دول أوروبية تسمح بتجاوز عناصر الشرطة للحدود المشتركة في إطار ملاحقة الإرهابيين

عناصر من الشرطة البلجيكية في شوارع العاصمة بروكسل (تصوير عبد الله مصطفى)
عناصر من الشرطة البلجيكية في شوارع العاصمة بروكسل (تصوير عبد الله مصطفى)
TT

دول أوروبية تسمح بتجاوز عناصر الشرطة للحدود المشتركة في إطار ملاحقة الإرهابيين

عناصر من الشرطة البلجيكية في شوارع العاصمة بروكسل (تصوير عبد الله مصطفى)
عناصر من الشرطة البلجيكية في شوارع العاصمة بروكسل (تصوير عبد الله مصطفى)

فيما تتواصل جولات المفوض الأوروبي المكلف بالاتحاد الأمني، جوليان كينغ، على عواصم الدول الأعضاء في التكتل الموحد لبحث مسائل تتعلق بالتعاون في مجال تبادل المعلومات، ومكافحة التطرف والإرهاب، اتخذت عدة دول أوروبية خطوات مهمة على طريق تعزيز التعاون الأمني في إطار مكافحة الإرهاب والجرائم الخطيرة الأخرى، خصوصاً الدول التي ترتبط بحدود مشتركة.
وبعد التوقيع على اتفاق بين ثلاث دول تعرف باسم «البينلوكس»، وهي هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ، يسمح لرجال الشرطة بتجاوز الحدود في ملاحقة المطلوبين أمنياً في قضايا مختلفة، منهم المشتبه في علاقتهم بالإرهاب. وقال وزير العدل البلجيكي جينس كوين إن هذا التعاون لا يوجد بين دول أخرى خارج «البينلوكس»، ولهذا أعرب عن أمله في أن يحدث هذا الأمر على الصعيد الجماعي في كل الاتحاد الأوروبي، ولكنه استبعد حدوث ذلك في السنوات الخمس التالية.
كما أشارت وسائل إعلام في بروكسل، أمس، إلى خطوات على طريق التعاون الأمني والدفاعي لمواجهة المخاطر بين فرنسا وهولندا وبلجيكا، بحسب ما ذكرت صحيفة «ستاندرد» اليومية البلجيكية. وكانت بلجيكا قد تعرضت لهجوم إرهابي في مارس (آذار) 2016 أسفر عن مقتل 32 شخصاً وإصابة 300 آخرين، وشمل مطار العاصمة وإحدى محطات القطارات الداخلية. وعلى هامش التوقيع على اتفاق قبل أيام بين بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ، قال وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون إن ملاحقة الأشخاص المشتبه في علاقتهم بالإرهاب بعد تجاوزهم الحدود الوطنية، أصبح ممكناً، ولكن في الماضي لم يكن هذا الأمر متوفراً، ولهذا كنا نسمع أحياناً عن فرار بعض الأشخاص وعدم إمكانية ملاحقتهم.
يأتي ذلك بعد أن وقعت كل من بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ (مجموعة دول البنلوكس)، قبل أيام قليلة على اتفاق لتعميق التعاون الأمني وتسهيل تبادل المعلومات بين أجهزة الشرطة عبر الحدود. وتضع المعاهدة التي وُقعت في بروكسل بين وزراء داخلية الدول الثلاث، المبادئ الأساسية والأطر القانونية لعمليات ملاحقة المطلوبين والفارين عبر الحدود دون عوائق إدارية، حيث «تستطيع الشرطة الاستمرار في ملاحقة المطلوبين عبر الحدود، الأمر الذي لم يكن ممكناً حتى الآن»، حسب كلام جان جامبون وزير الداخلية البلجيكي.
وأوضح جامبون أن هذه المعاهدة تساهم في حل المشاكل الإدارية والقانونية التي تعترض ملاحقة المطلوبين الفارين بين الدول الثلاثة «إذ لا يمكن لأي مجرم الإفلات من الملاحقة لدى اجتيازه الحدود»، حسب تعبيره. ولم يكن بمقدور قوات الشرطة في أي بلد من «البنلوكس»، قبل توقيع هذه المعاهدة، الاستمرار في ملاحقة المجرمين عند وصولهم إلى أراضي البلد الآخر.
كما تتيح المعاهدة للأجهزة الأمنية في البلدان الثلاثة الاستمرار في مراقبة المواطنين المشتبه بهم، حتى ولو كانوا على أراضي بلد مجاور من بلدان «البنلوكس». كما سيتمكن المحققون من إنجاز بعض أجزاء تحقيقاتهم كالبحث عن الشهود مثلاً، عبر الحدود دون الحصول على موافقة رسمية من السلطات القضائية في البلد المجاور، مما يساهم في توفير الوقت والإسراع في إنجاز التحقيقات.
وتساهم المعاهدة الحالية في تسهيل عمليات تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية في الدول الثلاث بخصوص الجرائم العابرة للحدود والجرائم المرتكبة على أراضي كل منها، كما تكفل تشكيل وحدات خاصة مشتركة جاهزة للتدخل وقت الأزمات. ويتعين على البرلمانات المحلية في الدول الموقعة إقرار المعاهدة، ونصوصها التنفيذية، قبل أن تدخل حيز التنفيذ الفعلي، الأمر الذي قد يستغرق أشهراً. وفي نهاية الأسبوع الماضي قالت المفوضية الأوروبية في بروكسل، إن المفوض الأوروبي لشؤون الاتحاد الأمني جوليان كينغ أجرى محادثات في العاصمة الإسبانية مدريد مع عدد من المسؤولين في الحكومة، من بينهم وزراء الداخلية والعدل، وتضمنت أجندة النقاشات القضايا المتعلقة بمنع التطرف والأمن السيبراني ودعم ضحايا الإرهاب وعائلاتهم، كما زار كينغ مركز تبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في مدريد، حيث ناقش مع المسؤولين ملف تبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وكان المسؤول الأوروبي قد زار قبل أسبوع، قبرص، وأجرى محادثات مع كبار المسؤولين في نيقوسيا حول الملفات نفسها. وجاءت زيارة كينغ إلى مدريد وقبرص في إطار زيارات يقوم بها المسؤول الأوروبي المكلف بملف الاتحاد الأمني إلى عدة عواصم أوروبية، منها العاصمة الفرنسية باريس، حيث التقى فيها برئيس الوزراء باتريك ستيرزودا، وبحث معه القضايا المتعلقة بالتحديات الأمنية، كما التقى كينغ بوزيري الداخلية والعدل والمنسق الوطني الفرنسي للاستخبارات، وشارك أيضاً في مؤتمر «أوروبا للدفاع والأمن 2050»، وكذلك في اجتماع الطاولة المستديرة «أوروبا التي تحمي».


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم