عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، دشّن مشروع مركز الخدمات المتكاملة المخصص للاجئين الروهينغا بمناطق استقبال اللاجئين ببنغلاديش. وقال العيسى، خلال التدشين، إن الرابطة حرصت أن يوفر مركز الخدمات، الذي ستنفذه هيئتها العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية، مجتمعاً مصغراً للاجئين الروهينغا، بما يقدمّه من مرافق اجتماعية توفر التعليم الأساسي والتدريب المهني والرعاية الصحية الأولية، ما سيمنحهم بيئة مشابهة لبيئة الحياة الطبيعية ويسهم في تسهيل تعايشهم.
> أحلام، الفنانة الإماراتية، أحيت حفلاً غنائياً في مهرجان جرش على المسرح الجنوبي، بعد غياب 17 عاماً، إذ كان حفلها الأخير عام 2001 وسبقه آخر عام 1996 ضمن فعاليات مهرجان جرش الـ33. واستهلت الفنانة أحلام حفلتها بالأغنية الأردنية للمطرب عمر العبد اللات «هاشمي.. هاشمي» ليرددها معها جمهورها. وقدمت أحلام على المسرح عدداً من أبرز أغانيها القديمة والجديدة. وفي نهاية الحفل كرم مدير عام المهرجان، محمد أبو سماقة، الفنانة أحلام بدرع جرش.
> أيمن عثمان الباروت، أمين عام البرلمان العربي للطفل، اختتم برنامج أعماله وزيارته للقاهرة، بعد أن عقد اجتماعين منفصلين مع عبد العظيم البابلي القائم بأعمال البرلمان العربي، والدكتور حسين البيلاي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية. وأكد «الباروت» أهمية توطيد العلاقات المشتركة بين البرلمان والجهات ذات الصلة لا سيما البرلمانية والمعنية بشؤون الطفولة، وذلك لتعزيز اللقاءات والحوارات في سبيل العمل المشترك في مختلف المجالات وتبادل الخبرات.
> عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي في الإمارات، وقع مع وديباك باغلا، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار الهندية «إنفست إنديا»، شراكة استراتيجية تسعى إلى توطيد التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، وإنشاء تطبيقات مبتكرة تساهم في زيادة كفاءة الخدمات الحكومية إلى جانب تعزيز فاعلية القطاع الخاص. ومن المتوقع أن تحقق هذه الشراكة ما يقارب 20 مليار دولار أميركي من الفوائد الاقتصادية للبلدين خلال العقد المقبل.
> الدكتور عبد الناصر أبو البصل، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن، رعى حفل تخريج دورة المرشدين المرافقين لبعثة الحج الأردنية للموسم الحالي 1439 ه. وقال أبو البصل، في كلمته خلال الحفل، إن الدورة تقوم على مجموعة محاور وأهداف متعلقة بتوعية وإرشاد الحجاج الأردنيين لأداء مناسك الحج، إضافة إلى مساعدتهم وتقديم الخدمة المميزة لهم، مؤكداً أن الوزارة قامت بمعالجة كل الملاحظات التي وردت إليها خلال موسم الحج الماضي.
> بربارة جوزاسيس، سفيرة هولندا لدى الأردن، وقعت مذكرة تفاهم مع المدير التنفيذي لشركة انتقال للتدريب «شركاء للأفضل»، وليد الطراونة، حول مشروع تعزيز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لعملاء مؤسسات التمويل الأصغر. وشركاء للأفضل منظمة أردنية غير حكومية تهدف إلى دعم المجتمعات لتحقيق مستقبل يتمتع فيه الأفراد بفرصة للعيش الكريم والازدهار. وأكدت جوزاسيس أن المساهمة جزء من صندوق حقوق الإنسان الهولندي الذي يهدف إلى تعزيز حقوق الإنسان ودعم المبادرات في إطار استراتيجية «العدالة والاحترام للجميع».
> الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، نعت الفنانة والأديبة الراحلة سامية إنجنير، قائلة إن الراحلة كانت نموذجاً مشرفاً يعكس غنى الحراك الثقافي في المملكة، وبرحيلها فقدت البحرين قامة فنية كبيرة. وأضافت الشيخة مي: «وثقنا منذ أسابيع إسهامات الفنانين البحرينيين في كتاب خاص ضمن مهرجان أصيلة بالمغرب، من بينهم الفنانة الراحلة سامية إنجنير، حيث تم توثيق إبداعاتها الفنية والأدبية، ولم نكن نعلم حينها أننا سنودعها بعد أيام».
> عمرو الجويلي، سفير مصر في بلغراد، شهد احتفالية بذكرى ثورة 23 يوليو بالمسرح القومي الصربي، بمشاركة فرقة الرقص الحديث لدار الأوبرا المصرية للمرة الأولى. وأبرز السفير، في كلمته، أن الثقافة تعتبر اللغة المشتركة التي خاطبت بها السفارة المجتمع الصربي احتفالاً بالذكرى الـ110 للعلاقات بين البلدين والتي تشهد حالياً طفرة. شهد الحفل فلادان بوفوسافيلفيتش وزير الثقافة والإعلام الصربي، ولفيف من كبار رجال الحكومة والبرلمان والسلك الدبلوماسي والدوائر الإعلامية والأكاديمية والثقافية.
> علي أبو سبع، مدير عام المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة «إيكاردا»، استقبله الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر، لبحث التعاون المشترك بين الجانبين. وقال «أبو سبع» إن الدول العربية تستورد 70 في المائة من احتياجاتها الغذائية من الخارج، مشددا على أهمية توظيف الموارد لمواجهة التحديات، مشيرا إلى أن التغيرات المناخية تهدد الموارد المائية بالمنطقة، وأن ما تتعرض مصر له من تكرار ظاهرة السيول سنويا هو نتاج لهذه التغيرات.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)