نيران حرب ترمب التجارية تصل إلى الموضة

أوساط الموضة خائفة ومتشائمة من قرارات دونالد ترمب الأخيرة الرفع من الرسوم الجمركية المطبقة على الواردات. ما يزيد الأمر سوءاً أن أزمة خروج الحكومة البريطانية من الاتحاد الأوروبي لا تزال تبحث عن حلول ترضي كل الأطراف.
بيد أن قرار ترمب فرض ضرائب على 200 مليار دولار أميركي من البضائع الصينية التي تهم المستهلك العادي، هي التي يخاف صناع الترف والموضة أن يكتووا بنيرانها أكثر، لا سيما أن حقائب اليد تدخل ضمن البضائع التي شملها القرار.
العديد من بيوت الأزياء الأميركية مثل «مايكل كورس» و«كوتش» و«كايت سبايد» وغيرها، ممن يعتمدون على الصين لصنع منتجاتهم، كانوا أول المتضررين.
أسهم دار «مايكل كورس» مثلاً انخفضت بشكل ملحوظ مباشرة بعد إعلان القرار. ليس هذا فحسب بل الخوف من تبعات أخرى ستؤثر على صناعة الموضة على المدى البعيد، مثل ارتفاع أسعار مُنتجاتها وانخفاض مبيعاتها، فضلاً عن فقدان بعض الوظائف. فمن يعرف ترمب، يعرف أن قراراته قد لا تقف على حقائب اليد، ويمكن أن تشمل الأزياء والأحذية في أي لحظة.
من جهتها لم تسكت السلطات الصينية، وكانت ردة فعلها أن تبادل الولايات المتحدة الأميركية بالمثل رفع الرسوم الجمركية على وارداتها أيضاً.
في بريطانيا تتزايد المخاوف على مصير صناعة الموضة.
فهي من جهة، تستقبل سنوياً العديد من المصممين من كل أنحاء العالم، وتفتح لهم الأبواب والمنابر، إضافة إلى حرفيين وخبراء، وهو ما قد يتغير مستقبلاً، ومن جهة ثانية، فإن ارتفاع الضرائب سيجعل الاستيراد والتصدير ترفاً لا يقدر عليه إلا قلة. هذا يعني أن الاستهلاك سيقل، لا سيما أن دخول أسواق عالمية نامية سيُصبح عملة صعبة جداً، وهو ما لم يكن مطروحاً في عصر العولمة وانفتاح العالم على بعضه.
فالترف كما أكدت العقود الأخيرة ينتعش مع ظهور أسواق نامية تدخل الخريطة العالمية، وتستهلك كل ما له علاقة بالترف بنهم، مثل ما حصل مع الصين منذ سنوات.