خبراء أميركيون يحذرون من عودة «داعش» للعراق

TT

خبراء أميركيون يحذرون من عودة «داعش» للعراق

حذر عدد من الخبراء الأميركيين المهتمين بالشرق الأوسط من عودة تنظيم داعش إلى العراق، وقالوا إن حكومة بغداد التي تواجه مشكلات دستورية واقتصادية وسياسية ستكون أضعف من حكومة العراق عندما اجتاح «داعش» العراق قبل 3 سنوات، ومضت سنتان حتى انهزم «داعش». وقالت جنيفر كافاريلا، الخبيرة في قسم دراسات الحرب في معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية (آي إس آي إس) في واشنطن، لإذاعة «إن بي آر»: «ما نشهده في العراق هو أن تنظيم داعش لم يتمكن من مقاومة توليفة القوة الجوية الأميركية والهجمات البرية العراقية والسورية، لكن هذا لا يعني أن (داعش) فقد إرادته للقتال».
وأضافت كافاريلا: «ما نراه فعلاً هو قيام (داعش) باتخاذ عدد من القرارات للمحافظة على القدرات المحلية من أجل الاستعداد لخوض المرحلة التالية من هذه الحرب. لهذا، فإن العلامات المبكرة على عودة (داعش) في العراق، والوجود الذي لم ينتهِ في سوريا، رغم الهزائم، تدل على ما سيأتي».
وأوضحت: «إن تنظيم (داعش) ليس ملتزماً فقط بمواصلة القتال، لكنه أيضاً استعد للقيام بذلك، وقد بدأ بالفعل المرحلة التالية»، وشككت في تصريحات مسؤولين أميركيين عسكريين عن عدم القلق لما سيحدث في العراق.
كان الكولونيل شو رايان، المتحدث باسم القوات الأميركية في العراق، قد قال إن القوات العراقية «في وضع أفضل اليوم لاحتواء الإرهاب مما كانت عليه في عام 2014، عندما فرت فرق كاملة بعد تقدم (داعش)».
وأضاف رايان أن مقاتلي «داعش» في العراق «يقومون فقط بهجمات صغيرة لأنهم لا يملكون قدرات واسعة النطاق بعد الآن، لكنهم يملكون القدرة على تخويف السكان»، وتابع: «المعركة لم تنته بعد». وقال مايكل نايتز، الخبير العسكري في معهد سياسة الشرق الأدنى في واشنطن: «رغم أن (داعش) لا يسيطر على أراضٍ كما كان في الماضي، يبدو أنه يتمتع بحرية الحركة عبر امتداد كبير من التضاريس، خصوصاً بالليل».
وقالت صحيفة «واشنطن بوست»: «تغطي الأراضي المهددة مساحات احتلها (داعش) لفترة وجيزة، قبل أن تواجهه قوات مؤلفة من ميليشيات شيعية في أواخر عام 2014 وأوائل 2015. وأدى القتال إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص، تاركين عشرات القرى المدمرة وشبه المدمرة، والمبعثرة في مناطق بعيدة».
من جهته، أشار إلى هذه المعلومات الخبير نايتز، وقال: «توفر هذه المدن الأشباح بيئة مثالية لمقاتلي حرب العصابات لإعادة تنظيم صفوفهم، وتكثر في هذه المناطق الجبال وغابات النخيل المزروعة بكثافة، وشبكات قنوات الري التي يمكن أن تعرقل تقدم القوات العراقية ودباباتها وعرباتها الثقيلة».
وأضاف: «لا يوجد دليل حقيقي ينفى ذلك، وتوجد أدلة كثيرة على أن (داعش) يتعافى».
وقال سكوت سايمون، في إذاعة «إن بي آر»، إن الحملة ضد «داعش» ركزت كثيراً على الحرب البرية، وعلى استعادة السيطرة على المدن، ولم تركز على حل المشكلات السياسية والاقتصادية والإنسانية التي من شأنها أن تمنع «داعش» من الانتعاش. لهذا، استعادت القوات العراقية، بالتعاون مع قوات التحالف الدولي، المدن، لكنها لم تقضِ على قدرة «داعش» على العودة، وأضاف: «للأسف، يعنى هذا أننا سنشاهد هذا الفيلم مرة أخرى».
وشككت كافاريلا في عزم الرئيس دونالد ترمب على القضاء نهائياً على «داعش»، وأشارت إلى تصريحاته التي تشير إلى نيته الانسحاب من سوريا، وتساءلت كافاريلا عما إذا سيكون ترمب ملتزماً بالبقاء في العراق، وأوضحت: «يظل (داعش) في مرحلة مبكرة في العراق، لهذا يبقى سؤال عن الحاجة إلى مزيد من القوات الأميركية هناك (في العراق). في الوقت الحاضر، نستطيع التعامل مع (داعش) بالقوى التي لدينا، إذا كانت لدينا الإرادة والالتزام».


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.