التقنية الحديثة تحول الطوابع البريدية إلى هواية الماضي

ندرتها وإقبال الهواة على شرائها أحد أسباب تزويرها

بعض الطوابع البريدية تتعرض للتزوير بسبب ندرتها وإقبال الهواة على شرائها

في الوقت الذي استبدلت فيه التقنية الحديثة البريد الإلكتروني وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي بالرسائل البريدية، لا تزال جميع الدول تقوم بإصدار الطوابع البريدية التي تهتم بالأحداث المهمة لديها، رغم ضعف الاهتمام بها وقلة استخدامها.
وتهتم الدول الغربية والعربية بإقامة مزادات على الطوابع البريدية القديمة، رغم قلة الإقبال على شرائها، وانخفاض أسعارها بشكل ملحوظ، في حين تتصدر الدول العربية قلة الإقبال على مزادات الطوابع البريدية أكثر من الدول الأوروبية التي ما زالت تحتفظ بالصدارة في الاهتمام بهواية جمع الطوابع البريدية.
وبحسب حمزة الجيلاني، رئيس فرع الجمعية السعودية لهواة الطوابع والعملات في جدة، أكد وجود الكثير من المزادات التي تنظم على الطوابع والعملات، إلا أن الإقبال عليها يضل محدودا وإن كان الإقبال في ازدياد خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب دخول شرائح جديدة من أفراد المجتمع إلى هذه الهواية، ولكن يظل الإقبال في مستوى أقل من الدول الأخرى، وخصوصا الدول الغربية.
وبين أن بعض الطوابع البريدية تتعرض للتزوير بسبب ندرتها وإقبال الهواة على شرائها، إلا أنه يمكن معرفة الطوابع الصحيحة من المزورة من أصحاب الخبرة في هذه الهواية، وذلك عن طريق نوع الورق المستخدم وكذلك نوعية التخريم وجودة الألوان.
وأوضح أن الطابع المزور يجري تزويره عن طريق الطابع الأصلي بأخذ صورة فائقة الوضوح منه ومن ثم إعادة طباعتها فيظهر لأصحاب الخبرة الفرق في نوعية الطباعة وجودتها وكذلك في نوعية الورق ويكون ذلك عن طريق ملمس الورق من الجانبين وفي بعض الأحيان نوعية الصمغ المستخدم، ومن الطوابع التي يصعب تزويرها هي الطوابع التي تصدر على ورق بعلامة مائية لصعوبة الحصول على هذه النوعية من الورق.
ورغم قلة استخدام الطوابع في السنوات الأخيرة لوجود البريد الإلكتروني، فإن الجيلاني أكد وجود مهتمين بجمع الطوابع مع العملات، مشيرا إلى أنه ظهر في السنوات الأخيرة اتجاه جديد في جمع العملات وهو جمع الأرقام المميزة.
ولفت إلى أنه بدأ استخدام الطوابع البريدية لأول مرة في العالم في دولة بريطانيا وذلك عام 1840م، حيث جرى إصدار أول طابع في العالم وهو طابع البنس الأسود أو ما يعرف بين الهواة باسمه الإنجليزي «بلاك بيني»، وذلك في 1 مايو (أيار) من نفس العام وطرح للتداول في 5 مايو، وكان صاحب فكرة طوابع البريد هو السير رولند هيل، ثم توالى بعد ذلك إصدار الطوابع البريدية في الدول الأخرى.
وبين أن مصر كانت أول دولة عربية تصدر طوابع باسمها ثم من بعدها قام الشريف حسين بن علي بإصدار طوابع باسمه في عام 1916م، وذلك تعبيرا عن خروجه على السلطة العثمانية، ثم بعد دخول الملك عبد العزيز إلى الحجاز قام بتوشيح الطوابع الحجازية وتوشيح السلطة النجدية، وذلك في عام 1925م، ثم تلتها المرحلة الثالثة وهي إصدار الملك عبد العزيز طوابع في عام 1926م تحت اسم بريد الحجاز ونجد، ثم تحت اسم الحكومة العربية (بريد الحجاز ونجد)، ثم كانت المرحلة الأخيرة بعد توحيد البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية، وكان أول الإصدارات هي مجموعة مبايعة العهد للأمير سعود بن عبد العزيز.
وأوضح أن هذه المرحلة من الإصدارات تميزت بارتباطها بالأحداث المحلية لقلة وسائل الاتصالات بالدول الخارجية، وبدأ ارتباط بعض الإصدارات بالأحداث الدولية والخارجية في عهد الملك سعود بن عبد العزيز، حيث أصبحت الإصدارات ترتبط بالأحداث المحلية والخارجية، وفي عهد الملك سعود بدأ استخدام الورق ذي العلامة المائية في إصدارات الطوابع.