ألمانيا تتوسع في الاعتماد على «الروبوت» ولا تستغني عن البشر

ألمانيا تتوسع في الاعتماد على «الروبوت» ولا تستغني عن البشر
TT

ألمانيا تتوسع في الاعتماد على «الروبوت» ولا تستغني عن البشر

ألمانيا تتوسع في الاعتماد على «الروبوت» ولا تستغني عن البشر

دخل العالم الجيل الرابع من ثورته الصناعية التي بدأت قبل أكثر من مائة عام. واللافت أن الجيل الأخير من هذه الثورة يعتمد على مفهوم جديد لوسيلة العمل وهو الإنسان الآلي «الروبوت»، الذي أطاح في الأعوام الأخيرة بآلاف من الوظائف التي كان يشغلها الإنسان البشري لعقود طويلة. مع ذلك يختلف تعامل ألمانيا مقارنة بدول أوروبية أخرى مع ظاهرة الإنسان الآلي ودوره؛ إذ إن زرعه في قلب الاقتصاد الألماني جلب معه منافع متعددة، على رأسها توفيره لفرص عمل في الأسواق المحلية من شمال ألمانيا إلى جنوبها.
وتقول ميلاني آرنتس، مديرة قسم الأبحاث في أسواق العمل التابع لمعهد الأبحاث الاقتصادية الرائد «زيو» في مدينة مانهايم الألمانية، إن حكومة برلين مهتمة جدا بمراقبة نتائج توغل الإنسان الآلي في الأنسجة الإنتاجية الوطنية في ظل توجه برلين لرقمنة مستقبل العمل والعمال في ألمانيا. وتضيف أن نصف الشركات الألمانية أصبحت معجبة بالجيل الرابع من الثورة الصناعية الذي تبنى الروبوت.
وبشكل أكثر تفصيلا تشير الخبيرة إلى أن 2.1 في المائة من الشركات المحلية تعمل على تبني تكنولوجيا الروبوت في أقرب وقت ممكن. و15 في المائة من الشركات لا تزال تحسب فوائد وسلبيات العمل بهذه التكنولوجيا ولم تصل إلى قرار نهائي بهذا الشأن. كما أن 31.4 في المائة من الشركات لم يستعمل قط التكنولوجيا الروبوتية وليس لإداراتها أي نية في العمل بها على المدى القريب.
وتستطرد الخبيرة آرنتس: «يتمحور الجزء الأكبر من التكنولوجيا الإنتاجية الجديدة حول ترويج خطوط إنتاجية ذكية وسريعة، إضافة إلى توزيع مكاتب تواصل وترويج بصورة موازية ومتوازنة».
وتؤكد: «فعليا، وبعد احتساب عدد العمال الذين تم تسريحهم من وظائفهم في الأعوام الأربعة الأخيرة وأولئك الذين تم تشغيلهم، نرى أن عدد الموظفين الجدد في ألمانيا زاد 0.25 في المائة منذ عام 2014 رغم توغل الإنسان الآلي في قطاعات إنتاجية حساسة، مثل الميكانيكا والكيمياء. صحيح أيضا أن التكنولوجيا الروبوتية فرضت نفسها كبديل في عدة مهن كلاسيكية هنا، مع ذلك يعتبر إجمالي عدد العمال الذين تم تسريحهم من جراء توغل هذه التكنولوجيا أقل من إجمالي أولئك الجدد الذين وجدوا وظيفة محترمة ودخلا جيدا من جراء توغل هذه التكنولوجيا السباقة في أسواق العمل. ما يعني أن ألمانيا تعيش أوقاتا اقتصادية مريحة لا تنطوي على أي عداء للإنسان الآلي، الذي تعتبره دول أخرى نقمة عليها».
وتختم الخبيرة آرنتس القول: «هناك وظائف روتينية اختفت بالكامل من قاموس العمل الألماني بسبب دخول التكنولوجيا الرقمية والروبوتية إلى خط الإنتاج. في المقابل واكب دخول هذه التكنولوجيا الحاجة توفير آلاف الوظائف لمبرمجي الكومبيوتر والخبراء في معالجة كافة أنواع المعطيات الرقمية والحاسوبية. فالروبوت يحتاج إلى من يبرمجه في النهاية وهذه مهمة بشرية. ومن المتوقع أن ينمو عدد الوظائف الألمانية لغاية عام 2021 بمعدل 0.4 في المائة سنويا شرط أن تعمل الشركات المحلية على تنظيم دورات تحديث وتأهيل لموظفيها كي يكونوا أكثر قدرة وأفضل وأسرع على التفاعل مع التكنولوجيا الرقمية والروبوتية، علما بأن عدد الوظائف الشاغرة حتى الآن قفز نحو 0.2 في المائة خلال العامين الماضيين».


