتخب الألماني لكرة القدم مصرا على عدم السقوط أمام نظيره البرازيلي في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. ولكن يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني ولاعبيه يرفضون التفكير كثيرا في الفوز الساحق 7-1 على المنتخب البرازيلي ويسعون للتركيز بكل قوة في المباراة النهائية للبطولة والمقررة يوم الأحد المقبل على استاد «ماراكانا» الأسطوري حتى لا تضيع هذه الفرصة التي نالها الفريق بعد جهد كبير.
وقال لوف، عن الفوز الكاسح أول من أمس على المنتخب البرازيلي : «دعونا لا نفرط في تقديره». وسيطرت السعادة على لوف ولاعبيه بعد الفوز الثمين على المنتخب البرازيلي الفائز بلقب كأس العالم خمس مرات سابقة حيث ألحق الفريق بمنافسه أسوأ هزيمة له منذ 1920. ولكن هذه السعادة لم تتحول إلى حمى احتفالات في المعسكر الألماني حيث يرغب الفريق في التركيز التام بالمباراة النهائية كما لا يرغب اللاعبون، الذين أصيبوا بخيبة أمل في بطولتي كأس العالم الماضيتين وما زالوا في صفوف المنتخب الألماني، في الرحيل عن البرازيل من دون كأس البطولة.
ويضم المنتخب الألماني الحالي كلا من فيليب لام قائد الفريق والهداف ميروسلاف كلوزه وباستيان شفاينشتيغر ولوكاس بودولسكي من أعضاء الفريق الذي خسر صفر-2 في المربع الذهبي لمونديال 2006 بألمانيا وأمام المنتخب الإيطالي الذي توج بعدها بلقب البطولة. كما يضم الفريق مع هؤلاء اللاعبين الأربعة كلا من توني كروس وحارس المرمى مانويل نيور وسامي خضيرة ومسعود أوزيل وتوماس مولر وبير ميرتساكر وجيروم بواتينغ من الفريق الذي خسر صفر-1 أمام المنتخب الإسباني في المربع الذهبي لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا قبل أن يتوج المنتخب الإسباني باللقب أيضا.
وقال لوف بعد المباراة: «بعد خسارة نصف النهائي أمام إيطاليا في 2006 (على أرض ألمانيا)، نشعر بإحساس البرازيليين، اللاعبين، الجمهور والسيد سكولاري (لويز فيليبي مدرب البرازيل)، لذا يجب أن نبقى متواضعين ونستعد للخطوة التالية. المشاعر رائعة، لقد فزنا وبلغنا النهائي». والآن، وبعد تأهل الفريق للمباراة النهائية الحاسمة على لقب المونديال البرازيلي، يرغب المنتخب الألماني في التركيز التام على هذه المباراة ويدرك أن الفوز 7-1 على البرازيل لن يكون له أي معنى إذا خسر الفريق مباراته التالية في نهائي العرس العالمي. وقال لوف «من المهم أن نظل هادئين.. الفريق عازم الآن بشكل فعلي على الفوز في النهائي أيضا». وتطرق لوف لذكريات الفريق قبل ثماني سنوات عندما كان مدربا مساعدا لمواطنه يورجن كلينسمان وذلك في محاولة لإبداء تعاطفه مع المنتخب البرازيلي. وقال: «في بلدنا، فقدنا الفرصة أيضا لبلوغ النهائي، وهذا إحباط هائل بالفعل لأي بلد.. من الصعب التعامل مع هذا الأمر». وبنى المنتخب الألماني فريقه معتمدا على جيل من اللاعبين الواعدين ولكن الفريق لم يفز حتى الآن بأي لقب كبير. وإلى جانب خروجه من المربع الذهبي في كل من بطولتي كأس العالم الماضيتين 2006 و2010. خسر المنتخب الألماني أمام نظيره الإسباني في نهائي يورو 2008 وأمام المنتخب الإيطالي في الدور قبل النهائي ليورو 2010.
ونال توني كروس الذي أحرز هدفين جائزة أفضل لاعب في المباراة بعدما قدم لاعب وسط ألمانيا أفضل أداء له في كأس العالم الحالية. وقال كروس «بدأنا في تسجيل هدف كل خمس دقائق وحسمنا المباراة سريعا. كانت مباراة غير معقولة».
وأضاف: «تغلبنا على البرازيل في عقر داره. هذا مبهر في حد ذاته. لكن لم نصل إلى هدفنا بعد. نريد الفوز يوم الأحد». ويدرك لاعبو المنتخب الألماني أن الإثارة والضجيج الذي يحيط بأداء الفريق أمام المنتخب البرازيلي قد يمنعهم من إتمام البطولة بشكل رائع والتتويج باللقب العالمي الرابع بعد الفوز باللقب في أعوام 1954 و1974 و1990. وقال بيرميرتساكر «إذا قدم كل لاعب أداء يقل بنسبة 5 في المائة، وهو ما يمكن أن يحدث بعد المباراة القوية أمام البرازيل، ستكون الأمور صعبة في النهائي». كما حذر لوف لاعبيه من المنافس الذي ينتظرونه في النهائي وقال: «ما من أحد يجب أن يشعر بأنه غير قابل للهزيمة». وأضاف لوف «الآن يجب أن نتحلى بالتواضع والاستعداد للخطوة القادمة. لا توجد نشوة. هناك سعادة داخل غرفة تغيير الملابس لكن لا نريد المبالغة في الأمر. لا يزال اللاعبون يضعون أقدامهم على أرض الواقع».
ووعد الاتحاد الألماني لكرة القدم بصرف مكافأة مالية قدرها 300 ألف يورو (400 ألف دولار) لكل لاعب بصفوف المنتخب الألماني إذا نجحوا في إحراز اللقب الرابع للبلاد ببطولة كأس العالم يوم الأحد المقبل. وقال فولفجانج نيرسباخ رئيس اتحاد الكرة الألماني عقب فوز ألمانيا الساحق على البرازيل: «نود حقا أن ندفع هذه المكافأة للاعبين». وضمن لاعبو المنتخب الألماني بالفعل الحصول على 150 ألف يورو لكل منهم بعد الفوز وتأهلهم لنهائي المونديال. وسيدفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مبلغ 35 مليون دولار للفائز بلقب البطولة، بينما سيحصل صاحب المركز الثاني على مبلغ 3.‏18 مليون يورو (25 مليون دولار). وأكد فولفغانغ نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم أن فوز المنتخب الألماني 7 - 1 على البلد المضيف البرازيل كان «يوما تاريخيا في كرة القدم الألمانية». واعترف نيرسباخ بأنه يجد صعوبة في تفسير فوز ألمانيا الكبير. وقال نيرسباخ: «إن كلمات مثل عظيم وسحري لا تستطيع أن تصف هذا الفوز. كانت هذه بطريقة ما كرة قدم تنتمي إلى عالم آخر». وإلى جانب ذلك تتوجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الألماني يواخم جاوك إلى البرازيل يوم الأحد المقبل لحضور نهائي المونديال الذي تأهل له المنتخب الألماني.
وأشادت الصحف الألمانية بطريقة لافتة بفوز منتخب بلادها التاريخي على نظيره البرازيلي 7 - 1. ووصفت الصحافة الألمانية على مواقعها الإلكترونية الفوز بـ(المعجزة) و(الانتصار التاريخي). وتحت صورة كبيرة لكروس الذي سجل هدفين وهو محمولا من زميله سامي خضيرة عنونت صحيفة بيلد الواسعة الانتشار بالخط العريض «لا توجد كلمات لوصف هذا الفوز 7 - 1». وخصصت الصحيفة صفحة كاملة لكل هدف مع صورة كتب تحتها كروس 1 - صفر مولر 2 - صفر وكلوزه 3 - صفر وكروس 4 - صفر (وخصصت نصف صفحة لكل هدف من هدفي هذا الأخير) وخضيرة 5 - صفر وشورله 6 - صفر و7 - صفر. وتمكنت الصحيفة الأكثر قراءة في البلاد وحدها من نشر نتيجة المباراة في طبعتها الورقية في ساعة متأخرة والتي ضمنتها صورا بالألوان الأسود والأحمر والذهبي مع تفاصيل لكل الأهداف.
وجاء عنوان صحيفة «سودوتشه» مع صورة كبيرة لباستيان شفانشتايغر على الشكل التالي: «في الاتجاه المعاكس نحو الريو». أما صحيفة «در شبيغل» فكتبت في موقعها: «هذه هي كرة القدم، لقد لعب المنتخب الألماني بطريقة الثمل وفاز على البرازيل 7 - 1. والأرقام القياسية تمطر وأحلام البلد المضيف تتبدد في بحر من الدموع». وعنونت صحيفة «فرانكفورتر» مع صورتين لطوني كروس وميروسلاف كلوزه: «إنها من عجائب الدنيا السبع في عالم كرة القدم».