مقالات ذات صلة

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

علوم روبوتات أمنية في متاجر أميركية

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

فوجئ زبائن متاجر «لويز» في فيلادلفيا بمشهدٍ غير متوقّع في مساحة ركن السيّارات الشهر الماضي، لروبوت بطول 1.5 متر، بيضاوي الشكل، يصدر أصواتاً غريبة وهو يتجوّل على الرصيف لتنفيذ مهمّته الأمنية. أطلق البعض عليه اسم «الروبوت النمّام» «snitchBOT». تشكّل روبوتات «كي 5» K5 المستقلة ذاتياً، الأمنية المخصصة للمساحات الخارجية، التي طوّرتها شركة «كنايت سكوب» الأمنية في وادي سيليكون، جزءاً من مشروع تجريبي «لتعزيز الأمن والسلامة في مواقعنا»، حسبما كشف لاري كوستيلّو، مدير التواصل المؤسساتي في «لويز».

يوميات الشرق «كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

«كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

كشف مسؤولو مدينة نيويورك النقاب، أمس (الثلاثاء)، عن 3 أجهزة جديدة عالية التقنية تابعة للشرطة، بما في ذلك كلب «روبوت»، سبق أن وصفه منتقدون بأنه «مخيف» عندما انضم لأول مرة إلى مجموعة من قوات الشرطة قبل عامين ونصف عام، قبل الاستغناء عنه فيما بعد. ووفقاً لوكالة أنباء «أسوشيتد برس»، فقد قال مفوض الشرطة كيشانت سيويل، خلال مؤتمر صحافي في «تايمز سكوير» حضره عمدة نيويورك إريك آدامز ومسؤولون آخرون، إنه بالإضافة إلى الكلب الروبوت الملقب بـ«ديغ دوغ Digidog»، فإن الأجهزة الجديدة تتضمن أيضاً جهاز تعقب «GPS» للسيارات المسروقة وروبوتاً أمنياً مخروطي الشكل. وقال العمدة إريك آدامز، وهو ديمقراطي وضابط شرطة سابق

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

كشفت دراسة لباحثين من جامعة «إنغولشتات» التقنية بألمانيا، نشرت الخميس في دورية «ساينتفيك ريبورتيز»، أن ردود الفعل البشرية على المعضلات الأخلاقية، يمكن أن تتأثر ببيانات مكتوبة بواسطة برنامج الدردشة الآلي للذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي». وسأل الفريق البحثي برئاسة سيباستيان كروغل، الأستاذ بكلية علوم الكومبيوتر بالجامعة، برنامج «تشات جي بي تي»، مرات عدة عما إذا كان من الصواب التضحية بحياة شخص واحد من أجل إنقاذ حياة خمسة آخرين، ووجدوا أن التطبيق أيد أحيانا التضحية بحياة واحد من أجل خمسة، وكان في أحيان أخرى ضدها، ولم يظهر انحيازاً محدداً تجاه هذا الموقف الأخلاقي. وطلب الباحثون بعد ذلك من 767 مشاركا

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

«غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

سيتيح عملاق الإنترنت «غوغل» للمستخدمين الوصول إلى روبوت الدردشة بعد سنوات من التطوير الحذر، في استلحاق للظهور الأول لمنافستيها «أوبن إيه آي Open.A.I» و«مايكروسوفت Microsoft»، وفق تقرير نشرته اليوم صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. لأكثر من ثلاثة أشهر، راقب المسؤولون التنفيذيون في «غوغل» مشروعات في «مايكروسوفت» وشركة ناشئة في سان فرنسيسكو تسمى «أوبن إيه آي» تعمل على تأجيج خيال الجمهور بقدرات الذكاء الاصطناعي. لكن اليوم (الثلاثاء)، لم تعد «غوغل» على الهامش، عندما أصدرت روبوت محادثة يسمى «بارد إيه آي Bard.A.I»، وقال مسؤولون تنفيذيون في «غوغل» إن روبوت الدردشة سيكون متاحاً لعدد محدود من المستخدمين

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

كشفت دراسة حديثة عن أن الناس تربطهم علاقة شخصية أكثر بالروبوتات الشبيهة بالألعاب مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالبشر، حسب «سكاي نيوز». ووجد بحث أجراه فريق من جامعة كامبريدج أن الأشخاص الذين تفاعلوا مع الروبوتات التي تشبه الألعاب شعروا بتواصل أكبر مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالإنسان وأنه يمكن للروبوتات في مكان العمل تحسين الصحة العقلية فقط حال بدت صحيحة. وكان 26 موظفاً قد شاركوا في جلسات السلامة العقلية الأسبوعية التي يقودها الروبوت على مدار أربعة أسابيع. وفي حين تميزت الروبوتات بأصوات متطابقة وتعبيرات وجه ونصوص تستخدمها في أثناء الجلسات، فقد أثّر مظهرها الجسدي على كيفية تفاعل الناس معها ومدى فاع

«الشرق الأوسط» (لندن)

«ستاندرد آند بورز» ترفع تصنيف سلطنة عمان بنظرة مستقبلية «مستقرة»

حقل لإنتاج الغاز في سلطنة عمان (رويترز)
حقل لإنتاج الغاز في سلطنة عمان (رويترز)
TT

«ستاندرد آند بورز» ترفع تصنيف سلطنة عمان بنظرة مستقبلية «مستقرة»

حقل لإنتاج الغاز في سلطنة عمان (رويترز)
حقل لإنتاج الغاز في سلطنة عمان (رويترز)

رفعت وكالة «ستاندرد آند بورز» للتصنيف الائتماني تصنيف سلطنة عمان إلى «بي بي بي-» من «بي بي+»، معربة عن أملها في استمرار تعزيز المالية العامة للسلطنة.

وأضافت الوكالة أن النظرة المستقبلية لسلطنة عمان مستقرة على المدى البعيد، بالنظر إلى الفوائد المتحققة من الإصلاحات الاقتصادية في مواجهة تأثير صدمات أسعار النفط والغاز غير المواتية.

وقالت «ستاندرد آند بورز»: «الوضع المالي لعمان لا يزال يعتمد بشدة على تحركات أسعار النفط، لكن المرونة في مواجهة الصدمات تتعزز».

وارتفعت أسعار النفط، خلال تعاملات جلسة الجمعة، آخر تداولات الأسبوع، لكنها سجّلت خسارة أسبوعية مع تقييم المستثمرين لأثر توقعات بزيادة المعروض العالمي مقابل خطط تحفيز اقتصادي تنفذها الصين، أكبر مستورد للخام.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 38 سنتاً، بما يعادل 0.53 في المائة إلى 71.89 دولار للبرميل عند التسوية، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 51 سنتاً أو 0.75 في المائة إلى 68.18 دولار للبرميل. وعلى أساس أسبوعي، انخفض خام برنت بنحو 3 في المائة عند التسوية، وتراجع الخام الأميركي 5 في المائة تقريباً.

وفي مطلع مايو (أيار)، قال صندوق النقد الدولي إن التوقعات المستقبلية قريبة ومتوسطة المدى لسلطنة عمان إيجابية. وعبّر عن أمله في أن تنخفض أسعار النفط، وأن تستمر الإصلاحات الاقتصادية في المدى المتوسط.

وقالت «ستاندرد آند بورز» إنها متفائلة بخصوص تصنيف عمان في العامين المقبلين إذا حققت الإصلاحات نمواً مطرداً مدعوماً باستمرار الزخم في اقتصادها غير النفطي.

وتتوقّع وكالة التصنيف الائتماني أن يستمر زخم الإصلاح المالي والاقتصادي للحكومة خلال الفترة بين 2024 و2027، شريطة الاستمرار في خفض مستويات الدين الخارجي وتراكم الأصول السائلة.

وفي الأسبوع الماضي، خفّض البنك المركزي العماني سعر إعادة الشراء بمقدار 50 نقطة أساس إلى 5.5 في المائة، تماشياً مع خفض البنوك المركزية الخليجية الأخرى أسعار الفائدة مواكبةً لقرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).

وتتوقّع «ستاندرد آند بورز» أن يواصل البنك المركزي العماني اتباع سياسة أسعار الفائدة التي يتبعها «المركزي الأميركي». وتتوقّع الوكالة أيضاً أن تحافظ عُمان على ربط عملتها بالدولار، بدعم من أصولها الخارجية الحكومية المتراكمة، التي تبلغ نحو 30 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.