فوز ألمانيا الكبير لم يعطها بطاقة العبور إلى المباراة النهائية وحسب، بل جعلها تكسر 10 أرقام قياسية في آن واحد: 1- أصبحت ألمانيا أكثر منتخب في تاريخ المونديال يخوض مباراة نهائية، فقد فض رجال يواكيم لوف يوم أمس الشراكة مع البرازيل بوصولهم إلى النهائي الثامن. 2- بات ميروسلاف كلوزه الهداف التاريخي المطلق لبطولة كأس العالم، فقد سجل الهدف الثاني في المباراة، مما رفع رصيده إلى 16 هدفا في تاريخ البطولة منهيا زعامة الظاهرة البرازيلية رونالدو التي استمرت منذ مونديال 2006. 3- أصبح ميروسلاف كلوزه أول لاعب في تاريخ المونديال ينهي البطولة 4 مرات وهو يحتل أحد المراكز الثلاث الأولى. 4- أزاحت ألمانيا البرازيل عن عرش أكبر قوة هجومية في تاريخ المونديال، فقد رفعت رصيدها يوم أمس إلى 223 هدفا متفوقة على أصحاب الأرض الذين سجلوا 221 هدفا. 5- ألمانيا باتت الفريق الذي حقق أكبر فوز على البرازيل في تاريخ كأس العالم. 6- ألمانيا باتت الفريق الذي حقق أكبر فوز على البرازيل في أرضها في كل البطولات. 7- حققت ألمانيا أكبر فوز في تاريخ المونديال على صاحب الأرض. 8- بتسجيله 7 أهداف، بات المنتخب الألماني أكثر منتخب سجل في تاريخ نصف النهائي متفوقا على الرقم السابق والذي كان 6 أهداف. 9- سجلت ألمانيا يوم أمس 5 أهداف في 29 دقيقة، وهو أسرع وقت تسجل فيه هذه الكمية في تاريخ كأس العالم. 10- سجل توني كروس أسرع ثنائية أهداف في تاريخ كأس العالم، حيث سجل هدفين خلال 69 ثانية.



غوتيريش: ارتفاع مستوى البحار يهدد باختفاء بلدان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
TT

غوتيريش: ارتفاع مستوى البحار يهدد باختفاء بلدان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، الثلاثاء، من خطر حدوث نزوح جماعي ينجم عن ارتفاع منسوب مياه المحيطات بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، داعياً إلى «سد ثغرات» القانون الدولي، وخصوصاً بالنسبة للاجئين.
وقال أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن إن «الخطر حاد بالنسبة لنحو 900 مليون شخص يعيشون في مناطق ساحلية منخفضة - واحد من كل عشرة أشخاص على الأرض». وأضاف أن «مجتمعات تعيش في مناطق منخفضة وبلدان بأكملها يمكن أن تختفي إلى الأبد». ولفت إلى أننا «سنشهد هجرة جماعية لمجموعات سكانية بأكملها، على نحو غير مسبوق».
وفي حين أنّ بعض الدول الجزرية الصغيرة التي يسكنها عدد قليل من الناس معرّضة لخطر الاختفاء التام، يمتد تأثير ارتفاع مستويات سطح البحر وتوسّع المحيطات الناجم عن ذوبان الجليد بسبب ارتفاع درجات الحرارة، على نطاق أوسع.
وشدّد غوتيريش على أنه «مهما كان السيناريو، فإن دولًا مثل بنغلادش والصين والهند وهولندا كلها في خطر». وقال «ستعاني المدن الكبيرة في جميع القارات من تأثيرات حادة، مثل القاهرة ولاغوس ومابوتو وبانكوك ودكا وجاكرتا وبومباي وشنغهاي وكوبنهاغن ولندن ولوس أنجليس ونيويورك وبوينس آيريس وسانتياغو».
وأفاد خبراء المناخ في الأمم المتحدة بأن مستوى سطح البحر ارتفع بمقدار 15 إلى 25 سنتيمتراً بين عامي 1900 و2018، ومن المتوقع أن يرتفع 43 سنتمتراً أخرى بحلول العام 2100 إذا حال بلغ الاحترار العالمي درجتين مئويتين مقارنةً بعصر ما قبل الثورة الصناعية و84 سنتيمتراً إذا ارتفعت الحرارة في العالم 3 أو 4 درجات مئوية.
ويترافق ارتفاع منسوب المياه إلى جانب غمر مناطق معينة مع زيادة كبيرة في العواصف وأمواج تغرق أراضي، فتتلوث المياه والأرض بالملح، مما يجعل مناطق غير صالحة للسكن حتى قبل أن تغمرها المياه.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى «سد الثغرات في الأطر» القانونية القائمة على المستوى العالمي. وشدد على أنّ «ذلك يجب أن يشمل حق اللاجئين»، وأيضاً تقديم حلول لمستقبل الدول التي ستفقد أراضيها تمامًا.
كذلك اعتبر أنّ لمجلس الأمن «دورا أساسيا يؤديه» في «مواجهة التحديات الأمنية المدمرة التي يشكلها ارتفاع منسوب المياه»، مما يشكل موضوعاً خلافياً داخل المجلس.
وكانت روسيا قد استخدمت حق النقض (الفيتو) عام 2021 ضد قرار يقضي بإنشاء صلة بين الاحترار المناخي والأمن في العالم، وهو قرار أيدته غالبية أعضاء المجلس.